في عام 2017، نشرت الكاتبة دلال البزري شهادة بعنوان "دفاتر الحرب الأهلية اللبنانية" والتي صدرت عن "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات"، وفيه قدّمت خلاصة تجربتها كيسارية تنتمي إلى "منظمة العمل الشيوعي" في بداية الحرب التي بدأت عام 1975، وانتهت عام 1990.
جمعية "محاربون من أجل السلام" تنظّم لقاءً مع الكاتبة، يتضمّن نقاشاً حول الدفاتر في "مكتبة الحلبي" في بيروت عند السادسة من مساء الثاني من أيار/ مايو المقبل.
بالنسبة إلى البزري، فإن يومياتها المذكورة، تصف الحرب المأساوية، والتي تظلّ مأساويتها محدودة، بحسب الكاتبة، إذا ما قورنت بالحرب السورية، "ذات القعر اللانهائي، التي أشعلت شظاياها نيراناً كانت هامدة، قريباً منها وبعيداً عنها".
لا شك أن عمل البزري، يساهم لمن لم يطلع بشكل عميق على تفاصيل الحرب الأهلية اللبنانية وتحالفاتها في الفهم والاستماع إلى رواية شاهدة عيان على أبرز أحداثها بجرأة.
نجد في الكتاب تفاصيل عن تحالف الأحزاب اليمينية مع قوات الإحتلال الإسرائيلي، كما نقرأ عن دور الجيش السوري مع أحزاب اليمين اللبناني في بعض المجازر مثل تل الزعتر وغيرها.
تروي الكاتبة أيضاً واقعة اغتيال كمال جنبلاط، ومعارضة توريث المنصب لابنه في البداية، وهناك يوميات توثّق فيها الكيفية التي خرجت بها القوات الفلسطينية من الميناء عام 1982.
تقول البزري "عندما أمشي في شوارع بيروت، وأشاهد تلك المجموعات الحزينة من السوريات المُرْهَقَات، يعبرن الأرصفة الضيقة بخَفَر، يسحبن أطفالهن من أكمامهم... ومعهن عدد أقل من الرجال، يتوهون، أو يطوفون، لا يعرفون غير وجهة الشمس… ثم تتوالى المشاهد الأخرى، في البر والبحر، في العباب والسيول… أقول لنفسي إنه كان يمكنن أن أكون واحدة من أولئك الضائعين، الخاسرين".
تتابع "أدخل في المقارنة بين الحرب الأهلية اللبنانية التي عشتها، وبين تلك الحرب في سورية. أقارن فلا أجد مجالاً. كانت الحرب اللبنانية مجرّد نزهة شاقة، قياساً إلى الحرب السورية".
وتكمل "أشك بما أتذكره، ربما عواطفي السياسية، ربما خيانة ذاكرتي، ربما المسافة بين عمري وعمر الحرب، التي تكاد تبلغ الآن نصف القرن. ربما ثلاثتها سحبت الخيط الدراماتيكي عن الحرب، فطعّمت مرارة ذكرياتها بحنين عبثي، قوامه أوهام مرغوبة. ربما…، أكرر لنفسي".