رأفت الميهي: حياة في الإبداع السينمائي

29 سبتمبر 2014
رصد بعمق تحوّلات المجتمع العربي (تصميم أنَس عَوَض/العربي الجديد)
+ الخط -
ألّف رأفت الميهي 28 فيلماً وأخرج 14، كرّس من خلالها رؤيته التجريبية والوجودية طوال مسيرة امتدّت منذ الستينيّات إلى العام 2010، وكانت زاخرة بعدد كبير من الأعمال التي لا تُنسَى، نذكر منها: جفّت الأمطار رغم غبار النسيان الذي يعلوه، فإنّ هذا الفيلم يُعتبر فعلياً الانطلاقة الأولى لرأفت الميهي نحو القمّة، إذ اقتبس المخرج سيّد عيسى قصة الميهي وتشارك معه في كتابة السيناريو والحوار العام 1967.
كان من بطولة شكري سرحان وسميحة أيوب. غروب وشروق تألّقت سعاد حسني في دور "مديحة" أمام رشدي أباظة العام 1970، في فيلم "غروب وشروق" الذي يُعتبر علامة فارقة في تاريخ السينما المصرية ويقع في المركز 59 ضمن قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخها، وقد أخرجه كمال الشيخ وألّفه الميهي بالاشتراك مع جمال حداد. غرباء في العام 1973 قدّم الميهي، مع المخرج سعد عرفة، فيلماً رصد بعمق التحوّلات التي كان يعيشها المجتمع العربي وتأثّره بالتوجهات الغربية، في حين كانت جلّ أفلام تلك الفترة تتناول المواضيع العاطفية في قوالب غنائية ملوّنة. وكان من بطولة حسين فهمي وسعاد حسني وشكري سرحان وعزّت العلايلي. أين عقلي؟ اعتاد الميهي البحث عن مواضيع غير ممجوجة، فابتعد عن الرومانسيات المستهلكة، وأعاد إنتاج العواطف الإنسانية في أطر نفسية عميقة. "أين عقلي؟" من الأفلام الجريئة التي تناولت العلاقات بين الرجال والنساء، وقامت ببطولته السندريللا سعاد حسني وأخرجه عاطف سالم في 1974. على من نطلق الرصاص؟ يعتبر هذا العمل الذي أخرجه كمال الشيخ في 1975 من الأعمال الواقعية المؤثّرة، واحتلّ المركز 46 في قائمة أفضل 100 فيلم. بطلته سعاد حسني، بدا أنّها وجدت العمق الذي تبحث عنه في شخصيات الميهي. عيون لا تنام في1983 قدّم الميهي أوّل تجربة إخراجية له، وكانت القصة من تأليفه ومن بطولة فريد شوقي ومديحة كامل وأحمد زكي ، واعتبرها كثيرون خطوة شجاعة.
للحبّ قصّة أخيرة يُعدّ من أفضل الافلام في تاريخ السينما العربية، إذ تطرّق بطريقة بسيطة جدا إلى دراسة اجتماعية تدور حول الإيمان المطلق ببعض الخرافات. كتبه وأخرجه الميهي في 1986 في ثالث تجربة إخراجية له، من بطولة يحيى الفخراني ومعالي زايد وتحية كاريوكا. بعدها انطلق الميهي في تقديم نمط مختلف من السينما، فمزج بين المشاكل الواقعية والخيال السريالي بقوالب كوميدية كما في: "الأفوكاتو"، "ميت فل"، "السادة الرجال"، "آنساتي سادتي"، "علشان ربنا يحبك"، "شرم برم" ، وغيرها. ولم يقدّم سوى مسلسل واحد في 2009 هو "وكالة عطية". وكان آخر عمل له "سحر العشق" في 2010، ليبتعد قليلا عن الساحة بعدها، ربّما ليتأمّل من بعيد إنجازاته، كما يتأمّل نحّات ماهر أبعاد تحفه. وربما اليوم يحق لكلّ محبي فنّه أن يقولوا له: عيد ميلاد سعيد.
المساهمون