"فن العرائس والدمى" من ألوان الفرجة المفتقدة تقريباً في منطقة الخليج. ورشة "الكتابة والإخراج لمسرح العرائس" التي انطلقت في الثامن من الشهر الجاري وتختتم اليوم في "مركز مسقط لفنون الدمى والفرجة الشعبية" وأدارها المؤلف الدرامي العُماني أحمد الإزكي والمخرجان المتخصصان في مسرح العرائس التونسي الأسعد المحواشي والسوري عدنان سلوم؛ تحاول الإجابة على السؤال المحوري حول "كيف نؤسس مسرح عرائس من الفكرة إلى إنتاج العرض".
تقول ختام السيد، مديرة المركز في حديثها إلى "العربي الجديد"، إن الهدف من الورشة كان "إطلاع المشاركين على التقنيات المتبعة في كيفية التأسيس لـ مسرح العرائس، بدءاً من الفكرة ومروراً بالتدرب على ارتجال النص العرائسي وتطويره ليصبح نصاً قابلاً للتنفيذ ضمن المساحة الحركية التي تتيحها لنا الدمية، وكذلك الرغبة في نقل فكرة المسرح خارج المنصة التقليدية".
وحول مغامرة تجربة هذا النوع من الفُرجة في عُمان، تقول: "الاستخدام الفعلي لمسرح العرائس في بلدان الخليج، ظل هامشياً وتداخل مع بعض الفنون الأدائية المحلية باستثناء التجربة البحرينية مع فنون الدمى منذ ثلاثينيات القرن الماضي، وكان لها الأثر الأبرز في مجمل الفنون الأدائية إلا أن المشهد لا يبدو قاتماً في قطر والإمارات، حيث هناك نشاط ملحوظ في التأسيس والتبني والدعم لهذا الفن".
وحول سؤال عن وجود جذور لمسرح الدمى العُماني لإنجاح هذه التجربة ومدى تداخله مع الفرجة الشعبية، تلفت السيد إلى وجود ما يشبه مسرح الدمى في عُمان من خلال فنين تقليديين تستخدم فيهما فنون العرائس كشكل تعبيري مصاحب لفنون الرقص والغناء، ومن المرجح أنهما وفدا إلى سواحل عُمان من دول الجوار كإيران والساحل الإفريقي: "استطاعت بعض مدن السواحل العمانية المزاوجة بين الفنون التقليدية والفنون الأدائية كمدينة صحار التي عرفت فن "الباكت" أو "السيروان" حيث يتم توظيف التمثيل في أداء الفن الشعبي".
تضيف: "يقدم هذا الفن عبر ثلاثة أنواع هي السيروان وهو بداية السمر ويقتصر على غناء وإيقاع على طبلي الرحماني والكاسر، وتصاحب الغناء حركة راقصة بسيطة، و"الباكت" فن تمثيلي فيه يكوّن السامرون دائرة وهم جلوس على الأرض، يتصدرها العقيد المغني، وإلى جانبه الضاربون على آلات الايقاع وعندما يبلغ الغناء أوجه يدخل الممثلون الى وسط الدائرة، ويرتدون أشكال بعض الحيوانات كالنمر والضبع ثم (الباكت- عرائس) يؤدى بعد التمثيل".
وتضيف السيد "جملة هذه الفنون الأدائية، شكلت حالة فرجوية ممتزجة بالحكاية الشعبية وهي ابنة لبيئتها، ارتبطت بتفاصيل حياة العُمانيين ومناسباتهم ومهنهم كاحتفالية "النيروز" والتي يرتدي فيها الممثل أزياء تنكرية تسمى (الدمبوشة) في ولاية قريات الساحلية ويؤدى احتفاءً بحلول الربيع، وعودة البحارة من رحلة بحر العرب العاصفة في فترة الانقلاب الصيفي".