23 نوفمبر 2016
ديالى المحافظة المنسية
كانت محافظة ديالى، ومنذ بداية الاحتلال الأميركي للعراق، ساحة للصراع الطائفي بين الأطراف السياسية المختلفة التي جاءت مع المحتل، وعُقدت النية من الأطراف الشيعية على تغير الطبيعة الديمغرافية لهذه المحافظة، بما يتناسب مع الأجندة الإيرانية التي رسمتها للعراق الجديد، ومن أهم تلك الأهداف، إيجاد منفذ بري قريب يربط بين إيران وبغداد، وديالى هي المنطقة المثالية لتحقيق ذلك.
دفعت المحافظة ثمناً باهظاً من أبنائها وبنيتها التحتية، جرّاء ذلك المخطط. يعيش في المحافظة معظم أطياف الشعب العراقي، مع غالبية عربية سنية ساحقة. أول تغيير ديمغرافي فيها قام به الكرد، من خلال إعادة توطينهم الكرد في المناطق التي تعتبرها الأحزاب الكردية أراض كردية، يجب أن تضم إلى إدارتهم، وتقع تلك المناطق شرق المحافظة مثل خانقين، وجلولاء، والسعدية، وقرتبه، وكفري. في الوقت نفسه، تم تهجير العرب السنة من تلك المناطق بالإغراءات المادية تارةً، أو بالتضييق عليهم تارة أخرى. أما باقي مناطق المحافظة، فبقيت منطقة صراع غير متكافئ بين السنة والشيعة إلى يومنا هذا. حيث يستند الشيعة إلى حكومة تساعدهم، وتغض النظر عن جرائم المليشيات ضد السنة هناك، إضافة إلى الدعم غير المحدود من إيران، بينما السنة لا أحد لهم.
كانت كل تلك الصراعات تدور بحجة وجود ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية، وقبله تنظيم القاعدة الذي صنعته إيران (وآخرون) لتحقيق أغراضها في المنطقة العربية.
على الصعيد السياسي، حاولت الأطراف الشيعية، وبكل جهدها، إدارة تلك المحافظة من أحزابها الطائفية. في انتخابات المجالس المحلية سنة 2005، وبسبب المقاطعة السنية تلك الانتخابات، فقد أصبح المحافظ رعد التميمي، المحسوب على منظمة بدر، وفي الانتخابات التي تلتها، وبسبب المشاركة الواسعة لأبناء المحافظة في تلك الانتخابات، فاز السنة بأغلبية مقاعد مجلس المحافظة، وأصبح المحافظ سنياً من الحزب الإسلامي. هنا، بدأ الصراع يأخذ أبعاداً مختلفة، فتم التضييق على إدارة المحافظة مالياً، وازدادت الاختراقات الأمنية، لتحويلها إلى محافظة فاشلة.
عانى أبناء ديالى الكثير، إلى حدّ دفع المحافظ عبد الناصر المهداوي إلى تقديم استقالته، بسبب فشله في تقديم أية خدمات للمحافظة، نتيجة عدم التعاون الحكومي معه. تكرر ذلك أيضاً مع المحافظين الذين جاءوا بعد المحافظ المستقيل، إذ قتل أحدهم في ظروف غامضة، لم يتوقف الأمر لهذا الحد، فقد انتزعت منظمة بدر إدارة المحافظة بالقوة، وتم استبدال عمر الحميري وتعيين مثنى التميمي لإدارتها، وهو شخصية موالية لبدر. أطلق هذا الرجل يد المليشيات الشيعية لتعيث بديالى فساداً وقتلاً وتهجيراً، وجاء موضوع داعش، والذي سيطر على مناطق شاسعة من ريف ديالى، حجة جيدة للقيام بعمليات إجرامية واسعة في مدن تلك المحافظة.
بقيت قرى عديدة خالية من أهلها، بعد أن هجرتهم منها داعش قبل سنتين، ويستمر مسلسل تهجير القرى السنية بلا توقف، وأحداث قرية المخيسة وما حولها من القرى ومناطق شفته في بعقوبة، خير دليل على تعاون داعش والمليشيات في تخريب تلك القرى السنية.
لم تنج مناطق الحضر في المحافظة هي الأخرى من الأساليب الطائفية، وما حدث في مدينة المقدادية خير شاهد على ذلك، فقد تم تهديم جوامعها، ومسح كل إشارة تدلل على سنية تلك المدينة، والأمر كذلك في بعقوبة. ومسلسل الاغتيالات والخطف يستمر من دون توقف منذ سنين.
تكاد معاناة هذه المحافظة تنسى مقارنة بالأحداث الجسام التي تحدث في مختلف مدن العراق، وعمليات القضم التي ترتكبها الأحزاب والميليشيات الشيعية للمناطق السنية مستمرة، ويتوافق ما يحدث في ديالى تماماً مع ما يحدث في جنوب محافظة صلاح الدين ومناطق حزام بغداد وغيرها من المناطق في العراق.
دفعت المحافظة ثمناً باهظاً من أبنائها وبنيتها التحتية، جرّاء ذلك المخطط. يعيش في المحافظة معظم أطياف الشعب العراقي، مع غالبية عربية سنية ساحقة. أول تغيير ديمغرافي فيها قام به الكرد، من خلال إعادة توطينهم الكرد في المناطق التي تعتبرها الأحزاب الكردية أراض كردية، يجب أن تضم إلى إدارتهم، وتقع تلك المناطق شرق المحافظة مثل خانقين، وجلولاء، والسعدية، وقرتبه، وكفري. في الوقت نفسه، تم تهجير العرب السنة من تلك المناطق بالإغراءات المادية تارةً، أو بالتضييق عليهم تارة أخرى. أما باقي مناطق المحافظة، فبقيت منطقة صراع غير متكافئ بين السنة والشيعة إلى يومنا هذا. حيث يستند الشيعة إلى حكومة تساعدهم، وتغض النظر عن جرائم المليشيات ضد السنة هناك، إضافة إلى الدعم غير المحدود من إيران، بينما السنة لا أحد لهم.
كانت كل تلك الصراعات تدور بحجة وجود ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية، وقبله تنظيم القاعدة الذي صنعته إيران (وآخرون) لتحقيق أغراضها في المنطقة العربية.
على الصعيد السياسي، حاولت الأطراف الشيعية، وبكل جهدها، إدارة تلك المحافظة من أحزابها الطائفية. في انتخابات المجالس المحلية سنة 2005، وبسبب المقاطعة السنية تلك الانتخابات، فقد أصبح المحافظ رعد التميمي، المحسوب على منظمة بدر، وفي الانتخابات التي تلتها، وبسبب المشاركة الواسعة لأبناء المحافظة في تلك الانتخابات، فاز السنة بأغلبية مقاعد مجلس المحافظة، وأصبح المحافظ سنياً من الحزب الإسلامي. هنا، بدأ الصراع يأخذ أبعاداً مختلفة، فتم التضييق على إدارة المحافظة مالياً، وازدادت الاختراقات الأمنية، لتحويلها إلى محافظة فاشلة.
عانى أبناء ديالى الكثير، إلى حدّ دفع المحافظ عبد الناصر المهداوي إلى تقديم استقالته، بسبب فشله في تقديم أية خدمات للمحافظة، نتيجة عدم التعاون الحكومي معه. تكرر ذلك أيضاً مع المحافظين الذين جاءوا بعد المحافظ المستقيل، إذ قتل أحدهم في ظروف غامضة، لم يتوقف الأمر لهذا الحد، فقد انتزعت منظمة بدر إدارة المحافظة بالقوة، وتم استبدال عمر الحميري وتعيين مثنى التميمي لإدارتها، وهو شخصية موالية لبدر. أطلق هذا الرجل يد المليشيات الشيعية لتعيث بديالى فساداً وقتلاً وتهجيراً، وجاء موضوع داعش، والذي سيطر على مناطق شاسعة من ريف ديالى، حجة جيدة للقيام بعمليات إجرامية واسعة في مدن تلك المحافظة.
بقيت قرى عديدة خالية من أهلها، بعد أن هجرتهم منها داعش قبل سنتين، ويستمر مسلسل تهجير القرى السنية بلا توقف، وأحداث قرية المخيسة وما حولها من القرى ومناطق شفته في بعقوبة، خير دليل على تعاون داعش والمليشيات في تخريب تلك القرى السنية.
لم تنج مناطق الحضر في المحافظة هي الأخرى من الأساليب الطائفية، وما حدث في مدينة المقدادية خير شاهد على ذلك، فقد تم تهديم جوامعها، ومسح كل إشارة تدلل على سنية تلك المدينة، والأمر كذلك في بعقوبة. ومسلسل الاغتيالات والخطف يستمر من دون توقف منذ سنين.
تكاد معاناة هذه المحافظة تنسى مقارنة بالأحداث الجسام التي تحدث في مختلف مدن العراق، وعمليات القضم التي ترتكبها الأحزاب والميليشيات الشيعية للمناطق السنية مستمرة، ويتوافق ما يحدث في ديالى تماماً مع ما يحدث في جنوب محافظة صلاح الدين ومناطق حزام بغداد وغيرها من المناطق في العراق.
نظير الكندوري
باحث سياسي وكاتب عراقي.
نظير الكندوري
مقالات أخرى
29 يوليو 2016
29 ابريل 2016
23 ابريل 2016