دراسة: الشعور بالتقزز يحمي من الأمراض

07 يونيو 2018
آلية دفاعية مهمة طورها البشر (Getty)
+ الخط -
أكدت دراسة حديثة نشرتها مجلة Philosophical Transactions of the Royal Society، أن الشعور بالتقزز آلية دفاعية مهمة طورها البشر لحمايتهم من الأمراض المعدية، قبل اكتشاف المجاهر التي مكنت العلماء من فهم مسببات الأمراض.

وقالت البروفيسورة فال كورتيس، مؤلفة الدراسة ومديرة مجموعة الصحة البيئية في كلية لندن للصحة: "قد يكون وجود الشعور بالتقزز أو عدمه مؤشرًا جيدًا على الأشياء التي يمكن أن تسبب لنا المرض"، مؤكدة أن ارتباط محفزات الاشمئزاز بالعوامل التي تنقل لنا الأمراض المعدية ليس على سبيل المصادفة حتمًا، وفقًا لموقع "سي إن إن".

وخضع للدراسة حوالي 2500 مشارك عبر الإنترنت متوسط أعمارهم 28 عامًا وثلثاهم من النساء، ووجهت لهم أسئلة متعددة حول الأشياء التي قد تشعرهم بالقرف، وطلب منهم تصنيفها على مقياس يبدأ بعدم الشعور نهائيًا بالاشمئزاز وينتهي بالشعور بالتقزز الشديد.

واكتشف الباحثون أن أكثر ما أثار تقزز المشاركين كان يتعلق بالجروح المتقيحة تليها الأمور المرتبطة بعدم الالتزام بالنظافة، مثل رائحة الجسم السيئة، ما ساعد على تصنيف محفزات التقزز ضمن 6 فئات تشمل: قلة النظافة، الحيوانات والحشرات التي تسبب المرض، ممارسة الجنس مع شركاء متعددين بشكل متكرر خلال فترة قصيرة، المظهر أو السلوك غير النمطي كتشوهات الجسد أو السعال، الآفات والجروح والدمامل، الطعام الفاسد.

وأكدت البروفيسورة كورتيس أن الجنس، من وجهة نظر تطورية، جذاب بالنسبة للبشر، لأنه الوسيلة الوحيدة للإنجاب، إلا أنه في الوقت نفسه محفز للشعور بالتقزز إلى حد ما لأنه أحد الأمور التي تنقل الأمراض.

وأثنى بول روزوين، أستاذ علم النفس في جامعة بنسلفانيا، على الدراسة، مشيرًا إلى أن الشعور بالتقزز قد يكون أمرًا فطريًا، إلا أن تحليله يجب أن يتضمن دراسة العوامل الثقافية بالإضافة إلى العوامل البيولوجية، في حين أكدت جانا سكيش بورغ، الأستاذة المساعدة في معهد دوق لعلوم الدماغ بولاية كارولينا الشمالية في أميركا، أن دراسة أهداف التقزز على القدر نفسه من أهمية دراسة آليته العصبية.


وأشارت بورغ في بحث منفصل خاص بها، إلى وجود شبكة من المناطق الدماغية المسؤولة عن الشعور بالتقزز، وقالت: "من المثير للاهتمام أن هذه الشبكة تتداخل مع المناطق الدماغية المسؤولة عن الشعور بالتعاطف والتقييم الأخلاقي"، كما تحاول اليوم مع زملائها تسليط الضوء على هذا الاكتشاف ليساعد في دراسة المشاعر الإنسانية والتقييمات الأخلاقية بشكل أفضل.

وتأمل البروفيسورة كورتيس في توظيف الشعور بالاشمئزاز لخدمة الصالح العام في حملات تغيير السلوك، مثل دفع الناس لبناء دورات مياه وغسل أياديهم بالماء والصابون في مناطق كالهند وتنزانيا.

المساهمون