ورفع المتظاهرون لافتات كتبت عليها شعارات تدعو للإفراج الفوري عن آلاف المختطفين من الصقلاوية، ومدن وبلدات محافظة الأنبار الأخرى، مطالبين مجلس الأمن الدولي بعقد جلسة طارئة لمناقشة مصير المختطفين العراقيين.
وقال أحد منظمي التظاهرة، ويدعى عزام المحمدي، إن رجال ونساء وأطفال الصقلاوية نظموا هذه التظاهرة لإيصال صوتهم الى مجلس المحافظة والحكومة والبرلمان، وحثهم على العمل الجاد من أجل الكشف عن مصير المختطفين الأبرياء، مبيناً لـ "العربي الجديد" أن أكثر من سياسي وبرلماني تحدثوا عن وجود آلاف المعتقلين لدى المليشيات في سجن كبير ببلدة جرف الصخر بمحافظة بابل (100 كليو متر جنوب بغداد) الواقعة تحت سيطرة مليشيات "الحشد الشعبي".
وانتقد التجمّعات التي تعقدها بعض الجهات السياسية في محافظة الأنبار تمهيداً للانتخابات المقبلة، مضيفاً "كان الأولى بهؤلاء البحث عن مصير المخطوفين بدل الانشغال بشراء الذمم والأصوات".
وفي سياق متصل، دعا نواب ينتمون لكتل سياسية مختلفة اليوم الرئاسات العراقية الثلاث (رئاسة البرلمان ورئاسة الوزراء ورئاسة الجمهورية) ومراجع الدين والقادة الأمنيين إلى التدخل العاجل للكشف عن مصير آلاف المدنيين المختطفين في مدن عراقية مختلفة.
وأكّد عضو البرلمان العراقي، حامد المطلك، خلال مؤتمر صحافي عقده مع نواب آخرين، أن العراق يمر بظروف سيئة منذ 14 عاماً، بسبب المشروع المعد مسبقاً، وبسبب الجهات السياسية التي تعمل لمصالحها الشخصية، مشيراً إلى وجود آلاف المختطفين الأبرياء من منطقتي الصقلاوية والرزازة بمحافظة الأنبار، ومناطق بيجي وسامراء والدور وبلد وسليمان بيك بمحافظة صلاح الدين، ومختطفين آخرين من محافظات ديالى وبغداد، فضلاً عن اختطاف سبعة ناشطين مدنيين أخيراً وسط العاصمة العراقية.
وشدد المطلك على ضرورة وقف هذه التجاوزات والخروقات التي تسببت بانتهاكات لحقوق الإنسان، موضحاً أن الخيار الأول هو الوقوف مع الحكومة العراقية في أي إجراء يحمي المواطنين ويفرض القانون قبل الذهاب إلى المحافل الدولية من خلال القنوات الرسمية.
وعقد زعماء ووجهاء قبائل الشهر الماضي مؤتمراً عشائرياً في بلدة الصقلاوية بمحافظة الأنبار للمطالبة بالكشف عن مصير مختطفي البلدة الذين تحتجزهم المليشيات.
وقال شيخ عشائر المحامدة، حكمت محمد سمير، إن فرحة أهالي الأنبار ما زالت ناقصة بسبب غياب أبناء الصقلاوية المختطفين، مطالباً رئيس الوزراء حيدر العبادي بالعمل على إعادة المغيبين إلى ذويهم.
وسبق لسياسيين ونواب عن محافظة الأنبار أن أعلنوا عن اختطاف نحو ثلاثة آلاف مدني من منطقتي الصقلاوية والرزازة في المحافظة، مؤكدين أنهم حصلوا على معلومات تفيد بوجود هؤلاء المختطفين في سجن كبير ببلدة جرف الصخر في محافظة بابل تديره المليشيات.