وطالبت الفيدرالية الوطنية للجمعيات الأمازيغية في المغرب رئيس الحكومة سعد الدين العثماني بالقطع مع ما سمته "التردد"، وإصدار مرسوم يقرّ برأس السنة الأمازيغية عيداً وطنياً"، وذلك رداً على حديث العثماني في البرلمان قبل أيام قليلة عن "عدم وجود سنة أمازيغية بقدر ما هو تقويم فلاحي متداول في بعض مناطق المغرب التي تمتهن الفلاحة".
ودعا مكتب الفدرالية الوطنية للجمعيات الأمازيغية الحكومة المغربية إلى ضرورة إصدار مرسوم رسمي يقر برأس السنة الأمازيغية عيداً وطنياً في البلاد، مشدداً على "التمسك بالأمازيغية كثابت من ثوابت الدولة، واستمرار نضاله من أجل أمازيغية المغرب".
من جهته نادى رئيس حزب التجديد والإنصاف، شاكر أشهبار، بإقرار 13 يناير/ كانون الثاني يوم عطلة سنوية بالنسبة للإدارة العمومية المغربية بصفته يوم حلول السنة الأمازيغية الجديدة، مع رفع هذا المطلب الشعبي إلى أنظار الملك محمد السادس من أجل إقراره عيداً وطنياً وعطلة رسمية في المملكة.
وتابع أشهبار بأن "يوم 13 يناير/ كانون الثاني يحتفل به المغاربة منذ القدم كبداية للسنة الفلاحية بطقوس مختلفة ومتنوعة ما تزال قائمة إلى اليوم في عدة مناطق"، مضيفاً أن هذا التاريخ تتبنّاه الحركة الأمازيغية في المغرب منذ إطلاقها مطالبة بإقراره عيداً وطنياً وعطلة رسمية بالبلاد".
مطلب "مشروع"
ويؤكد الباحث والناشط الأمازيغي، لحسن أمقران، في تصريحات لـ "العربي الجديد"، أنّ تخليد رأس السنة الأمازيغية واقع معيش في كثير من بقاع شمال أفريقيا وليس حدثاً مصطنعاً كما يروج له"، مبرزاً أنه "مهما اختلفت طرق التخليد وتنوعت الطقوس والوجبات المرافقة لهذه المناسبة، فإنها تجتمع في أنها تخلد بداية سنة جديدة وإن كان أغلب المخلدين للذكرى يجهلون حيثيات وتاريخ هذا الاحتفال".
ووصف أمقران مطالب نشطاء وأحزاب بأن يكون رأس السنة الأمازيغية في المغرب عيداً وطنياً وعطلة رسمية، بأنها "مشروعة، تستمد قوتها من المواثيق الدولية التي تسعى إلى القضاء على كل أشكال التمييز"، مشيراً إلى أن هذه الدعوات تعد امتحاناً للدولة المغربية حول مدى صدقها وجديّتها في المصالحة مع الأمازيغية.
ولفت المتحدث إلى أن "ضمّ منظمة "يونيسكو" احتفالات رأس السنة الأمازيغية إلى قائمة التراث العالمي اللامادي، باعتباره تقليداً تاريخياً تمارسه مجموعات بشرية وتتداوله الأجيال، هو رسالة مشفرة إلى الأنظمة في هذه الأقطار لرفع الحظر عن هذا الحدث، والتصالح مع العمق الأمازيغي للمغرب ولباقي أقطار شمال أفريقيا".
وربط أمقران ضرورة هذا الاعتراف بحتمية المصالحة مع الذات، وقال إنه "لا يعقل أن "نصنع" مواطناً مغربياً لقيطاً حضارياً وتاريخياً يبحث لنفسه عن كينونة في الشرق أو الغرب"، متابعاً "علينا أن ندرك من نكون ونفتخر بإرثنا الحضاري ونتفاعل مع ما سواه بكل إيجابية".
وسجّل أمقران أن "الاعتراف بهذه المناسبة لا يجب أن يكون تقليداً لدولة أخرى، وألا تكون الحقوق الأمازيغية ورقة سياسية تتقاذفها الدول في صراعاتها المعلنة وغير المعلنة"، ملتمساً من العاهل المغربي جعل رأس السنة الأمازيغية في المغرب عيداً وطنياً وعطلة رسمية، إنهاء للتملّص الحكومي"، وفق تعبيره.