جاكوب اعتبر، في مقالة نشرتها صحيفة "لوموند" اليوم الأربعاء، أن ماكرون، نتيجة معرفته لعمق الأزمة التي يعيشها في ولايته الرئاسية، يحاول التشبه بالجنرال شارل ديغول، "لكنه لم يكن يوماً يشبه ديغول ولن يكون، وقد حان الوقت للكشف عن ادعاءاته التي لا تطاق، والتي مارسها منذ ثلاث سنوات، وأسفرت عن نتائج كارثية".
ورأى جاكوب أن الديغولية هي "صلابة وشرف فرنسا" مكّنتها من الجلوس "على طاولة الفائزين عام 1945"، في إشارة إلى الانتصار على ألمانيا النازية، "باختصار هي السيادة بكل أبعادها، لكن ماكرون هو آخر الأشخاص الذين يمكنهم أن يتشبهوا بديغول"، على حد تعبيره.
وشدد جاكوب على أن ماكرون لم يستطع الحفاظ على استقرار الحكومة، ولا يملك أي قوة برلمانية تدعمه، ومع تأسيس مجموعة من أعضاء البرلمان المنحدرين من حزبه لتكتل جديد "لم يبق من أغلبيته سوى القليل أو لا شيء. أغلبيته البرلمانية، أغلبية حزبه، التي خلقها ويديرها من قصر الإليزيه، قد انتهت بالفعل بعد مرحلة من الشجار استمرت لعدة أشهر".
وألمح إلى الأحاديث التي تدور حول خلافات بين ماكرون ورئيس وزرائه إدوارد فيليب، وقال إن "فرنسا تحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى الاستقرار، ولا تحتاج إلى رئيس للجمهورية ورئيس للوزراء تتميّز علاقاتهما بعدم الثقة، كما أنها لا تحتاج إلى مجموعات برلمانية تفكر في مصالحها أكثر من مصالح البلاد، وما حصل أمس في الجمعية الوطنية، بتقديم أعضاء من حزب ماكرون أوراق اعتمادهم كمجموعة برلمانية تاسعة، سيساعد في تسريع خنق التمثيل الوطني. مشهد الجمعية الوطنية المؤلف من 9 مجموعات غير جدير بالاهتمام".
ودعا جاكوب الجمعية الوطنية إلى تقييم ما وصفه بـ"الوضع المؤذي الذي أدى إلى تكاثر المجموعات البرلمانية"، من أجل تجنب أن يصبح البرلمان مسرحاً يراهن فيه رئيس الجمهورية على الارتباك والانقسامات لإعطاء وهم السلطة.
وختم رئيس الحزب الجمهوري مقالته متسائلاً: "من يتخيل اليوم أن رئيس الجمهورية قادر على إرساء أسس اتحاد الفرنسيين عندما يكون عاجزاً عن مواجهة "ربع" النواب الذين يخالفون سلطته؟".