لعبت دور الأزياء العالمية، لا سيما الفرنسية، دوراً مهماً في تغيير مفهوم الموضة في العالم. دور الأزياء هذه تستحق الوقوف عند تجاربها.
باتريك لوي فيتون
طموح ثم رؤية، مخاطرة ثم صناعة ثم تجارة فإمبراطورية. بهذه الكلمات تختصر دار Louis Vuitton العالمية.
ولد المؤسس لوي فيتون عام 1821 في قرية صغيرة، وسط عائلةٍ متواضعة جداً. في عام 1835 قرّر مغادرة قريته الصغيرة وهو ابن الرابعة عشرة، إلى باريس ممتحناً حظه وبراعته في صناعة النجارة التي تعلّمها من والده. فكان عليه أن يقطع 400 كلم سيراً على قدميه حتى وصل إلى باريس بعد سنتين، إلا أنه كان يقوم خلال هذه الفترة بأعمالٍ متعددة صغيرة في كل قريةٍ يقيم فيها قبل وصوله إلى عاصمة الموضة. هناك تلقى التدريب اللازم في صناعة حقائب سفر للأثرياء، وقد برع في المهنة واحترفها بمهارة.
ذات يوم، والذي كتب فيه مصير هذه الإمبراطورية، قرر أن يصمم حقيبة فخمة ومتينة للأثرياء الذين يسافرون كثيراً، وهكذا بدأت شهرة ماركة لوي فيتون التي تأسست سنة 1854 مفتتحاً أول بوتيك له في شارع Neuve des Capucines باريس.
ذاع صيته أكثر حين صمم الحقيبة المسطحة التي اشتهرت بعمليتها ونوعيتها وفخامتها. سنة 1859 نقل مشغله إلى Asnieres على ضفاف نهر "السين" وزاد من عدد عماله، ثم بنى منزله الكبير قرب المشغل، وانتقل مع زوجته إميلي إلى هناك، حيث أطلق على هذا الشارع اسم Louis Vuitton.
مات Louis Vuitton سنة 1892، فتسلّم ابنه جورج مكانه الذي زاد من شهرة Louis Vuitton موسعاً نقاط بيعه في جميع أنحاء العالم، ومطلقاً تصميماً جديداً لحقيبة فيتون أحدث ثورة في نوعية القماش Monograme LV التي أصبحت في ما بعد رمزاً لهذه الماركة الشهيرة.
يتولى اليوم أحفاد Louis Vuitton إدارة المؤسسة، وهم مسؤولون عن تصميم القطع الفريدة والنادرة. فيما يصمم مارك جايكوبز الألبسة الجاهزة والأكسسوارات ويتمتع بموهبة عالية. كذلك الأميركي سيتفن سبراوز يصمم أجمل الحقائب التي توزع في الأسواق العالمية.
شانيل
ولدت "غابريال شانيل" المعروفة بـ"كوكو شانيل" في 19 آب/ أغسطس 1883 في Saumur. والدها Albert Chanel بائع جوال، أما والدتها Jeanne Devolle فكانت من قرية Coupiere، توفيت وهي لا تزال شابة في عمر 33 سنة نتيجة الحمل المتواصل والعمل الشاق في الأسواق أثناء الصقيع، في حين كانت غبريال تبلغ الثانية عشرة من العمر.
لم يكترث الوالد للفاجعة التي أصيب بها الأولاد، بل هجرهم وسافر إلى الولايات المتحدة الأميركية بحثاً عن الثروة، تاركاً خلفه خمسة أولاد يدبرون أمورهم لوحدهم.
في عمر 18 سنة تعلمت الصبية "غابريال" فن "الحبكة" وألحقت بدارٍ متخصص بتنفيذ جهاز العرائس. لم تكتف غابريال بعملها كحابكة، فانطلقت تبحث عن مستقبل أكثر أهمية.
في سنة 1907 قامت بدورٍ صامت في إحدى المسرحيات، وفي عمر 24 سنة قدمت عرضاً مسرحياً أمام الضباط الذين أطلقوا عليها الاسم الذي رافقها طوال حياتها "Coco Chanel". قامتها الممشوقة جعلتها محط أنظار الرجال الميسورين.
أقامت علاقة مع Etienne Balsam الذي أدخلها إلى المجتمع المخملي ولقّنها حياة القصور. لكنها اكتشفت أنها لا تحبه، فارتبطت بعلاقةٍ غرامية مع الإنكليزي الثري Arther Capel دامت عشر سنوات.
كان للعلاقة الغرامية التي ارتبطت بها مع الثري الإنكليزي فضل كبير في شهرتها بصناعة القبعات، فبناءً على نصيحة عشيقها ArtherCapel افتتحت مشغلاً صغيراً على بولفار Malesherbes لصناعة القبعات. على الرغم من جهلها التقنية، وعلى الرغم من الافتقار لأدوات التنفيذ، إلا أن " كوكو" ابتكرت تصاميم رائعة للقبعات، لفتت نظر الطبقة المخملية.
سنة 1910 وبدعمٍ مادي من العاشق البريطاني Capel، افتتحت بوتيكاً يحمل اسمها Mademoiselle Coco، وكان يعرف بـ"بوتيك قبعات"، في شارع Cambon في باريس، وآخر في Deauville.
بعد خمس سنوات، أي عام 1915، افتتحت أول دارٍ للخياطة في Biarritz، وكان همها أن تطلق حرية جسد المرأة، فأخذت تقصّر التنانير وتحدث الخطوط، فجذبت بذلك الطبقة الأرستقراطية الراقية خلال الحرب العالمية الأولى.
في هذه السنة أطلقت كوكو شانيل ثياباً بسيطة وعملية والألبسة الرياضية المخصصة للعبة الغولف، والتنس ولليخوت أيضاً، فالبحر ألهمها بقصاتٍ ألهبت بها قلوب الرجال.
هيرميس
أسس هذه الدار الفرنسية العريقة حرفي السروج Thierry Hermès عام 1828، بدأ انطلاقته بالكماليات الفخمة فنشأت قصة رائعة صاغتها سلالة Hermès على مدى ستة أجيال. عام 1838 أسس Thierry Hermès مصنعاً لصناعة عربات الخيل والسروج الجلدية ليكون في المقدمة في صناعة العربات.
عام 1855 فازت الشركة بالمرتبة الأولى في عرضٍ أقيم في باريس.
تسلمّ شارل إميل هيرميس الإدارة من والده السيد هيرميس، وفي عام 1880 انتقل إلى مكانٍ قريب من قصر الإليزيه.
بعد تقاعد شارل إميل تسلم أولاده الإدارة وأعادوا تسمية الشركة باسم "الإخوة هيرميس".
عام 1914 توظف نحو ثمانين عاملاً حرفياً في الشركة. ولكن في مطلع 1920 تبيّن لإميل هيرميس أن الحصان سوف يختفي لتحل محله السيارات والقطارات، لذا، قرر تقديم أشياء أخرى، فأنتج حقائب السفر واليد والأكسسوارات الجلدية المناسبة للسفر في القطارات والسيارات، مستعملاً دائماً نوعية العمل الحرفي الذي يصنع السرج.
وخلال العشرينيات، حيث كان لا يزال هو الرئيس الوحيد للمؤسسة، وحفاظاً على الروابط العائلية، دفع أولاده لدراسة القانون ليصبحوا شركاء تجاريين.
اقرأ أيضاً: عروس العيد: الأبيض يستعيد ألقه
باتريك لوي فيتون
طموح ثم رؤية، مخاطرة ثم صناعة ثم تجارة فإمبراطورية. بهذه الكلمات تختصر دار Louis Vuitton العالمية.
ولد المؤسس لوي فيتون عام 1821 في قرية صغيرة، وسط عائلةٍ متواضعة جداً. في عام 1835 قرّر مغادرة قريته الصغيرة وهو ابن الرابعة عشرة، إلى باريس ممتحناً حظه وبراعته في صناعة النجارة التي تعلّمها من والده. فكان عليه أن يقطع 400 كلم سيراً على قدميه حتى وصل إلى باريس بعد سنتين، إلا أنه كان يقوم خلال هذه الفترة بأعمالٍ متعددة صغيرة في كل قريةٍ يقيم فيها قبل وصوله إلى عاصمة الموضة. هناك تلقى التدريب اللازم في صناعة حقائب سفر للأثرياء، وقد برع في المهنة واحترفها بمهارة.
ذات يوم، والذي كتب فيه مصير هذه الإمبراطورية، قرر أن يصمم حقيبة فخمة ومتينة للأثرياء الذين يسافرون كثيراً، وهكذا بدأت شهرة ماركة لوي فيتون التي تأسست سنة 1854 مفتتحاً أول بوتيك له في شارع Neuve des Capucines باريس.
ذاع صيته أكثر حين صمم الحقيبة المسطحة التي اشتهرت بعمليتها ونوعيتها وفخامتها. سنة 1859 نقل مشغله إلى Asnieres على ضفاف نهر "السين" وزاد من عدد عماله، ثم بنى منزله الكبير قرب المشغل، وانتقل مع زوجته إميلي إلى هناك، حيث أطلق على هذا الشارع اسم Louis Vuitton.
مات Louis Vuitton سنة 1892، فتسلّم ابنه جورج مكانه الذي زاد من شهرة Louis Vuitton موسعاً نقاط بيعه في جميع أنحاء العالم، ومطلقاً تصميماً جديداً لحقيبة فيتون أحدث ثورة في نوعية القماش Monograme LV التي أصبحت في ما بعد رمزاً لهذه الماركة الشهيرة.
يتولى اليوم أحفاد Louis Vuitton إدارة المؤسسة، وهم مسؤولون عن تصميم القطع الفريدة والنادرة. فيما يصمم مارك جايكوبز الألبسة الجاهزة والأكسسوارات ويتمتع بموهبة عالية. كذلك الأميركي سيتفن سبراوز يصمم أجمل الحقائب التي توزع في الأسواق العالمية.
شانيل
ولدت "غابريال شانيل" المعروفة بـ"كوكو شانيل" في 19 آب/ أغسطس 1883 في Saumur. والدها Albert Chanel بائع جوال، أما والدتها Jeanne Devolle فكانت من قرية Coupiere، توفيت وهي لا تزال شابة في عمر 33 سنة نتيجة الحمل المتواصل والعمل الشاق في الأسواق أثناء الصقيع، في حين كانت غبريال تبلغ الثانية عشرة من العمر.
لم يكترث الوالد للفاجعة التي أصيب بها الأولاد، بل هجرهم وسافر إلى الولايات المتحدة الأميركية بحثاً عن الثروة، تاركاً خلفه خمسة أولاد يدبرون أمورهم لوحدهم.
في عمر 18 سنة تعلمت الصبية "غابريال" فن "الحبكة" وألحقت بدارٍ متخصص بتنفيذ جهاز العرائس. لم تكتف غابريال بعملها كحابكة، فانطلقت تبحث عن مستقبل أكثر أهمية.
في سنة 1907 قامت بدورٍ صامت في إحدى المسرحيات، وفي عمر 24 سنة قدمت عرضاً مسرحياً أمام الضباط الذين أطلقوا عليها الاسم الذي رافقها طوال حياتها "Coco Chanel". قامتها الممشوقة جعلتها محط أنظار الرجال الميسورين.
أقامت علاقة مع Etienne Balsam الذي أدخلها إلى المجتمع المخملي ولقّنها حياة القصور. لكنها اكتشفت أنها لا تحبه، فارتبطت بعلاقةٍ غرامية مع الإنكليزي الثري Arther Capel دامت عشر سنوات.
كان للعلاقة الغرامية التي ارتبطت بها مع الثري الإنكليزي فضل كبير في شهرتها بصناعة القبعات، فبناءً على نصيحة عشيقها ArtherCapel افتتحت مشغلاً صغيراً على بولفار Malesherbes لصناعة القبعات. على الرغم من جهلها التقنية، وعلى الرغم من الافتقار لأدوات التنفيذ، إلا أن " كوكو" ابتكرت تصاميم رائعة للقبعات، لفتت نظر الطبقة المخملية.
سنة 1910 وبدعمٍ مادي من العاشق البريطاني Capel، افتتحت بوتيكاً يحمل اسمها Mademoiselle Coco، وكان يعرف بـ"بوتيك قبعات"، في شارع Cambon في باريس، وآخر في Deauville.
بعد خمس سنوات، أي عام 1915، افتتحت أول دارٍ للخياطة في Biarritz، وكان همها أن تطلق حرية جسد المرأة، فأخذت تقصّر التنانير وتحدث الخطوط، فجذبت بذلك الطبقة الأرستقراطية الراقية خلال الحرب العالمية الأولى.
في هذه السنة أطلقت كوكو شانيل ثياباً بسيطة وعملية والألبسة الرياضية المخصصة للعبة الغولف، والتنس ولليخوت أيضاً، فالبحر ألهمها بقصاتٍ ألهبت بها قلوب الرجال.
هيرميس
أسس هذه الدار الفرنسية العريقة حرفي السروج Thierry Hermès عام 1828، بدأ انطلاقته بالكماليات الفخمة فنشأت قصة رائعة صاغتها سلالة Hermès على مدى ستة أجيال. عام 1838 أسس Thierry Hermès مصنعاً لصناعة عربات الخيل والسروج الجلدية ليكون في المقدمة في صناعة العربات.
عام 1855 فازت الشركة بالمرتبة الأولى في عرضٍ أقيم في باريس.
تسلمّ شارل إميل هيرميس الإدارة من والده السيد هيرميس، وفي عام 1880 انتقل إلى مكانٍ قريب من قصر الإليزيه.
بعد تقاعد شارل إميل تسلم أولاده الإدارة وأعادوا تسمية الشركة باسم "الإخوة هيرميس".
عام 1914 توظف نحو ثمانين عاملاً حرفياً في الشركة. ولكن في مطلع 1920 تبيّن لإميل هيرميس أن الحصان سوف يختفي لتحل محله السيارات والقطارات، لذا، قرر تقديم أشياء أخرى، فأنتج حقائب السفر واليد والأكسسوارات الجلدية المناسبة للسفر في القطارات والسيارات، مستعملاً دائماً نوعية العمل الحرفي الذي يصنع السرج.
وخلال العشرينيات، حيث كان لا يزال هو الرئيس الوحيد للمؤسسة، وحفاظاً على الروابط العائلية، دفع أولاده لدراسة القانون ليصبحوا شركاء تجاريين.
اقرأ أيضاً: عروس العيد: الأبيض يستعيد ألقه