وأصبح الاعتصام تقليدا سنويا يتبعه الاتحاد منذ إقرار قانون حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة في عام 2000، دون المراسيم التطبيقية اللازمة لتنفيذه على أرض الواقع.
ويعرف القانون بأنواع الحاجات الخاصة بالأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، إنشاء الهيئة الوطنية لشؤون المعوقين، والدمج الاجتماعي وفي سوق العمل.
وقد أظهر تنوع الفئات المشاركة في التحرك، حجم المشكلة التي تطال مصابي الحرب الأهلية اللبنانية (1975ــ1990)، والتلاميذ ذوي الاحتياجات الخاصة، وعددا من المواطنين الجنوبيين الذين أصيبوا جراء الألغام والقنابل العنقودية التي خلفها العدو الإسرائيلي في بلدات الجنوب.
ورفع ممثلون عن مختلف الهيئات والجمعيات الأهلية التي تمثل هؤلاء، لافتات تطالب بتطبيق "كوتا" توظيف المعوقين في القطاعين العام والخاص، التي تبلغ 3 في المائة من نسبة الموظفين في أي مؤسسة.
وألقت رئيسة الاتحاد، سيلفانا اللقيس، كلمة دعت فيها إلى "استحداث فريق عمل وزاري لتفعيل العمل بالكوتا، وإعادة تفعيل نظام الضريبة التي تطال مؤسسات القطاع الخاص التي لا تلتزم بتوظيف أشخاص معوقين".
كما دعت اللقيس إلى "إقرار الدمج للأشخاص المعوقين، لا سيما في قطاعات التربية والتعليم المهني، وتجهيز مباني القطاع العام لتصبح خالية من العوائق للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة".
ودعا محمد، الذي أقعدته إصابة خلال الحرب الأهلية اللبنانية، الدولة إلى "تولي مسؤوليتها القانونية والإنسانية تجاهنا، في ظل وضعنا الصعب، مع رفض أرباب العمل توظيفنا، متذرعين بعدم إقرار المراسيم التطبيقية للقانون في مجلس النواب".
كما حمل محمد في حديث لـ"العربي الجديد" البرلمانات المتعاقبة "مسؤولية عدم إقرار المراسيم التي تحول بيننا وبين العمل".
اقرأ أيضا: ذوو الإعاقة 10 في المائة من عدد سكان لبنان
وإلى جانب مصابي الحرب، حضر مجموعة من الرياضيين المعوقين إلى الساحة، بالزي الأحمر الموحد، للتعبير عن "حاجة الرياضيين إلى دعم خلال تمثيل لبنان في المباريات الدولية والمحلية التي شاركنا فيها"، بحسب حسين غندور، أحد أعضاء الفريق الرياضي في الاتحاد اللبناني للمعوقين.
وأشار غندور، في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أهمية دعم النشاطات الرياضية، التي تعرّف بخطر الألغام التي يعاني منها سكان الجنوب اللبناني بشكل يومي.
وفي إحدى زوايا الساحة، انزوت تلميذات مؤسسة "الهادي" الإسلامية التي تتولى رعاية الأطفال الأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة، وتحدثن بلغة الإشارة، وتبادلن الضحكات خلال مشاركتهن في الاعتصام، حاملات لافتات "ممنوع من التعليم"، بسبب عدم تطبيق شروط الدمج في المؤسسات التعليمية الرسمية.
وذكر المشرف في المؤسسة، جلال كركي، لـ"العربي الجديد" الصعوبات التي يعاني منها الطلاب اللبنانيون "لا سيما على صعيد التعليم المهني، الخالي من أي برامج دمج للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة".
كما نقل كركي استياء طلاب الشهادات الرسمية (المتوسطة والثانوية) من اضطرارهم إلى "تقديم طلب استرحام للمشاركة في الامتحانات الرسمية"، مشيراً إلى حقهم الطبيعي في خوض الامتحانات وفق قدراتهم "دون استرحام أحد".
كما شارك في الاعتصام عدد من أهالي العسكريين اللبنانيين المخطوفين لدى تنظيمي "الدولة الإسلامية" (داعش)، و"جبهة النصرة"، المعتصمين منذ أشهر في نفس الساحة، للضغط على الحكومة اللبنانية كي تنجز المفاوضات مع التنظيمين وتطلق سراح أبنائهم.
وعبر عدد منهم عن صدمته من تنوع المظاهرات المطلبية التي شهدتها الساحة، وتطال مختلف فئات الشعب اللبناني دون التفات الحكومة إليها.
اقرأ أيضا:عشرة بالمائة من اللبنانيين معوّقون