مع تصاعد حدّة الشد والجذب بين الأطراف العراقية بشأن إجراء الانتخابات البرلمانية من تأجيلها، تتصاعد دعوات عراقية لتدخل دولي لتقييم الظرف العراقي وإمكانية إجراء الانتخابات، وحسم الموضوع، في وقت تستمر فيه مفوضية الانتخابات بتسجيل عشرات الأحزاب الجديدة.
وقال رئيس ائتلاف العربية، صالح المطلك، في بيان صحافي، إنّ "جمهورنا اليوم مكبل بمشكلات النزوح وحداثة العودة للديار، كما يفتقر الى مستلزمات العيش الكريم، ويواجه مصاعب الحصول على تعويضات"، مبيناً أنّ "كل ذلك يدفع المواطنين الى عدم المشاركة في الانتخابات، وعدم جعلها من ضمن أولوياتهم، الأمر الذي سيتسبب بخلل في تحقيق التوازن، ويعرض العملية السياسية بمجملها الى التهجين والتشويه".
ودعا المطلك الحكومة والبرلمان والمجتمع الدولي، الى "تقييم الحالة الصحية في المناطق المحررة، وحسم قرار التأجيل من عدمه، مع الأخذ بنظر الاعتبار ظروف المواطنين ومدى إمكانية المشاركة بفاعلية تبعاً للظرف، النفسي والاقتصادي والاجتماعي، فضلاً عن الأوضاع الأمنية القلقة بشكل خاص".
ورغم كل العقبات التي تعترض طريق الانتخابات، تسعى الكتل القريبة من نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي، الى إجرائها بوقتها وعدم التأجيل مهما كانت الظروف، متهمة الكتل الساعية للتأجيل باختلاق الذرائع والمسوغات.
وقال النائب عن دولة القانون، صادق اللبان، إنّ "الكتل السنية تتخذ من ملف النازحين ذريعة لتأجيل الانتخابات بعد فشلها السياسي، ومعرفتها المسبقة بإفلاسها في الانتخابات المقبلة، لذا فهي تسعى لتحريك الأطراف الدولية لأجل التأجيل".
وأكد أنّ "التحالف الوطني والكتل الشيعية مصرة على عدم التأجيل، إلّا في حال تبلورت قناعات حقيقية تضطره الى ذلك"، مشدداً أنّ "الضغوط الأميركية الساعية للتأجيل لن تؤثر على رأي الكتل الشيعية".
في غضون ذلك، تستمر مفوضية الانتخابات بتسجيل عشرات الأحزاب الجديدة للمشاركة في الانتخابات، إذ أعلنت اليوم عن "المصادقة على 58 حزباً جديداً".
وقال رئيس مجلس المفوضين، معن الهيتاوي في بيان صحافي، إنّ "الأحزاب التي تم تسجيلها استكملت جميع الإجراءات والتعليمات الصادرة عن المفوضية، وقواعد السلوك، وفقاً لفقرات الأحزاب السياسية المشرّعة من قبل البرلمان، والتي سيسمح لها بالمشاركة في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة".
وكان مجلس الوزراء قد حدد، الثاني عشر من مايو/ أيار المقبل موعداً لإجراء الانتخابات البرلمانية والمحلية. بينما هناك عقبات كثيرة تعترض طريق إجرائها في هذا الموعد.