دراسة حكومية أميركية تبيّن تأثير ضوء الشمس على كورونا

29 ابريل 2020
التجربة تحاكي ضوء الشمس الطبيعي بدقة كبيرة (مات كاردي/GETTY)
+ الخط -
كشفت وزارة الأمن الداخلي في الولايات المتحدة لوكالة "فرانس برس"، الثلاثاء، تفاصيل جديدة تتعلّق بدراستها المرتقبة حول طريقة تدمير الأشعة فوق البنفسجية لفيروس كورونا. وأكّدت أنّ تجربتها تحاكي ضوء الشمس الطبيعي بدقة كبيرة. جرى تقديم ملخّص عن هذا البحث، الأسبوع الماضي، في البيت الأبيض مع مطالبة بعض العلماء بالتروّي، حتى يتمّ نشر تقرير أكثر شمولاً. وقد أثار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الأسبوع الماضي، تساؤلات عدّة عندما طرح خلال المؤتمر الصحافي اليومي الذي يعقده لبحث آخر المستجدات المتعلقة بفيروس كورونا، إمكانيّة أن يصبح الضوء علاجاً طبياً.
وكان المسؤول في الوزارة، وليام براين، قد صرّح لوسائل الإعلام أنّ كميّة الفيروس على سطح غير مسامي تقلّصت بمقدار النصف في دقيقتين، تحت ضوء الشمس، وكانت درجة الحرارة ما بين 21 و24 درجة مئوية والرطوبة 80%. وأضاف أنّ كمية الفيروس المعلّقة في الهواء، تقلّصت إلى النصف في 1.5 دقيقة، عندما كانت الرطوبة 20% وبدرجة حرارة الغرفة. وشكّلت هذه النتائج مفاجأة للخبراء، لأنّ الجزء الأكبر من ضوء الأشعة فوق البنفسجية الموجود في ضوء الشمس الطبيعي، ينتمي إلى نوع فرعي يسمى "يو في إيه" يتسبّب في تسمير البشرة والتجاعيد المبكّرة، لكنه لم يثبت أنه يقضي على الفيروسات، وفق ما قال ديفيد برينر، مدير "مركز البحوث الإشعاعية" في كلية كولومبيا للطب لوكالة "فرانس برس".
من جهة أخرى، يبدو جزء من هذا الإشعاع، الذي يُسمى "يو في سي"، فعالاً خصوصاً في تشويه المواد الوراثية لخلايا الحيوانات والفيروسات، ويُستخدم على نطاق واسع في مصابيح التعقيم (الأشعة فوق البنفسجية المبيدة للجراثيم)، لكنه غير موجود في ضوء الشمس لأنّ الغلاف الجوي للأرض يمنع وصوله. ورداً على سؤال عن تفاصيل إضافية حول نوع ضوء الأشعة فوق البنفسجية الذي تمّ استخدامه، قال لويد هاف، وهو عالم في الوزارة يشرف على الإختبار: "صُمم طيف الضوء الذي تمّ استخدامه، بشكل مشابه جداً لضوء الشمس الطبيعي الذي تمكن رؤيته عند الظهر على مستوى البحر، في موقع خطوط العرض الوسطى (على سبيل المثال وسط المحيط الأطلسي 40 درجة شمالاً) في اليوم الأول من الصيف". وأوضح ناطق باسم الوزارة، أنّ الاختبار الذي أجري في المركز الوطني لتحليل الدفاع البيولوجي والتدابير المضادة في ميريلاند، تناول قطرات من اللّعاب المحاكي على سطح من الفولاذ المقاوم للصدأ. وقال برينر الذي يُجري بحثاً في مجال آخر من طيف الأشعة فوق البنفسجية، يُسمى الأشعة فوق البنفسجية البعيدة التي تقتل الميكروبات دون اختراق الجلد البشري، إنّ نتائج الوزارة لم تتوافق مع الأبحاث السابقة. وأوضح أنّ "هناك ورقة بحثية تمّت مراجعتها من قبل المطبوعات الصادرة عن إدارة الأغذية والعقاقير الأميركية FDA، تُظهر أنّ فيروس سارس-كوف لم يستجب لضوء الأشعة فوق البنفسجية (رغم أنه استجاب لضوء يو في سي)".
وأضاف أنّه "من المنطقي الافتراض أنّ كلّ الفيروسات التاجية تستجيب بالطريقة نفسها تقريباً مع الضوء".

(فرانس برس)
المساهمون