تكثر الخيارات أمام تلاميذ سنغافورة الفقراء من أجل تلقي الدروس الخصوصية هذه الأيام. وتتعدد الجهات الداعمة من أكاديمية ومدرسية ودينية، بحسب موقع جريدة "سترايتس تايمز" السنغافورية.
فبإمكانهم الاستفادة من دروس خصوصية مجانية وشبه مجانية، تقدمها مراكز التعليم الخصوصي لهم. كما بإمكانهم الاستفادة من مجموعات من طلاب الجامعات، ومنظمات دينية تقدم بنفسها الدروس الخصوصية للتلاميذ، بشكل تطوعي.
وعلى سبيل المثال، فإنّ "مركز ستاغ ماتش للتعليم الخصوصي" بدأ بتقديم الدروس الخصوصية المجانية منذ عام 2009. ويستقبل في 4 فروع من فروعه الـ14 تلاميذ من العائلات ذات الدخل المنخفض. والعام الماضي بالذات استفاد أكثر من 400 طفل فقير من برنامج المركز شبه المجاني، بعد أن كان العدد 50 تلميذاً عام 2009.
ولا يدفع التلميذ الآتي من عائلة يتدنى مدخولها الشهري عن ثلاثة آلاف و500 دولار أميركي، أكثر من 4 دولارات شهرياً في المركز من أجل القرطاسية فقط.
ويقول مدير المركز أليكس وونغ: "بعضهم يأتي من عائلات مفككة، أو يكون أهله غير متعلمين. لكن يلاحظ أنّهم أكثر اجتهاداً من أقرانهم الذين لا يحظون بالمنح المجانية". أما كاسبر تشونغ (13 عاماً) المستفيد من المركز، فيقول: "أهلي يريدونني أن أدرس هنا، لأنّني لن أتمكن من ذلك في المنزل".
برنامج آخر أطلقته قبل عام مجموعة من الطلاب الجامعيين من "جامعة سنغافورة الوطنية". بدأ البرنامج المجاني بـ23 تلميذاً جمعوا في شقة مستأجرة. وهذا العام استقبل 40 تلميذاً. ويقول طالب العلوم الاجتماعية بو يو تينغ الذي يتابع سنته الجامعية الأخيرة ويتطوع في المركز: "أقدم للتلاميذ هنا ساعتين أسبوعياً. ليس هذا بالأمر الصعب علينا". ويتابع: "نحاول أن نحلّ مشاكل التلاميذ المختلفة أيضاً، لا فقط تحسين علاماتهم المدرسية".
كما تخوض منظمات دينية في هذا المجال أيضاً. فمنظمة "كونغ مينغ سان فور كارك" البوذية تقدم الدروس الخصوصية المجانية منذ عام 2013. وتضم صفوفها 15 أستاذاً، ونحو 30 تلميذاً، خصوصاً من أولئك الذين ينالون علامات مدرسية متدنية.
وعن ذلك، يقول فيكتور لام الذي يترأس برنامج المنظمة للدروس الخصوصية: "هذا العام بدأنا بمراسلة المدارس القريبة لسؤالها عن التلاميذ الذين يحتاجون إلى المساعدة، وتوجيههم إلينا. فالدروس الخصوصية في المعاهد والمراكز باهظة الثمن. ولا نريد للتلاميذ الفقراء خسارة مثل هذه الفرصة".