ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية عن أربعة أعضاء في الكونغرس تأكيدهم حصول مراسلات بين ترامب جونيور و"ويكيليكس" قبل الانتخابات الأميركية، واستمرارها إلى هذا العام، وهو الكشف الثاني من نوعه الذي يُفيد بتواصل ترامب جونيور مع منظمات لها علاقات بروسيا والحكومة الروسية، والتي تُتّهم بمحاولة قلب الانتخابات الأميركيّة وتشويه سمعة المرشحة الخاسرة هيلاري كلينتون.
وسلّم ترامب الابن رسائل عبر "تويتر" مع "ويكيليكس" خلال الأسابيع الماضية لعدد من لجان الكونغرس الأميركية التي تُحقّق في تورّط روسيا في محاولة التأثير على الانتخابات الرئاسية، بحسب المسؤولين. وفي سبتمبر/أيلول الماضي، اعترف ترامب جونيور في جلسة مغلقة مع لجنة القضاء في مجلس الشيوخ، أنّه تواصل مع المجموعة خلال الانتخابات.
ولعب "ويكيليكس" دوراً بارزاً في الانتخابات الرئاسية الأميركية، إذ نشر رسائل إلكترونية مسربة من بريد "اللجنة الوطنية الديمقراطية" الإلكتروني وبريد مدير حملة هيلاري كلينتون الانتخابية، جون بوديستا. وقال المرشح الرئاسي الجمهوري حينها، دونالد ترامب، إنه "يحبّ ويكيليكس!"، ووجدت وكالات الاستخبارات الأميركية أن روسيا نفّذت عملية القرصنة المذكورة.
لكن عوضاً عن ذلك، لجأ نجل الرئيس الأميركي إلى موقع "تويتر"، مثيراً موجة من الانتقادات الحادة إزاء استعداده الواضح للعمل مع الحكومة الروسية ضدّ منافسة والده الديمقراطية.
وغرّد أسانج، من مقرّه في السفارة الإكوادورية في لندن: "تواصلت مع دونالد ترامب جونيور صباح اليوم، وتحدثنا حول أهمية نشر رسائله الإلكترونية معنا. وبعد ساعتين، نشرها بنفسه".
وخلال حملته الانتخابية، دعا الرئيس ترامب روسيا إلى المسارعة بالكشف ونشر رسائل البريد الإلكتروني التي لم تسلمها كلينتون إلى المسؤولين الأميركيين الذين حققوا في استخدامها بريداً إلكترونياً خاصاً. وقال ترامب "يا روسيا إن كنت تسمعين آمل أن تكوني قادرة على العثور على الـ30 ألف رسالة بريد إلكتروني مفقودة"، وذلك في لقاء صحافي بأحد منتجعاته في فلوريدا. وأضاف: "ربما لديهم تلك الرسائل. أودّ أن يتم نشرها".
ويذكر أن روجر ستون المقرب من ترامب تواصل مع أسانج وقرصان إلكتروني معروف باسم "غوتشيفر 2.0" الذي بدأ بنشر الوثائق المسربة في 15 يونيو/حزيران عام 2016، بعد أسبوع من لقاء دونالد ترامب جونيور مع محامية روسية في مدينة نيويورك الأميركية، وفقاً لصحيفة "ذا غارديان" البريطانية.
وأوضح الموقع أن ألكسندر نيكس، والذي يترأس شركة لتحليل المعطيات الإلكترونية، تحمل اسم "كامبريدج اناليتيكا"، أكد لطرف ثالث أنه راسل العام الماضي أسانج، وعرض عليه تقديم مساعدة من شركته لنشر مراسلات كلينتون، والتي تصل لـ 33 ألف بريد إلكتروني، من أجل العمل على نشرها بعد اختفائها.
وبحسب مصادر "دايلي بيست" المقربة من فريق الكونغرس الذي يحقق في الاتصالات التي جرت بين شركاء ترامب والكرملين، فإن أسانج رد على طلب نيكس بالرفض، مؤكداً له أنه يفضل القيام بذلك العمل لوحده.
(العربي الجديد)