ديمقراطية عرجاء!

11 نوفمبر 2014
+ الخط -

الديمقراطية كما نعرفها هي حكم الشعب، أو سلطة الشعب، وآلياتها المعروفة والمعمول بها هي الانتخابات. وفي عالمنا العربي الذي تعرف على الديمقراطية ولم يعمل بها، أو لم تعجبه نتائج هذه الديمقراطية لأسباب عديدة، أراد أن يخترع شيء جديد يصعب على العاقل فهمه، وهو إن كانت النتائج ترضي أصحاب النفوذ والنخب المنادين بالديمقراطية، فهذا شيء عظيم نهلل له ونمتدحه، وإن جاءت على غير هوا هؤلاء فلتذهب هذه الديمقراطية إلى الجحيم لأنها لم تحقق أغراضهم.

والأمثلة في وطننا العربي كثيرة، فما حدث في انتخابات الجزائر في عام 1992، ورفض أصحاب النفوذ والعسكر أن تكون هذه الديمقراطية التي أرادوها فانقلبوا على أعقابهم. وأدخلت البلاد في حرب طاحنة استمرت سنوات. والحالة الثانية الانتخابات الفلسطينية 2006، والتي فازت بها حركة حماس، باختيار الشعب الفلسطيني الحر، نجد أن القوى الاستعمارية والصهيونية اعتبرت هذا خطراً على وجود إسرائيل، رغم أن الانتخابات هي التي أتت بهذا الفصيل وبإرادة الشعب، وبشهادة منظمات أشرفت على هذه الانتخابات.

والحالة الثالثة في مصر، التي أراد شعبها التغيير بعد سنوات عجاف، استمرت أكثر من ستين عاماً حكم فيها العسكر البلاد، حيث عاد العسكر لينقلبوا على خيار الشعب، وهنا يتوجب أن نسأل ما الذي يجمع قدرنا بهذه الديمقراطية العرجاء، فما إن نذهب إلى صندوق الانتخاب حتى تقلب الطاولة فوقه!