دي ميستورا ولافروف: الضربة الثلاثية على سورية غير مفيدة للمسار السياسي

20 ابريل 2018
E70370C1-3F5E-416D-9592-D61E57B950EA
+ الخط -

اعتبر المبعوث الأممي إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، اليوم الجمعة، أن التصعيد العسكري الأخير في سورية، المتمثل بالضربات الأميركية – الفرنسية – البريطانية ضد أهداف تابعة للنظام السوري، "غير مفيد للمسار السياسي السوري"، مضيفاً أن "آليات خفض التصعيد في سورية لا تزال تعمل".

وجاء كلام دي ميستورا خلال زيارته إلى العاصمة الروسية موسكو، التي التقى خلالها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ووزير الدفاع سيرغي شويغو.

وخلال مؤتمر صحافي عقده مع لافروف، شدّد دي ميستورا على ضرورة إعادة إطلاق العملية السياسية في سورية، وقال "نحن بحاجة إلى نزع فتيل التصعيد والتوتر، كما أن محادثات أستانة من الأفضل أن تعقد بشكل أكثر انتظاماً".

ولفت المبعوث الأممي إلى ضرورة استمرار الحوار بين روسيا والولايات المتحدة عبر قنوات الاتصال الخاصة لعسكريي البلدين الهادفة إلى منع وقوع الاشتباك بينهم في سورية.

كذلك أشار دي ميستورا إلى أن الأمم المتحدة تضغط من أجل قيام مفتشي منظمة حظر الأسلحة الكيميائية "بإنجاز مهمتهم" في دوما السورية.

من جهته، قال لافروف إن "الضربة الثلاثية على سورية نسفت عملية السلام"، مؤكداً "إصرار" بلاده "على تأسيس اللجنة الدستورية بدعم من الأمم المتحدة والدول الضامنة"، مضيفاً أن "موسكو والأمم المتحدة تتفقان على أن الحل الوحيد في سورية هو الحل السياسي".

وقال لافروف "نحن اليوم نجتمع في ظروف نجد فيها أن آفاق بدء الحوار برعاية الأمم المتحدة وفق القرار الأممي رقم 2254 ليست واعدة إلى درجة كبيرة"، مضيفاً "علينا ألا نيأس، وأن نحاول القيام بكل ما يمكن من أجل عدم السماح بالابتعاد عن الاتفاقيات الأساسية التي تم التوصل إليها في مجلس الأمن الدولي وفي إطار عملية التفاوض السورية وخلال مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي".

وكان وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، قد اعتبر خلال لقائه دي ميستورا أن الضربة الغربية الثلاثية ضد أهداف للنظام السوري "عرقلت سير تسوية الأزمة السورية، ونفذت بعدما أصبح تطبيع الوضع في البلاد لا رجعة فيه".

وشدد شويغو على أن "الضربات التي تم شنها على سورية جرت في أحلك الظروف وفي اللحظة الأقل ملاءمة، لأنها نفذت في وقت أصبح فيه تطبيع الوضع في البلاد ظاهرة لا رجعة عنها، وفيما بقي يومان فقط قبل إنهاء العملية في الغوطة الشرقية لدمشق، وهو ما حدث لاحقاً في الموعد المحدد".

وقال شويغو "إن الضربة لم تأت بمزيد من الاستقرار إلى سورية، أو بضمانات، أو دفعة جديدة لتقدم تسوية الأزمة في سورية".  

من جهته، قال دي ميستورا إن زيارته إلى موسكو تأتي بطلب من الأمين العام للأمم المتحدة لإجراء مشاورات حول "سبل تخفيف التوتر في سورية عسكرياً، بل وسياسياً"، معتبراً أن "الأسبوع الماضي كان صعباً لدرجة كافية"، ومعرباً عن أمله "في أن تكون لدينا فرصة لخفض المستوى الخطير للنزاع العسكري وتخفيف التوتر السياسي".

يذكر أن زيارة دي ميستورا إلى موسكو تأتي ضمن جولة على الدول المعنية بالملف السوري، بدأها في أنقرة يوم الأربعاء الماضي.

تصريحات روسية 

وشهد اليوم الجمعة تصريحات روسية متتالية حول سورية، إذ كشف وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن "موسكو أبلغت واشنطن بالمناطق التي تمثل خطوطاً حمراء" لها في سورية قبل الضربة الثلاثية الأخيرة على مواقع النظام السوري، مؤكداً أن "الضربة لم تتجاوز تلك الخطوط"، فيما اعتبر المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ميخائيل بوغدانوف، بدوره، أن الضربة الصاروخية التي نفذتها مؤخراً الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا في سورية "أساءت إلى العملية السياسة".

من جهته، قال نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، اليوم الجمعة، إنّ موسكو لا تعلم كيف سيتطور الوضع في سورية في ما يتعلق بالحفاظ على وحدة أراضيها.

ونسبت وكالة "إنترفاكس" الروسية إلى ريابكوف قوله لتلفزيون "دويتشه فيله" الألماني: "لا نعرف كيف سيتطور الوضع في ما يتعلّق بمسألة إن كان من الممكن أن تبقى سورية دولة واحدة".

(العربي الجديد)

ذات صلة

الصورة
من مجلس العزاء بالشهيد يحيى السنوار في إدلب (العربي الجديد)

سياسة

أقيم في بلدة أطمة بريف إدلب الشمالي وفي مدينة إدلب، شمال غربي سورية، مجلسا عزاء لرئيس حركة حماس يحيى السنوار الذي استشهد الأربعاء الماضي.
الصورة
غارات روسية على ريف إدلب شمال غرب سورية (منصة إكس)

سياسة

 قُتل مدني وأصيب 8 آخرون مساء اليوم الثلاثاء جراء قصف مدفعي من مناطق سيطرة قوات النظام السوري استهدف مدينة الأتارب الواقعة تحت سيطرة فصائل المعارضة
الصورة
قبور الموتى للبيع في سورية / 6 فبراير 2024 (Getty)

اقتصاد

تزداد أعباء معيشة السوريين بواقع ارتفاع الأسعار الذي زاد عن 30% خلال الشهر الأخير، حتى أن بعض السوريين لجأوا لبيع قبور ذويهم المتوارثة ليدفنوا فيها.
الصورة
قوات روسية في درعا البلد، 2021 (سام حريري/فرانس برس)

سياسة

لا حلّ للأزمة السورية بعد تسع سنوات من عمر التدخل الروسي في سورية الذي بدأ في 2015، وقد تكون نقطة الضعف الأكبر لموسكو في هذا البلد.