02 نوفمبر 2016
دواعش في المغرب
فضيل التهامي (المغرب)
من المفترض أن تكون الجامعة المغربية رافعة للتنمية بكل مستوياتها، وأن يكون الطلبة هم الطليعة والنخبة المعوّل عليها لرفع كل التحديات، وقيادة سفينة الوطن إلى بر الأمان. لكن، للأسف لوحظ، في السنوات الأخيرة، تدني مستوى الطلبة والجامعة على السواء.
أضحت الجامعة فضاء لمجموعة من السلوكيات والأعمال التي لا تمت للعلم والمعرفة بصلة، كان آخرها مشهد مشين، أبطاله طلبة جامعيون ينتمون الى فصيل "النهج الديمقراطي القاعدي - البرنامج المرحلي"، أقدموا على "محاكمة" عاملة في مقصف كلية العلوم في مكناس، وحلقوا شعر رأسها وحاجبيها، بمبرر أنها تجسست عليهم لصالح فصيل مناوئ لتوجهاتهم الإيديولوجية.
لا يختلف هذا الفعل الإجرامي الذي أقدم عليه هؤلاء أبدا عن سلوكيات تنظيم داعش في العراق وسورية وأفعاله، يكمن الاختلاف في الإيديولوجية فقط، فذاك تنظيم إسلاموي متطرف، وهذا تنظيم متطرف أيضا لكن بنفحة "الاشتراكية العلمية".
رسم هؤلاء، بهذا السلوك الهمجي، صورة قاتمة لما تبقى من الجامعة المغربية، ولصورة الطالب المغربي، وأيضا للحركة الطلابية عموما، إساءة بالغة لنضالاتها وتاريخيها المجيد، خصوصاً بعد أن تجاوز الحدث موقعه المحلي، ليتعدّى الحدود، في قصاصات الصحف الوطنية ومواقع الإنترنت، عربياً ودولياً.
للجامعات عبر العالم أعراف وتقاليد مرتبطة، أساساً، بخصوصيتها فضاءً معرفياً وعلمياً، وأيضاً خصوصيات مرتبطة بنضالات الحركة الطلابية، وتفاعلها مع سياقها الوطني والدولي. لكن، ليس بينها التفنن في أساليب العنف والإجرام. لكن الملاحظ أن أغلب "المناضلين" في الجامعة المغربية، وبشتى توجهاتهم الأيديولوجية، الإسلامية منهم واليسارية والأمازيغية، أصبحت تحركاتهم داخل الساحة الجامعية يشوبها نوع من العشوائية والارتجالية، والميل إلى العنف. وهنا، أتذكّر سنة 2007، في الحي الجامعي في مراكش، حينما كنت طالبا جامعيا في سلك الإجازة، وبينما كان طلبة عديدون يحضرون لامتحاناتهم، سمعنا صوتا قادما من باب الحي الجامعي، فإذا بمجموعة من الطلبة يحملون سواطير وعصياً ورايات سوداء مكتوب عليها بالأبيض الله أكبر. كان إنزالا لفصيل إسلامي، يقول عن نفسه أنه معتدل في جامعة مراكش، أرادو بذلك "تحرير" الحي الجامعي من " الكفار والملحدين"، حسب مضمون الشعارات التي كانو يرفعونها.
عموماً، أضحى العنف عقيدة تتبناها وتمارسها جل الفصائل الطلابية من دون استثناء، والنتيجة ضرب وجرح وقتلى، بل وفوضى. لم تفلح المقاربة الأمنية في وقف نزيفها، والكلفة يدفعها دائما الطالب. إنها سلوكات وأفعال لدواعش بألوان أخرى.
أضحت الجامعة فضاء لمجموعة من السلوكيات والأعمال التي لا تمت للعلم والمعرفة بصلة، كان آخرها مشهد مشين، أبطاله طلبة جامعيون ينتمون الى فصيل "النهج الديمقراطي القاعدي - البرنامج المرحلي"، أقدموا على "محاكمة" عاملة في مقصف كلية العلوم في مكناس، وحلقوا شعر رأسها وحاجبيها، بمبرر أنها تجسست عليهم لصالح فصيل مناوئ لتوجهاتهم الإيديولوجية.
لا يختلف هذا الفعل الإجرامي الذي أقدم عليه هؤلاء أبدا عن سلوكيات تنظيم داعش في العراق وسورية وأفعاله، يكمن الاختلاف في الإيديولوجية فقط، فذاك تنظيم إسلاموي متطرف، وهذا تنظيم متطرف أيضا لكن بنفحة "الاشتراكية العلمية".
رسم هؤلاء، بهذا السلوك الهمجي، صورة قاتمة لما تبقى من الجامعة المغربية، ولصورة الطالب المغربي، وأيضا للحركة الطلابية عموما، إساءة بالغة لنضالاتها وتاريخيها المجيد، خصوصاً بعد أن تجاوز الحدث موقعه المحلي، ليتعدّى الحدود، في قصاصات الصحف الوطنية ومواقع الإنترنت، عربياً ودولياً.
للجامعات عبر العالم أعراف وتقاليد مرتبطة، أساساً، بخصوصيتها فضاءً معرفياً وعلمياً، وأيضاً خصوصيات مرتبطة بنضالات الحركة الطلابية، وتفاعلها مع سياقها الوطني والدولي. لكن، ليس بينها التفنن في أساليب العنف والإجرام. لكن الملاحظ أن أغلب "المناضلين" في الجامعة المغربية، وبشتى توجهاتهم الأيديولوجية، الإسلامية منهم واليسارية والأمازيغية، أصبحت تحركاتهم داخل الساحة الجامعية يشوبها نوع من العشوائية والارتجالية، والميل إلى العنف. وهنا، أتذكّر سنة 2007، في الحي الجامعي في مراكش، حينما كنت طالبا جامعيا في سلك الإجازة، وبينما كان طلبة عديدون يحضرون لامتحاناتهم، سمعنا صوتا قادما من باب الحي الجامعي، فإذا بمجموعة من الطلبة يحملون سواطير وعصياً ورايات سوداء مكتوب عليها بالأبيض الله أكبر. كان إنزالا لفصيل إسلامي، يقول عن نفسه أنه معتدل في جامعة مراكش، أرادو بذلك "تحرير" الحي الجامعي من " الكفار والملحدين"، حسب مضمون الشعارات التي كانو يرفعونها.
عموماً، أضحى العنف عقيدة تتبناها وتمارسها جل الفصائل الطلابية من دون استثناء، والنتيجة ضرب وجرح وقتلى، بل وفوضى. لم تفلح المقاربة الأمنية في وقف نزيفها، والكلفة يدفعها دائما الطالب. إنها سلوكات وأفعال لدواعش بألوان أخرى.
مقالات أخرى
05 ابريل 2016