وعمدت الدراسة، التي صدرت اليوم الإثنين، وأعدها كل من عاموس يادلين، مدير المركز والرئيس الأسبق لشعبة الاستخبارات العسكرية "أمان"، وتسفي مغان، الباحث في المركز والسفير الإسرائيلي الأسبق في موسكو، إلى وضع تفسيرات محتملة لمبادرة روسيا طرح فكرة تشكيل لجنة تشرف على إخراج القوات الأجنبية من سورية، بمشاركة إسرائيل ونظام بشار الأسد.
وأشارت الدراسة إلى أن مبادرة بوتين إلى طرح فكرة تشكيل اللجنة، يمكن تفسيره على أنه إما مقدمة لإضفاء شرعية على طرد القوات الإيرانية، أو أنه جاء لتوفير مسار يضفي مصداقية على المطالبة بطرد إسرائيل من هضبة الجولان المحتل.
وقالت الدراسة إن روسيا قد تكون معنية بطرد إيران من سورية، على اعتبار أن هذا التطور قد يسهم في إخراجها من العزلة الدولية، ويساعدها على الانفتاح على المجتمع الدولي، ولتوفير بيئة تساعد على الشروع في إعادة إعمار هذا البلد.
ولفتت الدراسة إلى أن إعلان الدول الغربية بشكل واضح رفضها الاستثمار في مشاريع إعادة إعمار سورية قبل انجاز حلٍّ سياسي هناك، قد يمثل محفزاً للروس للابتعاد عن الإيرانيين، مشيرة إلى أن قرار الولايات المتحدة سحب قواتها من سورية، يجعل موسكو لوحدها في مواجهة تحديات الساحة السورية.
وبحسب معدي الدراسة، فإن روسيا انزعجت من الزيارة التي قام بها الأسد مؤخراً إلى إيران، مشيرة إلى أن خطوته هذه لم يتم تنسيقها مسبقاً مع موسكو.
وبحسب الدراسة كذلك، فإن هناك احتمالاً أن تكون روسيا معنية بتشكيل اللجنة، بهدف توفير بيئة لتحسين العلاقة مع إسرائيل وبين الدول الخليجية التي تأمل موسكو أن تساهم في تنفيذ مشاريع إعادة الإعمار.
ولم تستبعد الدراسة أن تكون روسيا معنية بإخراج القوات الإيرانية والتعاون مع إسرائيل في سورية، على اعتبار أن ذلك يمكن أن يساعد على تحسين العلاقة بين موسكو وواشنطن.
أما الاحتمال الثاني الذي تشير الدراسة إليه، كتفسير محتمل لمبادرة روسيا تشكيل اللجنة، فيتمثل في أن موسكو معنية تحديداً بمواصلة التعاون مع إيران في سورية، وفي الوقت ذاته الابتعاد عن إسرئيل.
وأوضح معدا الدراسة أن هذا التفسير ينسجم مع التقديرات الأميركية والإسرائيلية بأن موسكو غير معنية وغير قادرة على إخراج القوات الإيرانية من سورية، مشيرين إلى أن موسكو لم تف حتى الآن بتعهدها بإبعاد القوات الإيرانية والمليشيات الشيعية من منطقة الحدود في الجولان، رغم التزامها بذلك أمام إسرائيل.
ولفتت الدراسة إلى أن كلاً من روسيا وإيران ترتبطان بمصالح مركزية، على رأسها ضمان استقرار نظام الأسد، وإخراج القوات الأميركية من سورية، مشيرة إلى أنه من غير المستبعد أن تكون موسكو معنية بتشكيل اللجنة من أجل توفير مسار لإجبار إسرائيل على وقف عملياتها في سورية.
ويلفت معدا الدراسة إلى أن ما يدلل على أن روسيا معنية من خلال تشكيل اللجنة بتوفير ظروف تسمح بتواصل التعاون مع إيران، هو حقيقة أنها تطالب بإشراك نظام الأسد في اللجنة، مع إدراكها أن فرص أن يوافق النظام على المشاركة في لجنة تشارك فيها إسرائيل تصل إلى الصفر.
ولم تستبعد الدراسة أن تطالب روسيا أثناء انعقاد اللجنة إسرائيل بالانسحاب من هضبة الجولان المحتل، على اعتبار أن وجودها هناك يمثل "طرفاً أجنبياً".
وأضافت الدراسة أن إسرائيل تتحفظ على المشاركة في لجنة يشارك فيها نظام الأسد، على اعتبار أن النظام قد يستغل المشاركة الإسرائيلية في اللجنة، للمطالبة بالانسحاب من الجولان.
وأشارت الدراسة إلى أنه لم يتضح ما إذا كان تراجع عدد الغارات التي تشنها إسرائيل داخل سورية يعود إلى وقف إيران تمركزها العسكري في هذا البلد، أم هو حصل بناء على طلب روسيا.
وبحسب الدراسة أخيراً، فإنه لم يتضح حتى الآن ما إذا كان حدث تغيير على منظومة التنسيق التي تضمن عدم حدوث احتكاكات بين الجيشين الروسي والإسرائيلي، أثناء تنفيذ الأخير عملياته في العمق السوري.
ولفت معدا الدراسة إلى أنه لم يتضح بعد إن كان بوتين قد التزم أمام نتنياهو بعدم تمكين نظام الأسد من استخدام منظومة الدفاع الجوي المتطورة "إس 300"، أم لا.
وأشارت الدراسة إلى أن روسيا التي لا ترى أن في وجودها في سورية وجوداً أجنبياً، تطالب أيضاً بإخراج القوات الأميركية والتركية.
ولفتت الدراسة إلى أنه بخلاف بوتين، فإن المؤسسة الأمنية الروسية تتبنى موقفاً متشدداً إزاء إسرائيل، وتتحفظ على تطوير التعاون معها.