نتابع اختيار جزء من الأعمال الدرامية التي حفلت بها الشاشات الصغيرة هذا العام، وأسهمت إلى حد ما في إنعاش السوق الدرامي العربي.
العهد
طرح الكاتب محمد أمين راضي في مسلسل "العهد" رؤيته للشر كما في معظم الأعمال الدرامية التي قدمها من قبل. راضي دافع عن فكرة "العهد" قائلاً إن فكرة المسلسل هي وجهة نظر نعيشها جميعاً في الواقع. مضيفاً: "الحياة تتأرجح بين الخير والشر". وعندما كتب سيناريو "العهد" كان واضحاً في أسئلته عن سبب الوجود في الحياة وكيفية العيش بين كفي الخير والشر.
رؤية محمد أمين راضي تعالج قضايا مختلفة موجودة في كل زمن وعصر منها شكل العلاقات الإنسانية من خلاف واختلاف والخير والشر، على أساس أن هذه المصطلحات لم يتغير مفهومها منذ أيام النبي آدم حتى اليوم. كل هذه المعطيات دفعت المسلسل إلى المراتب الأولى رغم قليل من السوريالية في الحبكة وشاركت الممثلة كندا علوش وصبار مبارك وشيرين رضا.
(فيسبوك)
الدراما السورية
استطاعت الدراما السورية الصمود عاماً إضافياً أمام التحديات الكثيرة التي واجهتها. من دمشق والمحافظات السورية بلغ الإنتاج الدرامي للمسلسلات السورية هذا العام اكثر من ثلاثين مسلسلاً، نُفذ جزء كبير منها في بيروت بعدما فضّل المنتج السوري، لبنان الأقرب إليه جغرافياً، ودخلت المنافسة السورية على الخط البياني لأبرز المسلسلات التي لاقت نجاحاً متفاوتًا.
العرّابان
التناقس بين شركتي "كلاكيت" و"سما الفن الدولية" دفع إلى إنتاج قصتين متشابهتين في الفكرة لمسلسل واحد هو "العراب" فيما اختارت "كلاكيت" عنوان آخرللعمل العالمي فكان "نادي الشرق" الذي جمع باسم ياخور وأمل بوشوشة وجمال سليمان. بينما عمل سلوم حداد وعاصي الحلاني وسلاف معمار في "العراب". وعلى الرغم من تفوق تقنيات ومعالجة القصة بين العملين تقدّم "نادي الشرق" على غريمه ومنافسه وربح هذا العام. ربما كانت رؤية المخرج حاتم علي أكثر دقة من زميله المثنى صبح الذي كان على عجلة من أمره في الانتهاء من المسلسل الذي امتد تصويره حتى الأيام الأخيرة من شهر رمضان أي تزامناً مع العروض اليومية، ما أضعف الحبكة قليلاً إضافة إلى برودة الممثلين في "العراب" فوقع العمل في شر المنافسة والتسابق على كعكة القصة التاريخية.
من العراب (أضواء المدينة)
غداً نلتقي
صورة مغايرة لـ"العراب" كانت في مسلسل "غدا نلتقي" الذي اعتبر واحداً من أفضل الاعمال السورية التي عالجت الأزمة السورية في طرح بدا أقرب إلى لغة الناس بعيداً عن أي تفسيرات أخرى، فلم يضع العمل التلفزيوني نفسه كطرف في الصراع بل عاين الأماكن والشخوص التي أدت إلى كل هذا النجاح والثقة اللذين حظي بهما العمل. وكان لتناغم الممثلين كاريس بشار ومكسيم خليل وعبد المنعم عمايري ونظلي الرواس إضافة واضحة للعمل.
(Getty)
حرائر
"حرائر" من بطولة الممثل أيمن زيدان والممثلة سلاف فواخرجي، وهو من تأليف عنود خالد وإخراج باسل الخطيب. موضوع المسلسل بدا مختلفاً عن أعمال البيئة الشامية التي انتشرت قي العقد الأخير. يدور العمل حول المجتمع السوري خلال فترة الاحتلال العثماني. وقد أدى زيدان فيه دور الرجل الشرقي الذي لا يعترف بحقوق المرأة، وسبق له أن صرّح أنّ "هذا العمل مميّز باختياره شخصيّات موثقة لها علاقة بالتاريخ وبخاصة في العام 1915". بينما تلعب سلاف فواخرجي دور المرأة المكافحة في المجتمع السوري التي ترفض الظلم فهي تطالب بحقوقها التي لا يعترف بها المجتمع المحافظ.
الدراما الخليجية والأردنية
دخلت الدراما الأردنية على الخط الموازي لأعمال الخليج من خلال مسلسل"حنايا الغيث" الذي جمع الممثل منذر رياحنة والممثلة لونا بشارة، وقد حملنا إلى البداوة بقصة متقنه من ناحية الإنتاج.. "الغيث" رجل بدوي عاشق لـ "حنايا"، وحبّه لها تخطّى كل الحدود بالرغم من الحواجز التي اعترضته، نافذة جديدة ربحت المنافسة هذا العام في معالجة للأعمال البدوية على الرغم من سجن هذه الأعمال في قالب ضيق لكن المحاولة كانت جيدة.
كما شهدت الدراما الخليجية نشاطاً جيداً في مسلسل "لو أني أعرف خاتمتي" بطولة الممثل عبدالمحسن النمر والممثلة هيفاء حسين. ووصف النقاد في الخليج العمل بأنه من أرقى الأعمال الدرامية، بالرغم من تراجع المستوى الدرامي وذلك بسبب عدم ثقة المنتج وغياب النصوص القوية عن التنفيذ وهذا ما قلل من المسلسلات هذا العام.
هيفا حسين وعبد المحسن النمر "لو أني اعرف خاتمتي" (talpa)
الدراما اللبنانية
أما الدراما اللبنانية فقد تراجعت، فعدا الاعمال المشتركة التي قدمت وجمعت عدداً من الممثلين من لبنانيين وخليجيين فقد كان الإنتاج اللبناني خجولاً. "أحمد وكريستينا" كان أسير الطائفية السياسية والاجتماعية التي تسكن لبنان منذ عقود.. قصة لم تنقذ الكاتبة كلوديا مرشليان من رتابة أو ضعف معالجتها، بل زادت الأمور تعقيداً. إضافة إلى أن إنتاج القصة اللبنانية التقليدية لم يكن على القدر الذي انتظره اللبنانيون فغابت الحبكة. لكن لا بد من الإشارة الى نجاح جزئي حققه المخرج سمير حبشي في العمل لجهة التصوير وتقطيع الأحداث ثم ربطها بالوقت والمدة الزمنية إضافة الى الحرفية العالية في الديكور والألوان التي اختارها، لكن حبشي هو أيضًا وقع ضحية القصة البسيطة والتي لم تأت بجديد فحصرت المخرج.
"قلبي دق"
مسلسل لبناني آخر، حقق في لبنان نسبة مشاهدة عالية كتبته الممثلة كارين رزق الله وأخرجته بإمكانات متواضعة غادة دغفل، تخطى في مفهومه إطار الدراما اللبنانية على الرغم من كافة الانتقادات لكنه أكسب أبطاله نجاحاً محلياً، حمل الكاتبة إلى طريق جديد في استغلال هذا النجاح وتوظيفه لمصلحتها، على الأقل في لبنان.
اقرأ أيضاً: دراما 2015... هؤلاء الرابحون والخاسرون
العهد
طرح الكاتب محمد أمين راضي في مسلسل "العهد" رؤيته للشر كما في معظم الأعمال الدرامية التي قدمها من قبل. راضي دافع عن فكرة "العهد" قائلاً إن فكرة المسلسل هي وجهة نظر نعيشها جميعاً في الواقع. مضيفاً: "الحياة تتأرجح بين الخير والشر". وعندما كتب سيناريو "العهد" كان واضحاً في أسئلته عن سبب الوجود في الحياة وكيفية العيش بين كفي الخير والشر.
رؤية محمد أمين راضي تعالج قضايا مختلفة موجودة في كل زمن وعصر منها شكل العلاقات الإنسانية من خلاف واختلاف والخير والشر، على أساس أن هذه المصطلحات لم يتغير مفهومها منذ أيام النبي آدم حتى اليوم. كل هذه المعطيات دفعت المسلسل إلى المراتب الأولى رغم قليل من السوريالية في الحبكة وشاركت الممثلة كندا علوش وصبار مبارك وشيرين رضا.
(فيسبوك)
الدراما السورية
استطاعت الدراما السورية الصمود عاماً إضافياً أمام التحديات الكثيرة التي واجهتها. من دمشق والمحافظات السورية بلغ الإنتاج الدرامي للمسلسلات السورية هذا العام اكثر من ثلاثين مسلسلاً، نُفذ جزء كبير منها في بيروت بعدما فضّل المنتج السوري، لبنان الأقرب إليه جغرافياً، ودخلت المنافسة السورية على الخط البياني لأبرز المسلسلات التي لاقت نجاحاً متفاوتًا.
العرّابان
التناقس بين شركتي "كلاكيت" و"سما الفن الدولية" دفع إلى إنتاج قصتين متشابهتين في الفكرة لمسلسل واحد هو "العراب" فيما اختارت "كلاكيت" عنوان آخرللعمل العالمي فكان "نادي الشرق" الذي جمع باسم ياخور وأمل بوشوشة وجمال سليمان. بينما عمل سلوم حداد وعاصي الحلاني وسلاف معمار في "العراب". وعلى الرغم من تفوق تقنيات ومعالجة القصة بين العملين تقدّم "نادي الشرق" على غريمه ومنافسه وربح هذا العام. ربما كانت رؤية المخرج حاتم علي أكثر دقة من زميله المثنى صبح الذي كان على عجلة من أمره في الانتهاء من المسلسل الذي امتد تصويره حتى الأيام الأخيرة من شهر رمضان أي تزامناً مع العروض اليومية، ما أضعف الحبكة قليلاً إضافة إلى برودة الممثلين في "العراب" فوقع العمل في شر المنافسة والتسابق على كعكة القصة التاريخية.
من العراب (أضواء المدينة)
غداً نلتقي
صورة مغايرة لـ"العراب" كانت في مسلسل "غدا نلتقي" الذي اعتبر واحداً من أفضل الاعمال السورية التي عالجت الأزمة السورية في طرح بدا أقرب إلى لغة الناس بعيداً عن أي تفسيرات أخرى، فلم يضع العمل التلفزيوني نفسه كطرف في الصراع بل عاين الأماكن والشخوص التي أدت إلى كل هذا النجاح والثقة اللذين حظي بهما العمل. وكان لتناغم الممثلين كاريس بشار ومكسيم خليل وعبد المنعم عمايري ونظلي الرواس إضافة واضحة للعمل.
(Getty)
حرائر
"حرائر" من بطولة الممثل أيمن زيدان والممثلة سلاف فواخرجي، وهو من تأليف عنود خالد وإخراج باسل الخطيب. موضوع المسلسل بدا مختلفاً عن أعمال البيئة الشامية التي انتشرت قي العقد الأخير. يدور العمل حول المجتمع السوري خلال فترة الاحتلال العثماني. وقد أدى زيدان فيه دور الرجل الشرقي الذي لا يعترف بحقوق المرأة، وسبق له أن صرّح أنّ "هذا العمل مميّز باختياره شخصيّات موثقة لها علاقة بالتاريخ وبخاصة في العام 1915". بينما تلعب سلاف فواخرجي دور المرأة المكافحة في المجتمع السوري التي ترفض الظلم فهي تطالب بحقوقها التي لا يعترف بها المجتمع المحافظ.
الدراما الخليجية والأردنية
دخلت الدراما الأردنية على الخط الموازي لأعمال الخليج من خلال مسلسل"حنايا الغيث" الذي جمع الممثل منذر رياحنة والممثلة لونا بشارة، وقد حملنا إلى البداوة بقصة متقنه من ناحية الإنتاج.. "الغيث" رجل بدوي عاشق لـ "حنايا"، وحبّه لها تخطّى كل الحدود بالرغم من الحواجز التي اعترضته، نافذة جديدة ربحت المنافسة هذا العام في معالجة للأعمال البدوية على الرغم من سجن هذه الأعمال في قالب ضيق لكن المحاولة كانت جيدة.
كما شهدت الدراما الخليجية نشاطاً جيداً في مسلسل "لو أني أعرف خاتمتي" بطولة الممثل عبدالمحسن النمر والممثلة هيفاء حسين. ووصف النقاد في الخليج العمل بأنه من أرقى الأعمال الدرامية، بالرغم من تراجع المستوى الدرامي وذلك بسبب عدم ثقة المنتج وغياب النصوص القوية عن التنفيذ وهذا ما قلل من المسلسلات هذا العام.
هيفا حسين وعبد المحسن النمر "لو أني اعرف خاتمتي" (talpa)
الدراما اللبنانية
أما الدراما اللبنانية فقد تراجعت، فعدا الاعمال المشتركة التي قدمت وجمعت عدداً من الممثلين من لبنانيين وخليجيين فقد كان الإنتاج اللبناني خجولاً. "أحمد وكريستينا" كان أسير الطائفية السياسية والاجتماعية التي تسكن لبنان منذ عقود.. قصة لم تنقذ الكاتبة كلوديا مرشليان من رتابة أو ضعف معالجتها، بل زادت الأمور تعقيداً. إضافة إلى أن إنتاج القصة اللبنانية التقليدية لم يكن على القدر الذي انتظره اللبنانيون فغابت الحبكة. لكن لا بد من الإشارة الى نجاح جزئي حققه المخرج سمير حبشي في العمل لجهة التصوير وتقطيع الأحداث ثم ربطها بالوقت والمدة الزمنية إضافة الى الحرفية العالية في الديكور والألوان التي اختارها، لكن حبشي هو أيضًا وقع ضحية القصة البسيطة والتي لم تأت بجديد فحصرت المخرج.
"قلبي دق"
مسلسل لبناني آخر، حقق في لبنان نسبة مشاهدة عالية كتبته الممثلة كارين رزق الله وأخرجته بإمكانات متواضعة غادة دغفل، تخطى في مفهومه إطار الدراما اللبنانية على الرغم من كافة الانتقادات لكنه أكسب أبطاله نجاحاً محلياً، حمل الكاتبة إلى طريق جديد في استغلال هذا النجاح وتوظيفه لمصلحتها، على الأقل في لبنان.
اقرأ أيضاً: دراما 2015... هؤلاء الرابحون والخاسرون