ذكريات تاريخية لكأس القارات(2)..المكسيك تبدع والدموع تنهمر لوداع الكاميروني مارك فيفيان
أيام قليلة تفصلنا عن انطلاق بطولة كأس القارات لكرة القدم التي تستضيفها روسيا، وهي البطولة التي تعتبر "مونديالا مصغرا" لأبطال القارات الخمس في أوروبا وآسيا وأفريقيا وأميركا الجنوبية وأوقيانوسيا، وفيها يشارك الأبطال في "عرس كروي عالمي" قبل انطلاق الحدث الأهم وهو كأس العالم 2018.
وشهدت بطولة كأس القارات العديد من التغيرات والأحداث وصولا إلى شكلها الحالي تحت راية الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، فقد باتت تقام بين أبطال القارات الخمس، وهم بطل كأس أمم أوروبا، وبطل أميركا الجنوبية "كوبا أميركا" وبطل كأس أمم آسيا وبطل أمم أفريقيا وبطل الكونكاكاف "الكأس الذهبية" وبطل أوقيانوسيا، بالإضافة إلى الفائز بآخر نسخة من بطولة كأس العالم والمستضيف لبطولة كأس العالم المقبلة، ليصل عدد المنتخبات المشاركة إلى ثمانية منتخبات تتنافس على لقب بطل القارات. ونستعرض في حلقاتنا المتسلسلة هذه أبرز الذكريات التاريخية لمسابقة كأس القارات والتي تقام مثلها مثل المونديال العالمي كل أربع سنوات مرة واحدة.
1999.."نكهة مكسيكية"
أبرز ذكريات تلك البطولة التي استضافتها المكسيك كان بلا شك المباراة النهائية... فالمكسيك التي تمكنت عام 1999 على أرضها وفي ملعب "الأزتيك" الأسطوري من معانقة الكأس بعد الانتصار على البرازيل 4-3 في مباراة شهدت أحداثا دراماتيكية، إذ شهدت تقدم المكسيك 2-0 في البداية ليعود البرازيليون 2-2 ثم انتفض أصحاب الأرض على السحر البرازيلي بهدفين آخرين، ولم يكن هدف البرازيل الثالث كافيا لتتوج المكسيك باللقب بعد الفوز 4-3 على البرازيل في أكثر مباريات البطولة إثارة وندية. البطولة كانت شاهدة على تألق ونجومية الساحر رونالدينيو الذي سجل 6 أهداف في البطولة وسطع نجم المكسيكي كواوتيموك بلانكو الذي قاد بلاده لأهم لقب قاري في تاريخ المكسيك.
2001.. نسخة النتائج المتقلبة
تلك النسخة التي جرت في كوريا واليابان، اختلفت كليا عن سابقاتها من حيث إيقاع المباريات وقوتها، بل المفاجآت المدوية والمتناقضة في آن والتي شهدتها؛ فعلى سبيل المثال فازت أستراليا في الدور الأول على فرنسا في نتيجة تاريخية مفاجئة بعدما كانت قد فازت على المكسيك حاملة اللقب 2-0 والتي تعرضت لهزائم متتالية، كما سقطت البرازيل في فخ التعادل مرتين مع اليابان وكندا على التوالي، وظهر أسود الكاميرون كالحمل الوديع، لتتأهل منتخبات اليابان مفاجأة البطولة متصدرة على حساب البرازيل الثانية في المجموعة الثانية فيما تساوت ثلاثة منتخبات في المجموعة الأولى برصيد 6 نقاط وهي فرنسا وأستراليا وكوريا الجنوبية لتودع الأخيرة المسابقة.
وشهد دور الأربعة قمة بين البرازيل وفرنسا لتحسم الأخيرة المباراة 2-1 في مباراة خالفت التوقعات من حيث الأداء وتبلغ فرنسا النهائي برفقة اليابان التي فازت على أستراليا بهدف، قبل أن يظفر الديوك بكأس القارات لأول مرة وفي أول مشاركة بعد الفوز 1-0 واستمر مسلسل التناقض مع البرازيل حين خسرت مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع أمام الكنغر الأسترالي بهدف والذي دون الفوز على كل من فرنسا والبرازيل كأقوى مرشحين.
2003..دموع لوفاة الكاميروني مارك فويه
شكلت استضافة فرنسا للبطولة عام 2003 أحداثا تاريخية عديدة فبعد تواصل الغياب العربي عن ساحة كأس القارات من جديد والذكريات الخالدة لتلك النسخة عبر الأهداف الرائعة وتألق النجوم والمباريات المثيرة والمفاجآت، لكن كل ذلك اختفى في لقطة واحدة تمثلت بوفاة لاعب منتخب الكاميرون مارك فيفيان فويه الذي سقط وحده بلا حراك في مباراة الدور قبل النهائي ليلفظ أنفاسه الأخيرة على العشب.
كأس القارات في فرنسا من أكثر النسخ تدوينا للتاريخ لأكثر من سبب الأول كان في دور المجموعات حين تصدرت فرنسا ترتيب المنتخبات في المجموعة ورافقها المنتخب الكولومبي في حين شهدت المجموعة الثانية مفاجأة من العيار الثقيل، حينما ودع بطل العالم البرازيل المنافسة ليتأهل الكاميرون وتركيا في المركزين الأول والثاني في أكبر مفاجآت البطولة.
شكل خروج البرازيل بفارق الأهداف عن تركيا الثانية ضربة قاصمة للبطولة التي كانت شاهدة على تألق اليابان وتركيا والكاميرون، والأخيرة هزمت البرازيل بهدف إيتو في الدور الأول، ليلعب المنتخبان الكولومبي ضد الكاميروني والفرنسي ضد التركي في دور الأربعة.
وفي قبل النهائي شهدت مباراة كولومبيا والكاميرون حادثة مأساوية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، حينما سقط لاعب منتخب الكاميرون مارك فيفيان فويه في الدقيقة 72 من زمن المباراة وحاول الفريق الطبي التدخل لإسعافه ثم ما لبث اللاعب أن فارق الحياة في مشهد اعتبر من أسوأ المشاهد التي احتضنتها مباريات كرة القدم العالمية.
وشكلت وفاة الكاميروني تأثيرا كبيرا على أجواء ومجريات البطولة فبعد تأهل الكاميرون وفرنسا للمباراة النهائية تم تكريم اللاعب في أجواء حزينة من المنتخبين، بل إن الاصوات كانت قد تعالت بتأجيل المنافسات حتى إشعار آخر، لكن فيفا رفض ذلك وتعرض للانتقادات، وفي النهائي فازت فرنسا بهدف ذهبي سجله تيري هنري "نجم البطولة" الذي قام بإهدائه للاعب الكاميروني قبل أن يقوم المنتخب الفرنسي بمشاركة لقبه مع الكاميرون بعد التتويج في لفتة لن تنسى وأجواء غلفها الحزن.
(العربي الجديد)
اقــرأ أيضاً
وشهدت بطولة كأس القارات العديد من التغيرات والأحداث وصولا إلى شكلها الحالي تحت راية الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، فقد باتت تقام بين أبطال القارات الخمس، وهم بطل كأس أمم أوروبا، وبطل أميركا الجنوبية "كوبا أميركا" وبطل كأس أمم آسيا وبطل أمم أفريقيا وبطل الكونكاكاف "الكأس الذهبية" وبطل أوقيانوسيا، بالإضافة إلى الفائز بآخر نسخة من بطولة كأس العالم والمستضيف لبطولة كأس العالم المقبلة، ليصل عدد المنتخبات المشاركة إلى ثمانية منتخبات تتنافس على لقب بطل القارات. ونستعرض في حلقاتنا المتسلسلة هذه أبرز الذكريات التاريخية لمسابقة كأس القارات والتي تقام مثلها مثل المونديال العالمي كل أربع سنوات مرة واحدة.
1999.."نكهة مكسيكية"
أبرز ذكريات تلك البطولة التي استضافتها المكسيك كان بلا شك المباراة النهائية... فالمكسيك التي تمكنت عام 1999 على أرضها وفي ملعب "الأزتيك" الأسطوري من معانقة الكأس بعد الانتصار على البرازيل 4-3 في مباراة شهدت أحداثا دراماتيكية، إذ شهدت تقدم المكسيك 2-0 في البداية ليعود البرازيليون 2-2 ثم انتفض أصحاب الأرض على السحر البرازيلي بهدفين آخرين، ولم يكن هدف البرازيل الثالث كافيا لتتوج المكسيك باللقب بعد الفوز 4-3 على البرازيل في أكثر مباريات البطولة إثارة وندية. البطولة كانت شاهدة على تألق ونجومية الساحر رونالدينيو الذي سجل 6 أهداف في البطولة وسطع نجم المكسيكي كواوتيموك بلانكو الذي قاد بلاده لأهم لقب قاري في تاريخ المكسيك.
2001.. نسخة النتائج المتقلبة
تلك النسخة التي جرت في كوريا واليابان، اختلفت كليا عن سابقاتها من حيث إيقاع المباريات وقوتها، بل المفاجآت المدوية والمتناقضة في آن والتي شهدتها؛ فعلى سبيل المثال فازت أستراليا في الدور الأول على فرنسا في نتيجة تاريخية مفاجئة بعدما كانت قد فازت على المكسيك حاملة اللقب 2-0 والتي تعرضت لهزائم متتالية، كما سقطت البرازيل في فخ التعادل مرتين مع اليابان وكندا على التوالي، وظهر أسود الكاميرون كالحمل الوديع، لتتأهل منتخبات اليابان مفاجأة البطولة متصدرة على حساب البرازيل الثانية في المجموعة الثانية فيما تساوت ثلاثة منتخبات في المجموعة الأولى برصيد 6 نقاط وهي فرنسا وأستراليا وكوريا الجنوبية لتودع الأخيرة المسابقة.
وشهد دور الأربعة قمة بين البرازيل وفرنسا لتحسم الأخيرة المباراة 2-1 في مباراة خالفت التوقعات من حيث الأداء وتبلغ فرنسا النهائي برفقة اليابان التي فازت على أستراليا بهدف، قبل أن يظفر الديوك بكأس القارات لأول مرة وفي أول مشاركة بعد الفوز 1-0 واستمر مسلسل التناقض مع البرازيل حين خسرت مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع أمام الكنغر الأسترالي بهدف والذي دون الفوز على كل من فرنسا والبرازيل كأقوى مرشحين.
2003..دموع لوفاة الكاميروني مارك فويه
شكلت استضافة فرنسا للبطولة عام 2003 أحداثا تاريخية عديدة فبعد تواصل الغياب العربي عن ساحة كأس القارات من جديد والذكريات الخالدة لتلك النسخة عبر الأهداف الرائعة وتألق النجوم والمباريات المثيرة والمفاجآت، لكن كل ذلك اختفى في لقطة واحدة تمثلت بوفاة لاعب منتخب الكاميرون مارك فيفيان فويه الذي سقط وحده بلا حراك في مباراة الدور قبل النهائي ليلفظ أنفاسه الأخيرة على العشب.
كأس القارات في فرنسا من أكثر النسخ تدوينا للتاريخ لأكثر من سبب الأول كان في دور المجموعات حين تصدرت فرنسا ترتيب المنتخبات في المجموعة ورافقها المنتخب الكولومبي في حين شهدت المجموعة الثانية مفاجأة من العيار الثقيل، حينما ودع بطل العالم البرازيل المنافسة ليتأهل الكاميرون وتركيا في المركزين الأول والثاني في أكبر مفاجآت البطولة.
شكل خروج البرازيل بفارق الأهداف عن تركيا الثانية ضربة قاصمة للبطولة التي كانت شاهدة على تألق اليابان وتركيا والكاميرون، والأخيرة هزمت البرازيل بهدف إيتو في الدور الأول، ليلعب المنتخبان الكولومبي ضد الكاميروني والفرنسي ضد التركي في دور الأربعة.
وفي قبل النهائي شهدت مباراة كولومبيا والكاميرون حادثة مأساوية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، حينما سقط لاعب منتخب الكاميرون مارك فيفيان فويه في الدقيقة 72 من زمن المباراة وحاول الفريق الطبي التدخل لإسعافه ثم ما لبث اللاعب أن فارق الحياة في مشهد اعتبر من أسوأ المشاهد التي احتضنتها مباريات كرة القدم العالمية.
وشكلت وفاة الكاميروني تأثيرا كبيرا على أجواء ومجريات البطولة فبعد تأهل الكاميرون وفرنسا للمباراة النهائية تم تكريم اللاعب في أجواء حزينة من المنتخبين، بل إن الاصوات كانت قد تعالت بتأجيل المنافسات حتى إشعار آخر، لكن فيفا رفض ذلك وتعرض للانتقادات، وفي النهائي فازت فرنسا بهدف ذهبي سجله تيري هنري "نجم البطولة" الذي قام بإهدائه للاعب الكاميروني قبل أن يقوم المنتخب الفرنسي بمشاركة لقبه مع الكاميرون بعد التتويج في لفتة لن تنسى وأجواء غلفها الحزن.
(العربي الجديد)