دولاب الليرة الممانع

30 اغسطس 2015
الليرة السورية تواصل الهبوط (أرشيف/Getty)
+ الخط -

يؤْثر صنّاع السياسة الاقتصادية السورية، على قلّتهم وهيمنة القرار الأمني، تجريب المجرّب ومخالفة علم الاقتصاد ومنطق الأسواق، فهم لم يكلوا طيلة سنوات الحرب الأربع، من علاج ما تمخض عن الحرب من أزمات اقتصادية، عبر الخطاب والشعاراتية، وطرائق يمكن وصفها بأكثر الألفاظ انضباطاً، بالغبية.

ولعل في تصدّيهم لهبوط سعر صرف الليرة السورية، دليلا على الذهنية التي تدار فيها سورية، وأوصلت الشعب للانفجار والخروج على صمته، رغم يقين جله بغلاء ثمن الحرية وتحقيق العدالة في منح الفرص وتوزيع الثروة، في دولة أمنية عميقة بنيت على أساس ديكتاتوري ومفهوم المزرعة ومن فيها أجراء، أو مرابعون حسب وصف السوريين، في أحسن الأحوال.
 
قصارى القول: بعد قطيعة شهرين، عاود مصرف سورية المركزي إلى بيع الدولار عبر ما يسميه جلسات تدخل لشركات ومؤسسات الصرافة بدمشق، فضخ 25 مليون دولار بسعر 296 ليرة للدولار الأسبوع الأول، وأتبعها بجلسة أخرى ضخ خلالها 50 مليون دولار، ممولة جميعها بالاستدانة عبر خطوط الائتمان من حليفته بالدم إيران، لكن السوق السورية المتعطشة، امتصت الدولارات هروباً من الليرة السورية التي تهاوى سعرها أخيراً إلى أكثر من 315 ليرة للدولار، بفعل استمرار الحصار والحرب وبدء تخلي جزء من المناطق المحررة شمالي غرب سورية عن التعامل بالنقد السوري لصالح الليرة التركية.

بيد أن المصرف المركزي لم يتوقف عن حلوله السحرية، بل أعلن فور انتهاء جلسة البيع الثانية، عن جلسات أخرى، لإفشال تجارة المضاربين.

نهاية القول: بديهي أن أسباب تراجع سعر صرف الليرة السورية تعود لأمور اقتصادية وفرها نظام بشار الأسد بعد حربه على الثورة وتهديم الاقتصاد وتوقف عجلة الإنتاج وتبديد الاحتياطي النقدي الأجنبي بشراء الذمم والسلاح، لكن حكام دمشق، استمروا على نهجهم.

فعبر عملية حساب سريعة ومن خلال بيع 25 مليون دولار عبر أكثر من 40 جلسة، فنحن أمام مليار دولار، تم بيعها في السوق السورية بسعر يقل عن السوق الهامشية بنحو 10 ليرات على الأقل.

ولو سألنا عن الشركات التي تشتري الدولار وملاكها، وعن شراة الدولارات بعد طرحها بالسوق في واقع الملاحقات الأمنية.. فربما نصل لنتيجة توزيع الكعكة على المؤيدين والمبقين على مصارفهم وشركاتهم المالية بدمشق... وبعض مكافآت إلى آل النظام وصحبه أجمعين.


اقرأ أيضاً: الليرة السورية تواصل الهبوط رغم تدخل المصرف المركزي

المساهمون