رئيس المجلس العربي للمياه: "سد النهضة" كارثة على مصر

19 يناير 2016
سد النهضة كارثة تهدد الموارد المائية المصرية (الأناضول)
+ الخط -

قال رئيس المجلس العربي للمياه، الدكتور محمود أبو زيد، إن "أزمة سد النهضة" تدق ناقوس الخطر على الأمن القومي المصري، مؤكداً عدم رضاه عن سير مفاوضات السد خلال الفترة الماضية، واصفًا إياها بـ"غير المرضية"، بسبب تأخير المباحثات، بينما تسير إثيوبيا في طريقها لاستكمال مراحل بناء السد، وقد أوشك الأمر على الانفلات.

وأضاف أبو زيد، الذي شغل منصب وزير الري في مصر سابقاً، خلال ندوة في أحد الفنادق المصرية: "دخلنا مرحلة الخطر التي باتت تمس الأمن القومي، وتؤثر بالسلب على حياة المصريين. إن الأجهزة السيادية دخلت حالة الاستنفار من أجل البحث عن حلول صارمة لحل جذري لهذه الأزمة".



اقرأ أيضاً: ناشطون:وزير الري يبيع وهم المياه الجوفية للمصريين بديلا للنيل

وأردف قائلاً:"منصب وزير الري، مسؤول تنفيذي يقوم على تنفيذ سياسات الدولة التي اختارت التفاوض من أول لحظة، بطريقة (صبر أيوب)، حاملة على عاتقها الصبر المبالغ فيه، وقد تحول الموقف إلى سيف مسلط على رقاب المفاوض المصري، الأمر الذي يجعله تحت ضغط شديد".

وشدد على أن السودان "تقف قلباً وقالباً مع إثيوبيا ضد مصر، وأن الدولة تواجه بمفردها أزمة سد النهضة"، مردفاً:"نستطيع تحقيق انتصارات بالجهد في المفاوضات من خلال رؤية سياسية أوسع".

وأوضح رئيس المجلس العربي للمياه أن اكتمال المشروع الإثيوبي سيؤدي إلى بناء سدود جديدة في دول حوض النيل، وأنه كان من الواجب أن "تكشّر مصر عن أنيابها في التفاوض"، مرجحاً السبب للضعف الداخلي.

وحذر المتحدث ذاته من أن "فشل مصر في هذا الملف، قد يؤدي إلى توجه دول حوض النيل إلى بناء سدود أخرى قياساً على سد النهضة"، وقال بهذا الصدد، إن "المخاطر التي سوف تواجهها مصر خلال السنوات المقبلة، عند اكتمال مشروع (سد النهضة) بسعته النهائية البالغة 74 مليار متر مكعب، سوف ينتج عنها انخفاض إنتاج الكهرباء من السد العالي بنسبة 40%، وانخفاض حصة مصر من المياه سنوياً بمقدار نصف مليار متر مكعب، وخطورة انهيار سد النهضة نفسه، إضافة إلى أحجام التسرب بين سد النهضة والسد العالي".



اقرأ أيضاً: مصر: نظر دعوى عزل هشام جنينة بالإسكندرية اليوم

وأشار الوزير السابق إلى أن "قضية سد النهضة هي أخطر قضية تواجهها مصر في تاريخها كله، وكان التحرك الحكومي غير كاف، أي ليس بالمستوى المقبول، وكان تحركنا تجاه قضية السد خلال الخمس سنوات الماضية مجرد ردود أفعال لما نراه من الجانب الإثيوبي".

وتابع أبو زيد: "دائماً ما يكون الجانب المدافع أقل قدرة على الحركة من الجانب الذي يأخذ زمام الأمور بيديه، والجانب الحكومي الرسمي يحاول أن يطمئن الشعب المصري بتصريحات ليس لها مردود إيجابي على أرض الواقع".

وأضاف أن "حسن النوايا لا يكفي حتى لا تقع الفأس في الرأس، وندفن الرؤوس في الرمال إلى أن تقع الواقعة".

وأشار رئيس المجلس العربي للمياه إلى أن ما يقلق كل المصريين، هو أن إثيوبيا ماضية في تنفيذ مشروعها، بل وتزيد من معدلات التنفيذ. والبلاد ترفض أية مقترحات مصرية، آخرها ما تراه القاهرة بخصوص زيادة فتحات السد الاحتياطية، لتسمح بمرور تدفقات معقولة من مياه النيل، مطالباً الدولة بسرعة التحرك قبل فوات الأوان.

اقرأ أيضاً: مصر ترفع أسعار مياه الشرب..وقانون جديد لتجريم شائعات المياه