من هي ديانا حداد التي لا يعرفها أحد؟ نسأل، فتجيب بأنّها "امرأة عادية تحبّ الحياة والمرح، وإنسانة طبيعية قبل أن تكون فنانة، حياتي هي أسرتي وبناتي وجمهوري الذي أحبّه".
من طفولتها تتذكّر حين كان عمرها تسعة أعوام: "كنت مشاركة في مناسبات وطنية لدولة الكويت ضمن نشاطات المدرسة، وكان مقرّراً أن أغني دويتو مع فتاة أخرى أمام أمير الكويت، لكنّني لا شعوريا أصبت بنوبة بكاء، فسحبتني المعلمة وسألتني: لماذا تبكين؟".
الطفولة واستديو الفنّ
ذلك الموقف هو الذي "أعطاني القوّة بعد ذلك لأقف أمام ملايين الناس، كما أعطاني الشجاعة لأشارك في ستوديو الفن، وكنتُ أصغر مشاركة عام 1993. كان عمري 14 عاماً فقط".
علّمتها الكثير تجربة "ستوديو الفنّ". فمشتركوه باتوا نجوم الصفّ الأوّل اليوم "ولجنة تحكيمه كانت مكوّنة من 12 شخصاً يقيّمون كل شيء من الصوت إلى الطلة والأداء والحركات. كانت المعايير مختلفة عن اليوم. تلك تجربة أعطتني الثقة ومنحتني القوّة وعرّفتني إلى الجمهور".
ساكن
شهرتها مع أغنية "ساكن" لا تزال تحت أضراسها: "جميل حين لا يتوقّع الإنسان أن يصبح من نجوم الصفّ الأوّل بعد تعب ومجهود. حبّي وعشقي للفنّ منذ طفولتي جعلني أرغب في الغناء رغم أنّه لم يكن هدفي. لكنّ التوفيق يأتي من ربّ العالمين ومن رضا الله ورضا والديّ ومحبة الجمهور. وقد استمرّ نجاح هذه الأغنية التي لا تزال تعيش وأغنيها حين تُطلب منّي في كلّ حفلاتي".
هذه الأغنية تعتبرها ديانا حدّاد "همزة الوصل" بينها وبين جمهورها، الذي تعرّف معها على هذا اللون الغنائي المفقود، "لون السيدة سميرة توفيق، التي أعتبر أنّني امتداد لها وقد رسّختُ الأغنية البدوية بصوتي، وحالياً أنا سيّدة الأغنية البدوية. وما جاء بعد (ساكن) ثبّت نجاحي مثل ألبومات (أمانيه) و(أهل العشق) و(جرح الحبيب) و(شاطر)".
كان طريقها صعبا، لكن "كنت منصفة وعادلة وحاولتُ أن أحافظ على تعادل دفّتي الميزان بين أسرتي وبناتي من جهة وفنّي وجمهوري من جهة أخرى. فعلى الفنان أن يفرض السيطرة المناسبة بين الفنّ وحياته الشخصية. وبين الاثنين أختار عائلتي بالطبع لأنها الأساس، لكن أعتبر جمهوري عائلتي الواسعة".
الفنّ رسالة
توافق على أنّ "الفنّ رسالة، وكل من يقول عكس ذلك لا يمكن أن يكون فناناً. الفنّ الراقي المحترم يحمل رسالة في مواضيعه سواء كانت إنسانية أو اجتماعية أو عاطفية. وكلّما كان الفنان راقياً كان قادراً على إيصال رسالته وعلى جعل الناس يصدّقونه، لأنّه يزرع البسمة والفرح ويؤثّر إيجاباً في الأوضاع الإنسانية والاجتماعية، وأنا رسالة صوتي هي زرع البسمة والفرح والتفاؤل من خلال أغنياتي".
لكن ألا تشعر ديانا بخطر على الفنّ ومستقبله؟ تجيب بهدوء: "تصادفنا حالياً أحداث أصفها بالمسخرة في بعض مواقع التواصل الاجتماعي، التي أصبحت متاحة لكلّ من يريد أن يسيء التعبير. فبعض الفنانين انكشفت وجوههم وانفضحت حقيقتهم وظهروا دون المستوى المطلوب، حين بيّن الجمهور طبيعة شخصياتهم الحقيقية بعد أن كانوا لا يعرفونها. مواقع التواصل الاجتماعي كشفت حقائق خلف الشخصيات، غير أنّني أعتبر نفسي من الفنانات اللواتي لم يشاركنَ في هذه المهازل ولن أشارك فيها، ولن أنزل لهذا المستوى الهابط لأحافظ على احترام الناس لي".
"أحبّ وائل جسّار"
في بيتها تحبّ كلّ الأغاني الجميلة: "لكن الستّ سميرة توفيق حبيبتي وقدوتي وأعتبرها إنسانة عظيمة ومتواضعة، ذات قلب كبير، لأنّها المثال الفني الحقيقي الراقي، الذي بُني على أسس متينة وليس على فقاعات، مع احترامي للجميع، بدليل أنّ أغنياتها لا تزال حيّة. أما من الجيل الجديد فقد أحب أية اغنية شرط أن تصلني إحساساً وصوتاً ومعنىً. أحبّ جداً وائل جسار، أحبّ صوته وأداءه وإحساسه الجميل وأتمنى أن يأخذ حقّه أكثر لأنّه يستحقّ ذلك.
لكنْ، بعيدا عن الغناء تفكر بالخوض في تجربة التمثيل: "لقد عُرض عليّ وما زال يُعرض عدد كبير من المسلسلات البدوية والخليجية والمصرية، لكنّني أولا لا أملك الوقت الكافي ولا أستطيع ترك بناتي وأسرتي، لأنّ التصوير قد يأخذ على الأقل أشهراً من التحضير، أما ثانيا فلم أقتنع حتّى الآن بأيّ نص لأنّني إن قدمت عملا فيجب أن يحمل رسالة جميلة من أجل توعية الشباب".
البرامج الشبابية "زحمة"
برأيها أنّه في برامج المواهب الشبابية "مرّت أصوات كثيرة مرور الكرام، بسبب ازدحام الشاشات بها، ومع أنّني لا أريد أن أقلّل من شأن هذه البرامج والمواهب، إلا أنّ هناك فرقا بينها وبين استوديو الفنّ الذي كان يقام كل أربعة أعوام مرّة، مما يمنح وقتاً لصعود أجيال جديدة ولغربلة الأصوات المشتركة ومنحها حقّها من الدعم والاهتمام الإنتاجي. أما حالياً فلا ينتهي موسم أو برنامج إلا ويبدأ آخر، مما جعل التركيز على الكمية وليس على النوعية، وهذا الأمر أضاع حقوق مواهب كثيرة.
بتواضع شديد تقول ديانا حدّاد إنّها ما زالت تعتبر نفسها "مبتدئة رغم مسيرتي الطويلة، وما زلت أتعلّم من أخطائي، ومن أخطاء غيري، ونصيحتي لكلّ فنان يملك موهبة حقيقية هي أن يختار اللون الأنسب إلى شخصيته، والذي يحبّه. أنا مثلاً أغني كلّ الألوان. وحين غنّيتُ المغربي أو الجزائري مع الشاب خالد، وحين غنيت الخليجي، اهتممتُ باللحن والكلمات واللهجة، وركّزتُ على إتقان الكلمة واللفظ بطريقة صحيحة تماماً، لهذا أنصح الشباب باختيار ما يحبّونه ليصل إلى الناس. فالساحة تتّسع للكثيرين لكنّها في النهاية لن تحتفظ إلا بالحقيقيين".
إقرأ أيضاً: ديانا حداد تفتتح معرضاً للعباءات الخليجية في قطر
من طفولتها تتذكّر حين كان عمرها تسعة أعوام: "كنت مشاركة في مناسبات وطنية لدولة الكويت ضمن نشاطات المدرسة، وكان مقرّراً أن أغني دويتو مع فتاة أخرى أمام أمير الكويت، لكنّني لا شعوريا أصبت بنوبة بكاء، فسحبتني المعلمة وسألتني: لماذا تبكين؟".
الطفولة واستديو الفنّ
ذلك الموقف هو الذي "أعطاني القوّة بعد ذلك لأقف أمام ملايين الناس، كما أعطاني الشجاعة لأشارك في ستوديو الفن، وكنتُ أصغر مشاركة عام 1993. كان عمري 14 عاماً فقط".
علّمتها الكثير تجربة "ستوديو الفنّ". فمشتركوه باتوا نجوم الصفّ الأوّل اليوم "ولجنة تحكيمه كانت مكوّنة من 12 شخصاً يقيّمون كل شيء من الصوت إلى الطلة والأداء والحركات. كانت المعايير مختلفة عن اليوم. تلك تجربة أعطتني الثقة ومنحتني القوّة وعرّفتني إلى الجمهور".
ساكن
شهرتها مع أغنية "ساكن" لا تزال تحت أضراسها: "جميل حين لا يتوقّع الإنسان أن يصبح من نجوم الصفّ الأوّل بعد تعب ومجهود. حبّي وعشقي للفنّ منذ طفولتي جعلني أرغب في الغناء رغم أنّه لم يكن هدفي. لكنّ التوفيق يأتي من ربّ العالمين ومن رضا الله ورضا والديّ ومحبة الجمهور. وقد استمرّ نجاح هذه الأغنية التي لا تزال تعيش وأغنيها حين تُطلب منّي في كلّ حفلاتي".
هذه الأغنية تعتبرها ديانا حدّاد "همزة الوصل" بينها وبين جمهورها، الذي تعرّف معها على هذا اللون الغنائي المفقود، "لون السيدة سميرة توفيق، التي أعتبر أنّني امتداد لها وقد رسّختُ الأغنية البدوية بصوتي، وحالياً أنا سيّدة الأغنية البدوية. وما جاء بعد (ساكن) ثبّت نجاحي مثل ألبومات (أمانيه) و(أهل العشق) و(جرح الحبيب) و(شاطر)".
كان طريقها صعبا، لكن "كنت منصفة وعادلة وحاولتُ أن أحافظ على تعادل دفّتي الميزان بين أسرتي وبناتي من جهة وفنّي وجمهوري من جهة أخرى. فعلى الفنان أن يفرض السيطرة المناسبة بين الفنّ وحياته الشخصية. وبين الاثنين أختار عائلتي بالطبع لأنها الأساس، لكن أعتبر جمهوري عائلتي الواسعة".
الفنّ رسالة
توافق على أنّ "الفنّ رسالة، وكل من يقول عكس ذلك لا يمكن أن يكون فناناً. الفنّ الراقي المحترم يحمل رسالة في مواضيعه سواء كانت إنسانية أو اجتماعية أو عاطفية. وكلّما كان الفنان راقياً كان قادراً على إيصال رسالته وعلى جعل الناس يصدّقونه، لأنّه يزرع البسمة والفرح ويؤثّر إيجاباً في الأوضاع الإنسانية والاجتماعية، وأنا رسالة صوتي هي زرع البسمة والفرح والتفاؤل من خلال أغنياتي".
لكن ألا تشعر ديانا بخطر على الفنّ ومستقبله؟ تجيب بهدوء: "تصادفنا حالياً أحداث أصفها بالمسخرة في بعض مواقع التواصل الاجتماعي، التي أصبحت متاحة لكلّ من يريد أن يسيء التعبير. فبعض الفنانين انكشفت وجوههم وانفضحت حقيقتهم وظهروا دون المستوى المطلوب، حين بيّن الجمهور طبيعة شخصياتهم الحقيقية بعد أن كانوا لا يعرفونها. مواقع التواصل الاجتماعي كشفت حقائق خلف الشخصيات، غير أنّني أعتبر نفسي من الفنانات اللواتي لم يشاركنَ في هذه المهازل ولن أشارك فيها، ولن أنزل لهذا المستوى الهابط لأحافظ على احترام الناس لي".
"أحبّ وائل جسّار"
في بيتها تحبّ كلّ الأغاني الجميلة: "لكن الستّ سميرة توفيق حبيبتي وقدوتي وأعتبرها إنسانة عظيمة ومتواضعة، ذات قلب كبير، لأنّها المثال الفني الحقيقي الراقي، الذي بُني على أسس متينة وليس على فقاعات، مع احترامي للجميع، بدليل أنّ أغنياتها لا تزال حيّة. أما من الجيل الجديد فقد أحب أية اغنية شرط أن تصلني إحساساً وصوتاً ومعنىً. أحبّ جداً وائل جسار، أحبّ صوته وأداءه وإحساسه الجميل وأتمنى أن يأخذ حقّه أكثر لأنّه يستحقّ ذلك.
لكنْ، بعيدا عن الغناء تفكر بالخوض في تجربة التمثيل: "لقد عُرض عليّ وما زال يُعرض عدد كبير من المسلسلات البدوية والخليجية والمصرية، لكنّني أولا لا أملك الوقت الكافي ولا أستطيع ترك بناتي وأسرتي، لأنّ التصوير قد يأخذ على الأقل أشهراً من التحضير، أما ثانيا فلم أقتنع حتّى الآن بأيّ نص لأنّني إن قدمت عملا فيجب أن يحمل رسالة جميلة من أجل توعية الشباب".
البرامج الشبابية "زحمة"
برأيها أنّه في برامج المواهب الشبابية "مرّت أصوات كثيرة مرور الكرام، بسبب ازدحام الشاشات بها، ومع أنّني لا أريد أن أقلّل من شأن هذه البرامج والمواهب، إلا أنّ هناك فرقا بينها وبين استوديو الفنّ الذي كان يقام كل أربعة أعوام مرّة، مما يمنح وقتاً لصعود أجيال جديدة ولغربلة الأصوات المشتركة ومنحها حقّها من الدعم والاهتمام الإنتاجي. أما حالياً فلا ينتهي موسم أو برنامج إلا ويبدأ آخر، مما جعل التركيز على الكمية وليس على النوعية، وهذا الأمر أضاع حقوق مواهب كثيرة.
بتواضع شديد تقول ديانا حدّاد إنّها ما زالت تعتبر نفسها "مبتدئة رغم مسيرتي الطويلة، وما زلت أتعلّم من أخطائي، ومن أخطاء غيري، ونصيحتي لكلّ فنان يملك موهبة حقيقية هي أن يختار اللون الأنسب إلى شخصيته، والذي يحبّه. أنا مثلاً أغني كلّ الألوان. وحين غنّيتُ المغربي أو الجزائري مع الشاب خالد، وحين غنيت الخليجي، اهتممتُ باللحن والكلمات واللهجة، وركّزتُ على إتقان الكلمة واللفظ بطريقة صحيحة تماماً، لهذا أنصح الشباب باختيار ما يحبّونه ليصل إلى الناس. فالساحة تتّسع للكثيرين لكنّها في النهاية لن تحتفظ إلا بالحقيقيين".
إقرأ أيضاً: ديانا حداد تفتتح معرضاً للعباءات الخليجية في قطر