دراسة: الإنسان تزاوج مع أنواع منقرضة لفترات طويلة

21 مارس 2016
الإنسان تزوج من سلالات منقرضة(Getty)
+ الخط -
توصل باحثون في علم الوراثة والسلالات البشرية، إلى أن الإنسان العاقل تزاوج مع أنواع منقرضة لفترات طويلة، حسب ما أظهر تحليل المعلومات الوراثية، المأخوذة من نحو 1500 شخص من مواقع شتى في أرجاء المعمورة.

وأوضح العلماء حدوث أربع وقائع من التزاوج الداخلي أو زواج الأقارب على الأقل منذ عشرات الآلاف من السنين، منها ثلاث مع أبناء عمومتنا من إنسان (النياندرتال) وواحدة مع نوع منقرض غامض من الجنس البشري يدعى مجموعة إنسان (دينيسوفان).

وحسب نتائج هذه الدراسة، يمثل السكان الذين يعيشون على جزر ميلانيزيا النائية بالمنطقة الاستوائية، المجموعة البشرية الوحيدة التي تمتلك مستوى لا بأس به من نسل السلالة البشرية لأسلاف من إنسان دينيسوفان. ولدى هؤلاء السكان من ميلانيزيا أيضا، مثلهم مثل معظم العشائر البشرية الأخرى، آثار من النسل الوراثي لأجدادنا الأوائل النياندرتال.

لكن الباحثين وجدوا أن بعض الجينات الموروثة من هذه الأنواع البشرية المنقرضة ذات فائدة لجنسنا البشري.

وقال جوشوا آكي، عالم الوراثة والتطور بجامعة واشنطن، الذي أسهم في هذا البحث المنشور بدورية علوم، إن الكثير من هذه الجينات يرتبط بالجهاز المناعي وربما أسهم في الوقاية من الكائنات المسببة للأمراض، ولعب البعض منها دورا مهما في بيولوجيا الشعر والجلد.

وقام الباحثون بتحليل تسلسل الحمض النووي الريبوزي (دي إن أيه) من 35 شخصا يعيشون في جزيرة ميلانيزيا الشمالية، قبالة سواحل غينيا الجديدة، ووجدوا أن لدى هؤلاء السكان نحو اثنين في المائة من موروثات إنسان النياندرتال، علاوة على مادة وراثية إضافية تمثل نسبة تتراوح بين اثنين إلى أربعة في المائة من إنسان دينيسوفان.

وقال آكي، إن العشائر البشرية من غير الأفارقة التي تناولتها الدراسة كان لديها نسبة تتراوح بين 1.5 إلى 4 في المائة من إنسان النياندرتال، أما العشائر الأفريقية فلم يكن لديها أي موروثات من نسلي إنسان النياندرتال أو دينيسوفان لأن هذين النسلين لم يعيشا على أراضي هذه القارة.

ولم يتم اكتشاف إنسان الدينيسوفان إلا في السنوات العشر الأخيرة، وأمكن الاستدلال عليه من خلال عظام الأصابع والأسنان التي عثر عليها في كهف بشمال سيبيريا.

وازدهر إنسان النياندرتال المتين البنيان، الكثيف شعر الحاجبين في ربوع قارتي أوروبا وآسيا منذ نحو 350 ألف عام، وانقرض بعد وقت قليل منذ 40 ألف عام وبعد أن وطئ الإنسان الحديث أوروبا قادما من أفريقيا. أما إنسان الدينيسوفان فلا يعرف عنه الكثير.

وقال آكي، إن حقيقة أن الآثار الوحيدة المعروفة عن إنسان الدينيسوفان، قد عثر عليها في شمال سيبيريا، لكن تم رصد موروثها الجيني في أناس كانوا يعيشون في مناطق بعيدة بجزر ميلانيزيا، تشير إلى أن إنسان دينيسوفان كان لديه انتشار جغرافي واسع يمتد في أنحاء آسيا.

وقال أندرو ميريويذر، عالم السلالات البشرية الجزيئية بجامعة برمنغهام، إن الباحثين رصدوا أيضا إسهاما وراثيا في الجينوم البشري من مصدر رابع مجهول.

وأضاف "لذا فإن ذلك يرسم صورة يحتمل أن تضم أربعة أنواع على الأقل من جنسنا البشري، وأنواعا بشرية أخرى منقرضة كانت تعيش آنئذ وظلت تتزاوج داخليا على مدى عصور استمرت 100 ألف عام".

وعلى الرغم من السمعة التي عفا عليها الزمن، القائلة بأن إنسان النياندرتال كان أخرق ومتواضع القدرات الذهنية، ولم يكن بمقدوره البقاء على قيد الحياة ومغالبة إنسان العصر الحديث، الحاذق والأكثر ذكاء، يقول العلماء إنه كان يتمتع بتوقد الذكاء وبقدرات ماهرة في الصيد، وربما يكون قد استخدم لغة للتخاطب والتواصل، والإشارات الرمزية علاوة على القدرة على استئناس النار.


اقرأ أيضا:باحثون يحددون الجين المسؤول عن الشَيْب

دلالات
المساهمون