واشتهر دعاة ووعاظ دينيون مغاربة خاصة من جيل الشباب، ولكن أيضا حتى بعض كبار السن، بقفشاتهم ونكتهم المضحكة التي تتضمنها مواعظهم في مختلف المناسبات الاجتماعية والأسرية التي يُدعون إلى تنشيطها.
وحظي بعض هؤلاء الوعاظ والدعاة الدينيين "الكوميديين" بشهرة لافتة وصلت إلى حد تهافت عدد من المنابر الإعلامية على استضافتهم، وإجراء حوارات معهم، بالنظر إلى شعبيتهم وحضورهم الطاغي على الساحة.
وأحد أبرز هؤلاء الدعاة الفكاهيين الذين يقدمون المواعظ ممزوجة بكثير من النكت والقفشات والمستملحات، هناك الشيخ محمد العلوي الشهير بلقب "با العلوي"، وهو رجل في أواخر عقده السابع، لكنه ما زال يمتلك خفة دم مفرطة.
ويقول "با العلوي" في تصريح لـ"العربي الجديد"، إنه لا يعتبر نفسه نجما أو داعية، أو عالما في الدين، بل مجرد واعظ شعبي، يتحدث بلغة الطبقات الشعبية حتى يفهمه كل الناس".
Twitter Post
|
ويضيف العلوي أن شخصيته مرحة بالفطرة، ومن يعرفه يتأكد أنه لا يصطنع روح النكتة، بل هي موجودة لديه في داخله، وتظهر في حديثه ومواعظه التي يحرص على أن تكون خفيفة تجد طريقها إلى قلوب المستمعين.
Twitter Post
|
ومن الوعاظ الذين اشتهروا في الفترة الأخيرة بطريقتهم التي تعتمد على الإضحاك والتنكيت، هناك الواعظ رضوان بن عبد السلام، الذي اكتسب شهرة لافتة، حتى أنه بات مطلوبا من طرف منابر إعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي.
ويحضر بن عبد السلام حفلات عائلية من زفاف وعقيقة، ويلقي فيها مداخلات ومواعظ دينية تقوم على "خفة الدم" وأسلوب إضحاك الناس، مع توصيل رسالته بطريقته الخاصة، بعيدا عن أسلوب الوعاظ الدينيين التقليديين.
Twitter Post
|
ومثل العلوي وبنعبد السلام، سار واعظ ديني آخر شاب ينتمي إلى مدينة مراكش، يجذب إليه الحاضرين بشكل لافت، بفضل طريقته المرحة في إيصال الفكرة، تسانده في ذلك لكنته المراكشية ذات الرنة الخفيفة والمرحة.
Twitter Post
|
ويقول الدكتور إدريس الكنبوري، الخبير في الشأن الديني، " إن هذه الطريقة إيجابية في جميع الأحوال، لأن المواعظ الدينية والدروس الدينية كانت دائما تقدم بطريقة فيها الكثير من الجدية والصرامة، مما جعل الناس ينفرون من هذه الطرق العابسة".
وأكد الكنبوري، ضمن تصريح لـ"العربي الجديد"، أن الخطاب الديني يجب أن يتم تصريفه بأساليب تجمع بين الجد والهزل، وهناك حديث نبوي قاله النبي لشخص كان يكثر من الذكر "ولكن ساعة وساعة".
ولفت المتحدث إلى أن "العلماء كانوا يتحدثون عما يسمى الرقائق، وهي بلغتنا اليوم المستملحات، لأن النفس تمل من كثرة الجد، وهذا ما جعل الكثيرين، خاصة الشاب، ينظرون إلى الخطابة الدينية على أنها شيء ثقيل".
وسجل الكنبوري أن "هذا المنحى لا يجب أن يتجاوز الحد ويصبح مجرد هزل كامل، أو يتم اللجوء إلى اللغة العامية دائما وفي جميع المحافل، بل لا بد من تنويع الأساليب بحسب الفئات الاجتماعية والموضوعات".