قالت الممثلة الأردنية دلال فيّاض، إن الفرص المتوفرة أمام الفنانين الأردنيين الشباب قليلة وتكاد تكون معدومة، موضحة أن "الشللية" تتحكم غالباً باختيار الممثلين من قبل المنتجين والمخرجين، حسب الأهواء والمصالح، مضيفة: "يجب عليّ أن أفرض نفسي بموهبتي، فنحن في الأردن نحتاج إلى استراتيجية العمل الواعي المتصاعد".
واستدركت فيّاض، على الرغم من تألق وبروز بعض الفنانين الأردنيين في الآونة الأخيرة على الساحة العربية، لكن ما نراه تم بجهد شخصي منهم، ففنانونا يحتاجون لمن يصنع نجاحاتهم ويصقل تجاربهم انطلاقاً من داخل الأردن. مما يعني أننا قادرون على المنافسة على جميع الصعد، لكن كما قلت سابقاً مشكلتنا الأولى والحقيقية هي عدم توفر المقومات اللوجستية والأساسية الموجودة في الخارج والتى تتعلق بصناعة النجوم.
وقالت فيّاض لـ"العربي الجديد": المثير في أمر الفنان الأردني، أنه يتألق ويصبح من نجوم الصف الأول بمجرد طرقه لباب الدراما العربية بحثاً عن ظهور، والأمثلة على ذلك كثيرة سواء في الدراما المصرية أو الخليجية وحتى السورية. مشيرةً إلى أن مجموعة منهم عانت من عدم توفر فرص إبداع حقيقية داخل الأردن، ووجدوها خارجاً، خاصة في ظل توقف الإنتاج الدرامي في الأردن، مما يدفع الفنانين للبحث عن فرص أخرى في أي مكان، ولذلك عندما سنحت الفرصة لصبا مبارك وإياد نصار ومنذر رياحنة وياسر المصري للظهور في أعمال عربية، كان من الطبيعي أن يتألقوا ويصبحوا من ركائز الدراما العربية.
وتُدرك فيّاض الصعوبات التي تتعرض لها أي فنانة في مقتبل مشوارها الفني، خاصة في ظل افتقار الساحة الفنية الأردنية، لمن يؤمن بالفن لأجل الفن، موضحة: المهم أنني وضعت قدمي على أول الطريق، وأحاول بذل مجهود مضاعف، لكننا في الأردن عموماً نعاني صعوبة حصد النجومية، بسبب ضعف حركة الإنتاج وغياب الجهات الداعمة لإظهار وصقل القدرات المتميزة ونقص الفرص المؤهلة، وربما ما يفعله غيرنا في أقطار عربية خلال سنة واحدة، نحتاج لسنوات كثيرة للوصول إليه.
وحول رأيها، فيما إذا كان الإعلام الأردني مقصراً في حق فنانيه، ترى فيّاض أن هناك حلقة مفقودة في العلاقة بين الفن والإعلام في الأردن، مضيفة: شخصياً لا ألمس أي تقصير. ومن وجهة نظري العلاقة بينهما علاقة تكاملية، فلا المبدع يستغني عن الضوء الإعلامي، ولا الإعلام يستغني عن إنتاج المبدعين، لكن المبدع الحقيقي هو مَن يثبت حقيقة إبداعه، والمسؤولية تقع على عاتق الإعلام والمبدع باتجاه بعضهما البعض.
وعن طموحاتها، تبين: من حقي أن أرى في نفسي فنانة لا حد لطوحاتها، ففي داخلي أحمل رسالة الفن الحقيقية، وأسعى لتجسيد تفاصيل المرأة بكل ظروفها للدفاع عنها، فهي الأكثر ظلماً في مجتمعاتنا، إذ أنني لا أحب أداء دور مفرغ المضمون.
وترى فيّاض أنها مؤمنة بأن أي شخصية تجسد دورها في أي عمل كان، سواء درامياً أو مسرحياً أو سينمائياً، يجب أن تصل للناس بكل معطياتها حتى يصدقوها، مضيفة: لا يهمني أبداً أن أبدو جميلة على المسرح أو التلفزيون بمظهري، فأنا أريد أن أبدو جميلة بدوري وشخصيتي التي أقدمها في العمل، لأن ذلك ما يوصلني للجمهور حتى يصدقني.
إقرأ أيضاً:
مارغو حداد: فنانو الأردن يحتاجون من يصقل تجاربهم
محمد عزيزية: مسلسل "خيبر" بات فيلماً سينمائياً