دخلت مدينة ذمار اليمنية، الواقعة جنوب العاصمة صنعاء، دائرة المقاومة الشعبية، بعد أن ظلت بعيدة عن معارك المواجهات الدائرة بين مليشيات الحوثي، المدعومة بقوات من الجيش المتمرد الموالي للرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح، من جهة، وبين جبهات المقاومة الشعبية في عدد من المحافظات اليمنية من جهة أخرى.
وبحسب مراقبين يمنيين، فإن تحول محافظة ذمار التي يعتبرها الانقلابيون حاضنة مهمة لهم، إلى صفوف المقاومة الشعبية ومساندة الجيش الوطني، يعد تطورا لافتا في مسار تغير الواقع العسكري للمشهد اليمني.
ويحضُر أبناء هذه المحافظة في مختلف أجهزة الدولة، ويشكلون أعلى نسبة من قوام مؤسستي الجيش والأمن، حيث يتربع اللواء محمد علي المقدشي، في أعلى منصب قيادي في السلك العسكري، والذي أصدر الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي مطلع مايو/أيار، قرارا جمهوريا قضى بتعيينه رئيسا لهيئة الأركان العامة ونائبا لرئيس الأركان.
وقال مصدر عسكري مقرب من اللواء المقدشي، لـ"العربي الجديد"، إنه (المقدشي) يجري تواصلا مكثفا مع قيادات عسكرية من كل الأجهزة الأمنية والعسكرية، بهدف إعادة ترتيب صفوف الجيش وتشكيل ألوية عسكرية جديدة، تضم الوحدات العسكرية المساندة للحكومة اليمنية. وأكد المصدر، الذي طلب عدم ذكر هويته، أن اللواء المقدشي يعكف حاليا على وضع آلية للملمة شتات المؤسسة العسكرية، استعدادا لمعركة استعادة الدولة ودحر الانقلاب، وذلك بالتنسيق مع الحكومة اليمنية في العاصمة السعودية الرياض، ودول التحالف العربي بقيادة السعودية.
وكانت مليشيات الحوثي قد فجّرت منزل اللواء المقدشي في محافظة ذمار، أمس الاثنين، وقالت مصادر محلية إن اشتباكات استمرت لساعات بين مليشيات الحوثي وقوات المخلوع صالح، وبين مسلحين موالين للواء المقدشي قبل اقتحام الحوثيين المنزل وتفجيره ونهبه.
ومنذ أن تولى المقدشي رئاسة هيئة الأركان العامة، بدأت تحركات المقاومة الشعبية في ذمار اليمنية. وخلال الأسبوع الماضي وحتى أمس الاثنين، نفذت المقاومة الشعبية في المحافظة عدة عمليات عسكرية ضد مليشيات الحوثي، حيث هاجمت نقطة تفتيش استحدثها الحوثيون أمام مركز تدريب الحرس الجمهوري قرب مدخل خط ذمار الحسينية، وأطلقوا عليها النار، الأمر الذي أوقع إصابات بين أفراد النقطة.
اقرأ أيضا: تجدّد غارات التحالف العربي على مواقع قوات الحوثيين والمخلوع