بعدما غادرت الكوادر الطبية والإعلامية بمعظمها مدينة دوما وتوجهت إلى الشمال السوري في أربع دفعات قبل أيام، بدأت قوات النظام حملة عسكرية على المدينة الوحيدة المتبقّية من الغوطة الشرقية تحت سيطرة المعارضة السورية.
ويفيد مصدر مطّلع "العربي الجديد"، بأنّ الطائرات الروسية وطائرات النظام السوري شنّت أكثر من عشرين غارة على مدينة دوما خلال الساعات الأخيرة، الأمر الذي أسفر عن مقتل 18 مدنياً وإصابة العشرات في حصيلة أولية.
وكان أكثر من موقع إخباري موال للنظام السوري قد أوضح أنّ قرار الحسم العسكري في مدينة دوما اتُّخذ من قبل النظام بعد عرقلة "جيش الإسلام" الاتفاق. وقد أعلن التلفزيون السوري في السياق، أنّ قوات النظام بدأت بالدخول إلى مزارع دوما في ريف دمشق.
وفي حين يترقّب المدنيون حملة عسكرية شرسة، تبدو دوما شبه خالية من كوادرها الطبية وكذلك الكوادر الإعلامية التي كانت قد غادرت بموجب اتفاق نحو الشمال. ويقول الناشط الحقوقي إبراهيم الفوال، لـ"العربي الجديد"، إنّ "في دوما حالياً مستشفى دوما المركزي وعدد من الأطباء والممرضين". يضيف الفوال أنّ "نسبة الكوادر الطبية التي غادرت تقدّر بنحو 80 في المائة من مجمل الكادر الطبي في دوما"، لافتاً إلى أنّ "المدينة تشهد الآن نقصاً حاداً سواء في الكوادر الطبية أو في المعدّات الطبية والأدوية".
ويوضح الفوال أنّ "المشكلة تكمن كذلك في عدم وجود ناشطين داخل الغوطة، إذ غادروا بمعظمهم نحو الشمال السوري، ما يعني غياباً للمعلومات الدقيقة". ويلفت إلى أنّه "في حال اتّجه النظام نحو عملية عسكرية على دوما، فإنّ المدينة مقبلة على كارثة إنسانية حقيقية".
تجدر الإشارة إلى أنّ عدد المدنيين داخل دوما في بداية الحملة العسكرية كان يُقدَّر بنحو 170 ألفاً، غادر منهم 10 آلاف إلى الشمال السوري، في حين غادر أكثر من 50 ألفاً منهم إلى مناطق النظام في العاصمة السورية دمشق عبر معبر مخيّم الوافدين. ويبقى في دوما حالياً نحو 100 ألف مدني. ويرى الفوال أنّ "جيش الإسلام يتحمّل جزءاً من المسؤولية بعدم توصّله إلى اتفاق مع قوات النظام"، لافتاً إلى أنّ وقف الكارثة يكمن في وقف حملة النظام أو قبول "جيش الإسلام" بالتفاوض.