ديو المشاهير: الصورة تتغلب على الموهبة

14 ديسمبر 2017
وائل جسار وجيري غزال (MTV)
+ الخط -


يُعرض حالياً على شاشة MTV اللبنانية، الموسم الثاني من برنامج ديو المشاهير، والذي ينذر "المشاهير" موهبتهم الغنائية المُستجدة، إلى إحدى دور الرعاية الاجتماعية أو الخيرية التي يرون أنها بحاجة للمبلغ الذي سيتقاضونه عندما ينتهي مشوارهم في البرنامج.

أسئلة كثيرة تُطرح على هذا النوع من البرامج، لا تبتعد بالضرورة عن الاتهام بالهزل الواضح في طريقة التعاطي وفرض الجدية المنقوصة أو المعدّة سلفاً ما بين مقدمة السهرة، أنابيلا هلال، والمشاهير الحاضرين، إلى مبارزة معدّة سلفاً هي أيضاً مع لجنة التحكيم، والتي لا يسعفها أن تظهر بثوب الناقد أمام مزيد من الاستخفاف والهزل الذي يقصده بعض المشاركين في البرنامج، ورسم صورة أنهم ضحايا أو يحاولون كسب موهبة جديدة تضاف إلى مواهبهم في الإعلام والتمثيل أو المونولوج الفكاهي.

لكن ذلك لا يمنع من استنتاج واضح يكمن في قلة الثقافة التي يجيزها العرض، مساء كل يوم أحد، على الشاشة الصغيرة. إلى جانب طغيان عنصر الإبهار الفني على حساب الفن وموهبة الغناء، التي من الطبيعي أنها لا تُكتسب بين ليلة تلفزيونية وضُحاها، مهما بدت المحاولات جادة في إقناع المشاهد بأن ما يراه هو صراع بين مطرب ومحترف في لجنة تحكيم جاهزة للنقد وبلسمة جراح الناقد.

تبادل أدوار مكشوف يجيزه الهدف الإنساني نهاية أي "الأعمال الخيرية" يضحكنا أخيراً، ويسعى بالتالي إلى استعراض واضح لصورة البرنامج التي تكسوها التقنيات اللافتة من إضاءة ورقص وتبادل ذلك مع ضيوف السهرة من المطربين المحترفين وبين الهواة الذي لبسوا الدور وصدّقوا لوهلة أن الغناء مادة سهلة يستطيع أي كان تناولها أو ممارستها.

النائب اللبناني السابق مصباح الأحدب، مثلاً، لم يوظف موهبة "سكنته منذ الطفولة"، كما يقول، لتحقيق أو تطوير أدائه. كذلك فعلت الممثلة الكوميدية التي عُرفت بهزلها، أرزة شدياق، وصولاً إلى مقدم أخبار، جيري غزال، الذي وجد فيه البعض وسامة تستحق المشاركة في البرنامج.

هكذا نجد أننا أمام ساعتين من الترفيه المُصنّع أو المعد سلفاً بحثًا عن مبلغ من المال يجري تحويله إلى جمعية خيرية، من دون مواهب جديّة تحاول استفزاز المشاهد بطريقة مقنعة تماماً، ليأتي الدور كاملاً يعيد بالصورة نسخة البرنامج في الدول المُصدرة، والتي تعتمد من دون شك على العفوية لا على المواقف المسبقة.




المساهمون