اعتبرت دمشق، اليوم الجمعة، أن الموفد الدولي الأخضر الإبراهيمي، "تجاوز مهمته" بالحديث عن الانتخابات الرئاسية، وذلك بعد ما حذر الابراهيمي من اجراء الانتخابات الرئاسية السورية في موعدها المقرر بعد أربعة أشهر، في أعقاب اقرار مجلس الشعب السوري قانوناً جديداً للانتخابات الرئاسية استبعد بموجبه المعارضة من الترشح للانتخابات.
وزير الاعلام السوري، عمران الزعبي، اعتبر في تصريحات للتلفزيون الرسمي السوري، أن "كلام مبعوث الأمم المتحدة الى سوريا، الاخضر الإبراهيمي، حول الانتخابات الرئاسية في سوريا لا يندرج ضمن مهامه وهو غير مخول بهذا الكلام".
وكان الإبراهيمي حذر، في مؤتمر صحافي عقده في نيويورك الخميس في اعقاب جلسة لمجلس الامن الدولي، من اجراء انتخابات رئاسية في سوريا، مؤكداً أن حصولها سينسف مفاوضات السلام الرامية إلى وضع حد لثلاث سنوات من النزاع.
وأضاف الزعبي: "يجب على الإبراهيمي أن يحترم دوره كوسيط ويكون نزيهاً وحيادياً"، لافتاً إلى أن "كلامه يتجاوز مهمته". وأضاف أن عليه "الالتزام بمهمته ودوره ولا يحق له ولا لغيره التدخل في الشأن الوطني السوري".
واتهم الزعبي الإبراهيمي بدعم موقف المعارضة السورية والولايات المتحدة، قائلاً إن موقفه الأخير "ينسجم مع اللغة التي طرحها وفد الائتلاف في مؤتمر جنيف-2 ومع السياسة الامريكية".
وأضاف: "لا يحق له تنفيذ السياسة الأمريكية في سوريا والقرار بإجراء الانتخابات تقرره السلطات السورية ولا يستطيع أحد أن يعطل الاستحقاقات الدستورية في البلاد".
وجاءت تصريحات الزعبي بعد انتقادات مماثلة وجهها المندوب السوري الدائم لدى الأمم المتحدة، بشار الجعفري، لربط الإبراهيمي العملية الانتخابية في سوريا بمباحثات جنيف والحل السلمي.
وقال الجعفري، في مؤتمر صحافي بعد تقديم الإبراهيمي لمجلس الأمن تقريراً يتعلق بالمفاوضات في جنيف، إن "عملية الانتخابات في أي بلد هي شأن داخلي صرف وليس من صلاحية أحد في العالم أن يتحدث فيه سواء كانت الانتخابات بسوريا أو بدولة أخرى".
ونقل موقع "سوريا اليوم"، الجمعة، عن الجعفري قوله إن "سوريا لن تسمح لأحد أن يتدخل في الانتخابات لأن الانتخابات تجري وفق الدستور، كما لن تسمح بخلق فراغ دستوري يعطي مبرراً لما أسماها الحكومات المنغمسة في سفك الدم السوري بأن تتابع مسيرتها في سوريا دون حساب".
ورغم أن الأسد الذي تنتهي ولايته رسمياً في 17 تموز/يوليو المقبل، لم يعلن رسمياً ترشحه الى الانتخابات، إلا أنه قال لوكالة "فرانس برس" في كانون الثاني/يناير إن ثمة "فرصاً كبيرة" لقيامه بذلك.
وتعزز هذا الاعتقاد بعد ما أقرّ مجلس الشعب السوري، الخميس، البنود المتعلقة بالانتخابات الرئاسية، والواردة ضمن مشروع قانون للانتخابات العامة. وتقطع هذه البنود الطريق عملياً على ترشح اي من معارضي الخارج، اذ تتطلب أن يكون المرشح قد أقام بشكل متواصل في سوريا خلال الاعوام العشرة الماضية، فضلاً عن مجموعة من الشروط الأخرى.
كما يستفيد الأسد من تحقيق قواته بعض التقدم الميداني على حساب قوات المعارضة، بدعم من قوات حزب الله اللبناني ومقاتلين من العراق.
وهو تقدم أشار إليه وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، الخميس، بقوله إن الرئيس السوري "يملك اليد الطولى" في الصراع العسكري المستمر منذ ثلاث سنوات في سوريا.
وأضاف كيري، خلال جلسة استماع في اللجنة الفرعية المختصة بالعمليات والشؤون الخارجية والمنبثقة عن لجنة المخصصات المالية في مجلس الشيوخ، أن "موقف الأسد تحسن عما كان عليه من قبل، لكن هذا الوضع يتغير كدولاب الهواء، والأزمة لن تحل عسكرياً".
وبدأت تنتشر، في المناطق الخاضعة للنظام في سوريا، لافتات كبيرة تؤيد ترشح الأسد لولاية جديدة. ففي حي النزهة وسط مدينة حمص السورية، ترتفع، وفقاً لوكالة "فرانس برس" لافتات كبيرة تطالب الأسد، الذي وصل الى سدة الحكم قبل اربعة عشر عاماً، بالترشح. وكتب على إحدى هذه اللافتات: "لانك رمز كرامتنا وشموخنا، نناشدك بالترشح لمنصب رئيس الجمهورية العربية السورية".