ذكرى النكبة... إحياء من جعبة التراث

15 مايو 2018
أطفال فلسطينيون يجسّدون العرس الفلسطيني التقليدي (العربي الجديد)
+ الخط -
سبعون عاماً تمرّ اليوم على نكبة فلسطين، وما زال الشعب الفلسطيني متمسكاً بتراثه الذي يربطه بأرضه المغتصبة، على الرغم من محاولة الاحتلال الصهيوني طمس كل ما يتعلق بالتراث الفلسطيني، ومحاولته سرقة هذا الإرث الذي ينتقل من جيل إلى جيل تمسّكاً بالهوية الفلسطينية.
في سبعينية النكبة، أحيت نساء فلسطينيات هذه الذكرى، من خلال فعالية جمعت فيها كبار السن الذين عاشوا النكبة ليحكوا للصغار معاناة التهجير واللجوء لتعريفهم بالتراث الفلسطيني كي يبقى في ذاكرتهم.
سعاد سلامة، من الهيئة النسائية للعمل الشعبي الفلسطيني ومنسقة الأنشطة الوطنية في منطقة صيدا (جنوب لبنان) قالت في حديث إلى "العربي الجديد": "في سبعينية النكبة نظمنا هذا النشاط الذي يعتمد على وجود مسنين من شهود النكبة ومعايشيها، يفوق عددهم الخمسين مسناً ومسنة، ليقوموا بسرد الوقائع التي يذكرونها على مسامع الجيل الجديد الذي لم يعش النكبة، كي تُزرع في الجيل الجديد ويحفظها ويبقى متمسكاً بأرضه وثقافته وتراثه، فمن خلال قصص كبار السن يتعرفون إلى فلسطين أرضاً وتراثاً وعلى العادات والتقاليد".
تضيف سلامة: "من ضمن إحياء التراث، قمنا بتجسيد العرس الفلسطيني بتفاصيله كافة، وهو العرس التقليدي الذي كان شائعاً في القرى والمدن الفلسطينية قبل النكبة، وهو يمتد إلى سبع ليالٍ من سهرة العروس إلى ليلة الحنّة، وكذلك حمام العريس وحلاقته، بالإضافة إلى أن كل المشاركين ارتدوا الزي الفلسطيني التقليدي المطرّز للتعريف به، ومعرفة كل ثوب من أي منطقة في فلسطين وما يميز الأثواب عن بعضها".
تلفت سلامة، في حديثها، إلى أن هذا النشاط ضم أكلات تراثية فلسطينية كانت تحضّر في البيوت، منها خبز التنّور والمناقيش على الصاج والحلويات، مثل المقروطة التي تُصنع من السميد والتمر والزلابية التي كانت، وما زالت حتى الآن، تُعدّ من أكثر الحلويات الشعبية انتشاراً في شمال فلسطين، وحملها الأجداد معهم إلى مخيمات الشتات، ولم تغب عن المخيمات يوماً وتعلمها الجيل الجديد، لأننا نعتبرها جزءاً من الحفاظ على التراث الذي يحاول الاحتلال طمسه. ولهذا، نجد أن كثراً من فلسطينيي الشتات يفتحون محلّات خاصة بإعداد هذه الحلويات، وحتى في المنازل، ما زالوا يصنعونها حتى الآن، ويطلبونها ممن يأتي في زيارة إلى البلاد.
واعتبرت أن هذه المناسبات الوطنيّة ليست إلّا تذكيراً بالتراث الفلسطيني وبالأرض الفلسطينية، وحتى يتعرف هذا الجيل الجديد إلى عادات وتقاليد شعبه وتراثه ليتمسك به؛ فإذا مات الكبار لن ينسى الصغار وسينقلون كل ما تعلموه من أجدادهم كي يحافظوا على إرث الشعب الفلسطيني.
منسق حملة انتماء في لبنان، سامي حمود يقول، في حديث إلى "العربي الجديد"، إن "أهمية تنظيم هذه الفعاليات تكمن في تعزيز الوعي الوطني لدى اللاجئين والحفاظ على الهوية والتراث الفلسطيني وتأكيد تمسك اللاجئين بحق العودة، في ظل التحديات الخطيرة التي تستهدف القضية الفلسطينية، وخصوصاً قضية القدس وحق العودة، من خلال مشروع صفقة القرن الملعونة".
المساهمون