رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اقتراب إنهاء مهامه

15 يونيو 2018
يتولّى أيزنكوط منصبه منذ 2015 (جيل كوهين-ماغن/فرانس برس)
+ الخط -
أعلن رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي الجنرال غادي أيزنكوط، أمس الخميس، عزمه إنهاء مهام عمله رئيساً لأركان الجيش خلال نصف عام، فيما ينتظر أن يبدأ وزير الأمن الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، قريباً مشاوراته في صفوف قادة الجيش، لتعيين خليفة لأيزنكوط، وعرض الاسم على رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.

وعادة ما يكون نائب رئيس الأركان، وهو حالياً الجنرال يئير كوخافي، الذي عُين نائباً لرئيس الأركان في العام الماضي، المرشح الأوفر حظاً لتولي المنصب، لكن ذلك ليس مضموناً بالضرورة.

وخلال سنوات منصبه منذ 2015، كان أيزنكوط، أول رئيس أركان ينشر وثيقة علنية تحت اسم "استراتيجية الجيش"، كما وضع خطة خمسية لعمل جيش الاحتلال، تُعرف باسم "غدعون".

ووفقاً لعقيدة القتال التي وضعها أيزنكوط بخطته الاستراتيجية، فقد بادر الجيش إلى تقليص أعداد قوات الاحتياط وأيام خدمتها، لصالح زيادة أيام تدريب القوات النظامية والقوات في الخدمة العسكرية الإلزامية.

وساهم أيزنكوط في زيادة عدد الإناث اللاتي يخدمن في وحدات قتالية، وخاصة في دوريات حرس الحدود وحماية الحدود الشرقية مع الأردن، وعلى امتداد الحدود مع سيناء.


كما قامت خطة أيزنكوط وعقيدته القتالية التي طرحها في الجيش، وعلى المستوى السياسي، على تقليص القوة القتالية للجيش المخصصة لدول الطوق الثالث، التي لا حدود لها مع إسرائيل، ومن ضمن ذلك خفض الاستثمار وتجنيد الموارد والقوات التي كان يفترض تخصيصها لمواجهة حالة حرب مع إيران، أو توجيه ضربة عسكرية لها.

إلى ذلك، فقد أدخل أيزنكوط، بعداً إضافياً لقدرات "السايبر" في جيش الاحتلال الإسرائيلي، والإعلان عن تأسيس ذراع مستقلة لسلاح السايبر عن "الوحدة 8200" التابعة لشعبة الاستخبارات العسكرية "أمان".

وشكّلت توصيات أيزنكوط في الخطة المذكورة، ذروة في التوتر مع المستوى السياسي، وتكريس خطوط واضحة تطالبه بأن يوضح، في أي حالة حرب، ما المقصود والمراد في تعبير "الانتصار" بحالة وقوع مواجهة عسكرية، وذلك كعبرة من العبر التي استخلصها بعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، عام 2014، عندما كان الجيش تحت قيادة الجنرال السابق بني غانتس، وأقر المحللون والمراقبون، بما في ذلك تقريران لمراقب الدولة، بأن إسرائيل لم تنتصر في الحرب على غزة.

ووفقاً لتوصيات أيزنكوط، فإنّه يطلب من المستوى السياسي لاحقاً، أن يحدد بدقة ما هو المطلوب من الجيش، من جهة، وعدم التدخل في إدارة القتال ميدانياً، من جهة أخرى.

وشهدت فترة ولاية أيزنكوط تحديات عسكرية واجهها الاحتلال في الأعوام الثلاثة الأخيرة، خاصة مع اندلاع "انتفاضة الأفراد" في العام 2015، وسط دعوات من المستوى السياسي والحزبي في إسرائيل إلى إطلاق يد الجنود في إعدام منفذي العمليات الفدائية، وكل من يحاول تنفيذ عملية ضد الاحتلال الإسرائيلي، بحسب تصريحات عدد من قادة إسرائيل بدءاً من أصغر وزير وعضو كنيست، وصولاً إلى وزير الأمن السابق في تلك الفترة موشيه يعالون، والحالي أفيغدور ليبرمان وصولاً إلى نتنياهو وأيزنكوط نفسه.


مع ذلك تعرّض أيزنكوط لحرب ضروس عليه، بعد محاكمة الجندي القاتل أليئور أزاريا، الذي أعدم في 24 مارس/آذار من العام 2015، الفلسطيني عبد الفتاح الشريف، بعد سقوطه جريحاً. ولكن بعد صدور قرار الحكم على الجندي القاتل، قام أيزنكوط بتخفيف أربعة أشهر من فترة محكوميته.

وفي سياق إعلان أيزنكوط، أمس الخميس، عن قراره إنهاء مهامه، لفتت صحيفة "هآرتس"، اليوم الجمعة، في تقرير، أنّ أيزنكوط يتمتع اليوم، خلال للفترة الأولى من ولايته، بتأييد وتقدير "كبيرين" في صفوف الحكومة الإسرائيلية، مشيرة إلى أنّ نتنياهو يدرس إمكانية تمديد فترة رئاسة أركان أيزنكوط لقيادة الجيش.