رئيس الحكومة التونسية السابق يُعلن عن مشروع سياسي جديد

19 فبراير 2016
مهدي جمعة يؤسس "تونس البدائل" (فرانس برس)
+ الخط -

أعلن رئيس الحكومة التونسية السابق، مهدي جمعة، على صفحته الرسمية على "فيسبوك" عن مشروعه السياسي الجديد، الذي يحمل اسم "تونس البدائل"، مشيراً إلى أنه "مشروع يختزل إرادة البناء وعزيمة الإصلاح والتمشي نحو مسار مستقبلي. يختزل أملاً نحو تونس الجديدة".


وأضاف مهدي جمعة أن المشروع الجديد يضم مجموعة من خيرة أبناء تونس وبناتها، من بينهم عدد من وزرائه السابقين، حسب ما تداولته بعض الوسائل الإعلامية. كما قال أيضا إنّه "يعول على الجميع، دون استثناء أو إقصاء، للدفع بالوطن نحو العزة والكرامة، وبمواطنيه إلى العمل والبذل في أطر سليمة"، مشيرا إلى أن "المشروع منفتح على كل نفس إصلاحي ومبادرة طيبة قوامها الصدق والالتزام".
وفي حين أن جمعة لم يفصح في تدوينته عن هوية مشروعه، فإن مصادر مقربة منه أكدت أنه تم أمس، الخميس، الإيداع القانوني لمشروعه الجديد والذي يحمل تسمية "مؤسسة تونس البدائل" ويخضع لقانون الجمعيات. كما أكدت ذات المصادر أن المشروع الجديد ليس حزبا سياسيا، وإنما مركز جامع للتفكير والدراسات حول صياغة مشروع مجتمعي لتونس.
في هذا السياق، أوضح المحلل السياسي، جوهر بن مبارك، لـ"العربي الجديد"، أن "هذه المرحلة من الانتقال الديمقراطي التي تعيشها تونس تشهد حراكا ومبادرات متنوعة من قبل قوى سياسية مختلفة، بما فيها مبادرة مهدي جمعة، من طرف من يشعرون بفراغ خلفته أزمة الانشقاق داخل حزب نداء تونس".
وأضاف بن مبارك: "الكثير من القوى تحاول التقاط ما ستسفر عنه أزمة نداء تونس، وبالتالي محاولة التموقع في المشهد السياسي الجديد، من ذلك مبادرة جمعة ومحاولات بعض الأطراف التجمعية والقوى الديمقراطية والاجتماعية وغيرها الاستثمار في هذه الأزمة".
وأوضح بن مبارك في المقابل أن "مشروع جمعة الجديد وغيره من المشاريع السياسية لن يُغيّر شيئا على المدى القصير والمتوسط في المشهد العام، باعتبار أن القوى السياسية تحتكم لموازين انتخابية لا نستطيع فرزها أو توقعها إلا سنة 2019 بعد انقضاء المدة الانتخابية الحالية".
وكل هذه المشاريع هي نتاج حسب قوله "للصراع السياسي داخل حزب نداء تونس وبقاياه، وليس نتاجا لاحتكاك أو تقرب من مختلف شرائح المجتمع التونسي وما يأملونه من السياسيين، وهو ما قد يُترجمه مشروع مهدي جمعة الجديد الذي يمس شريحة معينة من الناس، كانت بالقرب منه أثناء تواجده على رأس الحكومة، التي أعطته تجربة لخوض غمار السياسة، ولكن لا تترجم مدى تقاربه مع مختلف مكونات المجتمع التونسي". 
لذلك تبقى هذه المشاريع "مجرد محاولات لاستغلال أزمة نداء تونس، ومحاولة التموقع في المشهد السياسي، في ظل غياب صورة واضحة لمحدودية المشهد السياسي، الذي ما زال يفتقر لقوى سياسية بمقدورها استقطاب جميع شرائح المجتمع ".

المساهمون