دقائق من العزلة تكفي لتهدئة أعصابك

08 يناير 2018
الابتعاد عن الجميع مفيد أحياناً (سبنسر بلات/ Getty)
+ الخط -
أن تنفرد بنفسك لمدة 15 دقيقة قد يكفي لتهدئتك وتقليل التوتر وحثّك على الهدوء، لكن بشرط أن تكون العزلة تامة أو شبه تامة من دون مؤثرات عنيفة، سواء أكانت سلبية أم إيجابية. هذا ما كشفت عنه دراسة أميركية حديثة.

تؤكد المؤلفة الرئيسية للدراسة ثوي في نغوين، باحثة الدكتوراه في علم النفس بجامعة "روتشستر"، أنّها وزميليها أستاذي علم النفس المؤسسين لنظرية تقرير المصير ريتشارد راين وإدوارد ديسي، استنتجوا من الدراسة أنّ العزلة يمكن أن تؤدي إلى الاسترخاء وتقليل الإجهاد والضغوط، طالما اختار الناس طواعية أن يكونوا وحدهم.

الدراسات السابقة كانت تربط أوقات الوحدة بالرفض الاجتماعي والانسحاب والانعزال والخجل، لكنّ الدراسة الجديدة تربط الأمر بالاسترخاء، فالعزلة يمكن أن تكون قيّمة ومفيدة في بعض الأحيان، لا سيما عندما نرغب في أن نفصل أنفسنا عن المحيط لبضع دقائق. وقد عرّف الباحثون العزلة بأنّها تجربة نفسية تعتمد فيها على أن تكون وحدك من دون اتصالات أو محفزات أو أنشطة أو أجهزة قد تسهل الاتصالات الافتراضية مثل الرسائل النصية أو وسائل التواصل الاجتماعي.

أجرى الباحثون أربع تجارب للمقارنة بين أربعة أنواع من العزلة: الأول العزلة البسيطة من دون وجود أي محفزات أو أنشطة، وهذه كانت الأكثر تهدئة. الثاني العزلة مع نشاط هادئ كالقراءة، وهذه أيضاً كانت مهدئة إلى حد ما. الثالث العزلة مع المشاعر الإيجابية حين طلبوا من المشاركين التفكير في أشياء إيجابية من اختيارهم (أشياء تحمسهم وتحفزهم)، ووجد الباحثون أنّ المشاعر لم تهدأ. الرابع حين عرّضوا المشاركين لمحفزات تثير المشاعر السلبية الشديدة كالغضب أو القلق أثناء العزلة وبالطبع لم تهدأ مشاعرهم أيضاً.

يقول ريتشارد راين إنّ التحكم الذاتي في العزلة والقدرة على اختيار ما يجب التفكير فيه وقضاء بعض الوقت مع النفس بنشاط، لا يقضي على المشاعر السلبية فحسب، لكنّه أيضاً يحسن تأثير العزلة على الاسترخاء وتقليل مستويات التوتر. وتستند هذه النتيجة مباشرة إلى مبدأ الدافع الذاتي لنظرية تقرير المصير، الذي يرى أنّه عندما ينظر الأفراد إلى قدر أكبر من الحكم الذاتي في خياراتهم السلوكية فإنّ الأنشطة تعطي نتائج أفضل.

باختصار، فإنّ أفراد العينة الذين جلسوا وحدهم لمدة 15 دقيقة وفكروا بطريقة إيجابية وهادئة، تمتعوا بالهدوء، وقلّ غضبهم وقلقهم ولم يشعروا بالوحدة أو الحزن، كذلك لم ينقص لديهم الحماس والإثارة المطلوبان من أجل متابعة العمل والحياة.
دلالات