ووجهت حركة "فتح"، أمس الأحد، نداءً شعبياً لإغلاق الطرق الالتفافية في وجه المستوطنين، وذلك اليوم الإثنين، ويوم الخميس القادم.
ودعت "فتح"، إلى التظاهر في مسيرات احتجاج وغضب عارمة، تجاه بوابات القدس، تزامناً مع وصول نائب الرئيس الأميركي مايك بنس إلى الأراضي المحتلة، بعد غد الأربعاء، واعتبار يوم الجمعة القادم، يوم غضب فلسطيني، رفضاً لقرار الرئيس الأميركي إعلان القدس عاصمة لإسرائيل.
وفي بيان منفصل، دعت حركة "فتح"، إلى استمرار التصعيد والنفير ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي، على الحواجز والمستوطنات وكل نقاط التماس، رفضاً للقرار الأميركي الأخير.
وأعلنت "فتح"، عقب اجتماع لها، أمس الأحد، في مدينة رام الله، عن تنظيم مسيرة بعد غد الأربعاء، نحو حاجز قلنديا شمال القدس، وإعلان يوم الجمعة القادم، يوم نفير على كل الحواجز ونقاط التماس مع الاحتلال، بعد صلاة الظهر.
ويزور بنس، مصر وإسرائيل، من دون التوجّه إلى الأراضي الفلسطينية، بعد الجدل الذي أثاره اعتراف الإدارة الأميركية بالقدس عاصمة لإسرائيل، وإلغاء عدة مسؤولين لقاءات معه.
وأعلنت السلطة الفلسطينية مقاطعتها بنس، وعدم إجراء أي لقاءات معه خلال زيارته لإسرائيل، كما أعلنت قيادات دينية، منها شيخ الأزهر وبابا الأقباط، رفضها أيضا لقاءه احتجاجاً على قرار ترامب.
في غضون ذلك، نفّذت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الإثنين، عمليات اعتقال بعدة مناطق في الضفة الغربية المحتلة، طاولت عدداً من الفلسطينيين، بينما ذكرت مصادر محلية، أنّ قوات الاحتلال، اعتقلت ثلاثة شبان من مدينة دورا جنوبي الخليل إلى الجنوب من الضفة الغربية المحتلة، بينهم عمر التلاحمة شقيق الشهيد ضياء التلاحمة.
كما اعتقلت قوات الاحتلال شاباً من بلدة عزون شرقي قلقيلية شمالي الضفة، وشاباً من مدينة طولكرم شمالي الضفة، وشاباً آخر من مخيم نور شمس القريب من مدينة طولكرم.
واعتقلت، كذلك، شابين من مخيم الجلزون شمالي رام الله وسط الضفة، فضلاً عن اعتقال إبراهيم جبرين، والد الأسير حمزة جبرين، بعد دهم منزله في بيت لحم جنوبي الضفة.
وزعمت قوات الاحتلال الإسرائيلي العثور على سلاح من نوع "كارلو"، ومسدس في مخيم الجلزون، كما زعمت مصادرة آلاف الشواقل (عملة إسرائيلية) من منطقة جبل الموالح في بيت لحم.
اعتقال 500 فلسطيني منذ الاحتجاجات ضد قرار ترامب
إلى ذلك، أعلن عيسى قراقع، رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، أن حالات الاعتقال التي نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، منذ اندلاع الاحتجاجات على قرار ترامب، في 6 ديسمبر/كانون الأول الحالي، بلغت 500 حالة اعتقال.
وقال قراقع، في تصريحات، وصلت نسخة عنها إلى "العربي الجديد، إنّ "حالة تصعيد غير مسبوقة يقوم بها جيش الاحتلال من خلال حملات الاعتقال اليومية في كافة المناطق الفلسطينية"، مشيراً إلى أنّ "أغلبية المعتقلين تعرّضوا لشتى أنواع التنكيل والاعتداء وبأساليب همجية ووحشية وبنزعة انتقامية".
وأوضح قراقع أنّ "عدداً من المعتقلين تم اعتقالهم بعد إصابتهم بجروح بليغة بالرصاص الحي، حيث ما زال يقبع في المستشفيات الإسرائيلية كل من: أسماء وريدات من الخليل التي أصيبت في قدمها، وتقبع في مستشفى هداسا عين كارم، والأسير الجريح موسى القضماني من سكان القدس، الذي أصيب في الحوض ويقبع في مستشفى تشعار تصيدق، وحامد المصري من سكان نابلس الذي أصيب في وجهه ويقبع في مستشفى بلنسون".
وبيّن قراقع أنّ مئات الجرحى الفلسطينيين، أُصيبوا خلال المواجهات والاحتجاجات التي اندلعت ضد قرار ترامب، وتعرّضوا لاعتداءات وحشية وإصابات بقنابل الغاز والصوت والرصاص.
واليوم الإثنين، استأنف المستوطنون، اقتحاماتهم للمسجد الأقصى بالقدس المحتلة، بحماية قوات خاصة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي.
وأفاد فراس الدبس، مسؤول العلاقات العامة والإعلام في إدارة الأوقاف الإسلامية بالقدس المحتلة، لـ"العربي الجديد"، بأنّ 81 مستوطناً شاركوا في الاقتحامات التي لا تزال مستمرة.
على صعيد آخر، تنظر محكمة الصلح الإسرائيلية في القدس الغربية، اليوم الإثنين، في التهم الموجهة للمواطنة المقدسية رأفة القواسمي، من سكان بلدة العيسوية شمال شرقي القدس.
ووجهت النيابة العامة لقوات الاحتلال الإسرائيلي للقواسمي تهمة "ضرب ضابطة في الشرطة الإسرائيلية في ظروف خطيرة"، وتطالب بسجنها لمدة عام على الأقل.
يُذكر أنّ عراكاً بالأيدي قد نشب بين القواسمي، وضابطة شرطة الاحتلال، قبل يومين، بعد محاولة القواسمي منع اعتقال فتاة فلسطينية، خلال احتجاج سلمي نظمته العشرات من النساء على مدرجات باب العامود في مدينة القدس، ضمن فعاليات الاحتجاج على قرار ترامب الأخير.