ذكرى ميلاد: شادي عبد السلام.. شهرة الفيلم الواحد

15 مارس 2019
(شادي عبد السلام)
+ الخط -

لا يذكر اسم المخرج المصري شادي عبد السلام من دون أن يقترن بـ "المومياء" فيلمه الذي يعتبر بداية لسطر جديد في السينما العربية، رغم أنه لم يقدم الكثير من الأعمال إلى شاشة الفن السابع كمخرج.

حصل عبد السلام (1930-1986)، الذي تحل ذكرى ميلاده اليوم، على عدة جوائز عالمية عن هذا الفيلم الذي بات أشهر من صاحبه، والذي صنف كواحد من أفضل مئة فيلم في تاريخ السينما العربية في القرن العشرين، كما أشارت عدة تقارير صحافية تعد قوائم من هذا النوع.

"المومياء" اكتسب هذه الفرادة من خلال المشاهد الغرائبية وطريقة التصوير الجديدة والغامضة غموض المقابر الفرعونية التي تجري فيها أجواء الفيلم. كذلك كانت الموسيقى التي خالفت كل ما هو متوقع، والقصة الجريئة التي تستند إلى واقعة حقيقية حدثت في نهايات القرن التاسع عشر، عن قبيلة من صعيد مصر تعيش على سرقة الآثار الفرعونية، وشارك في تمثيله نادية لطفي وأحمد مرعي وأحمد حجازي.

ولد عبد السلام في الإسكندرية، لعائلة ميسورة ألحقته بمدرسة كلية فيكتوريا، التي مكنته من الثقافة الإنكليزية، فانتقل إلى لندن لدراسة الفلسفة، ثم عاد فترة إلى مصر ودرس العمارة، وسافر مرة أخرى إلى عاصمة الضباب لدراسة الدراما.

هذه الخلطة من الفلسفة والعمارة والدراما، إلى جانب مواهبه في الرسم وهوسه بالقراءة عن المسرح والتاريخ والفن، جعلت من رؤيته للسينما مغايرة عما كانت تعرفه صناعة الأفلام في مصر.

أتيحت الفرصة لعبد السلام للمشاركة مع مخرجين من مؤسسي السينما المصرية ومنهم بركات وحلمي حليم وصلاح أبو سيف وعز الدين ذو الفقار، فاشتغل معهم مصمماً للديكور والمناظر وأحياناً الملابس.

وكان دخوله الأول لموقع تصوير سينمائي مع فيلم "الفتوة" لصلاح أبوسيف، حيث اقتصر عمله على حساب وقت كل مشهد، لكن ملاحظاته الملفتة للانتباه جعلته مهندساً فنياً في أفلام "الوسادة الخالية" و"الطريق المسدود" و"أنا حرة"، والتقى بعدها بحلمي حليم الذي اشتغل معه مهندس ديكور في فيلم "حكاية حب" و"وا إسلاماه".

عمل عبد السلام أيضاً مصمم للديكور والملابس في الفيلم الأميركي "كليوباترا"، والبولندي "فرعون"، والإيطالي "الحضارة" لروسيليني.

بعد "المومياء" قدم عبد السلام أفلاماً تسجيلية وأخرى قصيرة، منها "شكاوي الفلاح الفصيح" و"آفاق"، و"جيوش الشمس" و"أدفو"، لكن تجربة "المومياء" ظلت فريدة من نوعها ولم يقدم بعدها فيلماً طويلاً آخر، أو عملاً يوازيها فرادة وجدّة.

المساهمون