دراسة حديثة: الغناء أسرع وسيلة لتقريب البشر

30 أكتوبر 2015
الغناء لتقريب الناس (GETTY)
+ الخط -
أظهرت دراسة علمية حديثة أنّ الأغاني هي الوسيلة الأقوى لتقريب الناس من بعضهم البعض.

واختبر فريق من جامعة أوكسفورد في بريطانيا أثر الأغاني على مجموعة من الأشخاص الذين شاركوا في صفوف غناء وأعمال يدوية وفنيّة، وكتابة إبداعية.

واعتمدت الدراسة التي التقى فيها المشاركون مرّة أسبوعياً على مدى سبعة أشهر، على اختبار مفعول الأغاني في النفوس، وتأثيرها في تحطيم الحواجز بين الناس، وتبيّن أنّ المشاركين في صفوف الغناء تعارفوا وتقاربوا من بعضهم البعض بسرعة أكبر من أولئك الذين التحقوا بالصفوف الأخرى.

من جانبها قالت قائدة الدراسة، الدكتورة إيلوند بيرس، المتخصصة في علم النفس التجريبي، إنّ الفروق الرئيسية بين البشر وغيرهم من الكائنات أنّنا نستطيع أن نتواجد ضمن مجموعات اجتماعية أكبر بكثير منهم.

وأكملت أنّ الغناء موجود في جميع المجتمعات البشرية، ومن الممكن مساهمة غالبية الناس به، وأشارت إلى أنّ الغناء هو إحدى الطرق التي يمكننا من خلالها بناء تماسك اجتماعي حين نفتقد للوقت الكافي لبنائها بين كلّ شخصين على حدة في مجموعات كبيرة.

ولفتت بيرس إلى أنّهم أرادوا أن يكتشفوا إن كان هناك شيء خاص بالغناء ينتج عنه سرعة في تقوية الروابط البشرية.

بيد أن النتائج جاءت مخالفة لتوقّعاتهم، إذ اعتقدوا أنّ أعضاء صفوف الغناء ستكون علاقتهم لدى نهاية الفصل أقوى من بقيّة الصفوف، لكن الروابط كانت متينة ومتساوية في مختلف المجموعات.

أمّا الفارق الوحيد بين المشاركين في صف الغناء عن غيرهم هو أنّهم أظهروا صداقات وروابط قويّة بينهم في الشهر الأوّل من الدراسة بينما أخذ أعضاء المجموعات الأخرى وقتاً أطول للتعارف والتقارب.

من جهته قال هوارد كروفت، مدير مشروع "رابطة العمّال التعليمية"، إنّه سعيد لمشاركته في الدراسة التي توصّلت إلى أنّ للغناء دوراً مهمّاً في تقوية الروابط البشرية بسرعة.

كذلك لفت الدكتور جاك لوناي إلى أنّ الدراسة تبقى جزءاً من سلسلة دراسات حول تأثير الغناء في ترابط الحياة الاجتماعية، وخصوصاً أنّ الموسيقى شكّلت جزءاً من ثقافات جميع الشعوب عبر التاريخ.

والجدير بالذكر أنّ المساهمين في جميع الأنشطة تعارفوا على بعضهم البعض مع مرور الوقت، وفق علماء الدراسة التي نشرت في مجلة "Royal Society’s Open journal". لكن بقي مفعول الغناء الأقوى في توحيد وتقريب جميع أفراد المجموعة بسرعة ملحوظة.

وتعتبر "الأميش"، وهي طائفة مسيحية نشأت في العصور الوسطى، خلال فترة بروز حركات مسيحية إصلاحية، إحدى الطوائف المسيحية التي تحرّم الغناء. ويبلغ عدد أعضائها حالياً نحو 249 ألف يعيشون في الولايات المتحدة وكندا.

أمّا في الإسلام فهناك خلاف بين الفقهاء في مختلف العصور حول الغناء، ويقول بعض الشيوخ إنّه لا يوجد نص صريح للتحريم.

دلالات