بينما تحاول بعض المسلسلات السورية الاقتراب من الواقع السوري المأزوم، وتلجأ أعمالٌ أخرى لتعرية المجتمعات العربية وكشف فسادها، يقف مسلسل "24 قيراط" بين الحالتين، رغم أنّ قصته لا ينقصها الفساد ولا الثروة ولا حتى الموت. فالعمل يحكي عن مليونير (عابد فهد) تداهم منزله مجموعة مسلّحة وتختطفه ليلة احتفاله بذكرى زواجه، ثم يُرمى في البحر، وتنقذه معلّمة الروضة (سيرين عبد النور) الباحثة عن الصدف لأجل احتفال مسرحي للأطفال.
تلجأ ريم حنا الشاعرة قبل أن تكون السيناريست، لعالم السحر والخيال، تستمدّ قصّتها من الواقع، وتنسج حوله حبكتها الدرامية وقصصها وحكاياتها بحرفية عالية، تسرح بالمشاهدين وتلعب معهم قبل أن تلاعب أبطالها...
منذ الحلقة الأولى، تعرف ريم حنا كيف تحبس أنفاسنا، وكيف تُغرينا لمتابعة أبطالها، وهي ليست المرّة الأولى التي تنجح فيها، فبتجاربها السابقة، سواء مع الأعمال الاجتماعية أو المقتبسة أو حتى المتخيلة، كانت دائماً الكاتبة الفاهمة لطبيعة المتفرّج وسرّ فنّ الحكاية ووقعه على المشاهد اللاهث، رغم كلّ ما حوله من دمار، تمنحه ساعة متعة، أو ربما دقائق فصل أو ربما تناسي واقعه الحقيقي والانتقال، ولو عبر الدراما، لعالم ريم حنا الواقعي المتخيل الرومانسي، وهي بذلك تثبت يوماً بعد يوم أنّ كتّاب الدراما السوريين أمثالها، القادمين من عالم الشعر والرواية والمسرح، قد رفعوا ويرفعون من قيمة العمل الدرامي، ولا يشبهون الأجيال اللاحقة التي دخلت عنوة إلى هذا المجال، فقلّلت من قيمته كمضمون قبل أن يكون فنّاً.
مبالغات ولكن..
تلفتنا بعض المبالغات، فكيف يمكن في مجتمعاتنا الشرقية لشابة وحيدة وعازبة أن تستقبل رجلاً غريباً في منزلها؟ وكيف أمكن لجريمة أعلنت عنها وسائل الإعلام أن تكون غائبة عن أبطال مسرح الأحداث؟ لكنها مبالغات اعتادها الجمهور في الأعمال المدبلجة، تحديداً لو اتفقنا مع كاتبة العمل على أن المسلسل للمتعة والتسلية، وأننا جزء من تلك اللعبة بإرادتنا.
لا يمكننا إنكار أنّ نجاح أيّ عمل درامي يقوم على قبطانين أحدهما الكاتب والآخر المخرج، وأنّ العمل يحمل رؤيتهما معاً، و"24 قيراط" خير مثال على نجاح التعاون الخّلاق بين المخرج ليث حجو وريم حنا، ولكن لا بدّ من الإقرار أنّ المخرج الجيد من دون نصّ جيّد وهادف، لا يمكنه أن يقدّم فنّاً محترماً.
ورغم أنّ ريم حنا تصرّح دوماً بأنّها كسولة في الكتابة، فإن أرشيف الدراما السورية، ومن بعده الأعمال العربية المشتركة، يحفل بكمّ لا بأس به من الأعمال الناجحة ذات الجماهيرية، بداية من "الفصول الأربعة" مروراً بـ "رسائل الحبّ والحرب" و"أحلام كبيرة" و"ذكريات الزمن القادم" و"لعبة الموت" الذي عرض في رمضان الفائت، وكان مقتبساً عن رواية عالمية، استطاعت ريم حنّا توليفها لتتناسب وأجواءنا العربية.
تلجأ ريم حنا الشاعرة قبل أن تكون السيناريست، لعالم السحر والخيال، تستمدّ قصّتها من الواقع، وتنسج حوله حبكتها الدرامية وقصصها وحكاياتها بحرفية عالية، تسرح بالمشاهدين وتلعب معهم قبل أن تلاعب أبطالها...
منذ الحلقة الأولى، تعرف ريم حنا كيف تحبس أنفاسنا، وكيف تُغرينا لمتابعة أبطالها، وهي ليست المرّة الأولى التي تنجح فيها، فبتجاربها السابقة، سواء مع الأعمال الاجتماعية أو المقتبسة أو حتى المتخيلة، كانت دائماً الكاتبة الفاهمة لطبيعة المتفرّج وسرّ فنّ الحكاية ووقعه على المشاهد اللاهث، رغم كلّ ما حوله من دمار، تمنحه ساعة متعة، أو ربما دقائق فصل أو ربما تناسي واقعه الحقيقي والانتقال، ولو عبر الدراما، لعالم ريم حنا الواقعي المتخيل الرومانسي، وهي بذلك تثبت يوماً بعد يوم أنّ كتّاب الدراما السوريين أمثالها، القادمين من عالم الشعر والرواية والمسرح، قد رفعوا ويرفعون من قيمة العمل الدرامي، ولا يشبهون الأجيال اللاحقة التي دخلت عنوة إلى هذا المجال، فقلّلت من قيمته كمضمون قبل أن يكون فنّاً.
مبالغات ولكن..
تلفتنا بعض المبالغات، فكيف يمكن في مجتمعاتنا الشرقية لشابة وحيدة وعازبة أن تستقبل رجلاً غريباً في منزلها؟ وكيف أمكن لجريمة أعلنت عنها وسائل الإعلام أن تكون غائبة عن أبطال مسرح الأحداث؟ لكنها مبالغات اعتادها الجمهور في الأعمال المدبلجة، تحديداً لو اتفقنا مع كاتبة العمل على أن المسلسل للمتعة والتسلية، وأننا جزء من تلك اللعبة بإرادتنا.
لا يمكننا إنكار أنّ نجاح أيّ عمل درامي يقوم على قبطانين أحدهما الكاتب والآخر المخرج، وأنّ العمل يحمل رؤيتهما معاً، و"24 قيراط" خير مثال على نجاح التعاون الخّلاق بين المخرج ليث حجو وريم حنا، ولكن لا بدّ من الإقرار أنّ المخرج الجيد من دون نصّ جيّد وهادف، لا يمكنه أن يقدّم فنّاً محترماً.
ورغم أنّ ريم حنا تصرّح دوماً بأنّها كسولة في الكتابة، فإن أرشيف الدراما السورية، ومن بعده الأعمال العربية المشتركة، يحفل بكمّ لا بأس به من الأعمال الناجحة ذات الجماهيرية، بداية من "الفصول الأربعة" مروراً بـ "رسائل الحبّ والحرب" و"أحلام كبيرة" و"ذكريات الزمن القادم" و"لعبة الموت" الذي عرض في رمضان الفائت، وكان مقتبساً عن رواية عالمية، استطاعت ريم حنّا توليفها لتتناسب وأجواءنا العربية.