قال مصدر بارز في أوبك إن أعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول ومن بينهم المملكة العربية السعودية يسعون لإحياء فكرة تنسيق تحرك مشترك بشأن إنتاج النفط من قبل كبار المنتجين عندما تجتمع المنظمة غدا الخميس.
وقال المصدر: "مجلس التعاون الخليجي يتطلع لعمل منسق خلال الاجتماع".
وفي أبريل/ نيسان أجهضت المملكة العربية السعودية فعليا خططا لتثبيت الإنتاج العالمي كانت تهدف إلى تحقيق الاستقرار في سوق النفط.
وقالت المملكة وقتها إنها لن تنضم إلى الاتفاق الذي كان سيشمل أيضا روسيا غير العضو في المنظمة إلا إذا وافقت إيران على تثبيت الإنتاج.
وظلت طهران العقبة الرئيسية أمام أوبك الساعية للتوافق على سياسة للإنتاج على مدار العام الأخير حيث عززت إيران إنتاجها من الخام على الرغم من دعوات الأعضاء الآخرين لتثبيت الإنتاج.
وتدفع إيران بأنه يتعين السماح لها بزيادة إنتاجها من الخام إلى المستويات التي جرى تسجيلها قبل فرض العقوبات الغربية عليها بعدما تم رفع تلك العقوبات.
ونقل موقع معلومات وزارة النفط الإيرانية على الإنترنت (شانا) عن مندوب إيران لدى أوبك مهدي عسلي قوله: "تدعم إيران جهود أوبك لتحقيق استقرار السوق بأسعار عادلة ومنطقية لكنها لن تلزم نفسها بأي تجميد... يمكن بحث حصص الإنتاج بعد استعادة السوق توازنها".
وقال مصدر على دراية بالتوجهات الإيرانية إن طهران لا ترغب في مناقشة تثبيت الإنتاج حيث لم تصل بعد إلى مستويات الإنتاج التي كانت تسجلها قبل فرض العقوبات عليها.
وفشلت أوبك في وضع سياسة للإنتاج خلال اجتماعها السابق في ديسمبر/ كانون الأول 2015 بما في ذلك وضع سقف رسمي لمستوى الإنتاج مما سمح فعليا لأعضائها البالغ عددهم 13 دولة بضخ كميات كبيرة من الخام في سوق متخمة أصلا بالمعروض.
ونتيجة لذلك هبطت الأسعار إلى 27 دولارا للبرميل في يناير/ كانون الثاني مسجلة أدنى مستوى في أكثر من عشر سنوات لكنها تعافت منذ ذلك الحين لتصل إلى نحو 50 دولارا للبرميل بفعل تعطل بعض الإنتاج العالمي.
وشمل ذلك التعطل تقلص إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة متأثرا بتدني الأسعار إلى جانب حرائق الغابات في كندا التي أثرت على إنتاج النفط الرملي والهجمات التي استهدفت خطوط أنابيب في نيجيريا العضو في أوبك وتراجع إنتاج فنزويلا العضوة في المنظمة أيضا.
تعطل جزء من الإنتاج
حذر وزير الطاقة الفنزويلي إيولوخيو ديل بينو اليوم الأربعاء من أن توقف بعض الإنتاج أدى إلى زيادة أسعار النفط في الأشهر الأخيرة وأن التخمة في المعروض من الخام في الأسواق العالمية قد تتجه إلى الزيادة من جديد عندما يعود الإنتاج المتوقف.
وقال ديل بينو للصحفيين في فيينا قبيل اجتماع أوبك غدا الخميس: "أكثر من ثلاثة ملايين برميل خرجت من السوق. عندما تتم إزالة هذه الظروف من السوق ما الذي سيحدث"؟
وكان ديل بينو أحد أبرز مهندسي مقترح لتثبيت إنتاج النفط في وقت سابق هذا العام.
وقال ديل بينو: "إذا كنت ترى الهبوط (في الإنتاج) خارج أوبك والصورة الكاملة للموقف في عدة دول فقد استقر الإنتاج دون تغير يذكر في الأشهر الثلاثة أو الأربعة الأخيرة".
وكان المنتجون من داخل أوبك وخارجها ومن بينهم روسيا توجهوا إلى العاصمة القطرية الدوحة للمصادقة على اتفاق كان يؤيده علي النعيمي الذي كان وزيرا للبترول في المملكة العربية السعودية وقتها.
ومنذ ذلك الحين غيرت الرياض الوزراء وعينت خالد الفالح وزيرا بحقيبة أوسع تحت مسمى وزارة الطاقة.
وكان الفالح أول وزير من أوبك يصل إلى فيينا هذا الأسبوع في إشارة منه إلى جديته في التعامل مع المنظمة على الرغم من المخاوف بين الأعضاء الآخرين من أن تصبح الرياض غير مهتمة بأوبك كمنظمة لرسم سياسات الإنتاج.
وقال وزير النفط الكويتي بالوكالة أنس الصالح أمس الثلاثاء إنه يفضل الإبقاء على الحوار بين المنتجين من داخل أوبك وخارجها للمساعدة في تحقيق التوازن في السوق.