دراسة أميركية تؤكد عدم قدرة هيدروكسي كلوروكين على معالجة كورونا

17 يوليو 2020
قلل باحثون من قدرة الدواء على علاج المرضى (Getty)
+ الخط -

وجد باحثون في جامعة مينيسوتا الأميركية أنّ هيدروكسي كلوروكين لم يساعد المرضى الذين يعانون من حالات حديثة ومعتدلة من "كوفيد 19".

وساهم الدواء الذي يتم تناوله عادة لعلاج الملاريا والتهاب المفاصل والذئبة، في تفاقم التوترات بين البيت الأبيض وأنتوني فاوتشي، مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية، بعد وصف  الرئيس الأميركي دونالد ترامب  مرارًا له بأنه علاج محتمل لفيروس كورونا.

وأظهرت الدراسة الجديدة أن دواء هيدروكسي كلوروكوين لم يكن فعالاً لعلاج الإصابات المعتدلة من فيروس كورونا، بعد القيام بتجربة عشوائية نشرت النتائج في مجلة Annals of Internal Medicine الأميركية، يوم الخميس.

وشملت الدراسة التي أجراها الباحثون نحو 491 من البالغين، وأظهرت أن الدواء لم يعمل بشكل أفضل من العلاج الوهمي في الحد من شدة الأعراض على مدى 14 يومًا. 

ووفق صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، فقد تم تسجيل المرضى في تجربة مينيسوتا خلال الأيام الأربعة الأولى من ظهور الأعراض، وتمت مراقبتهم  في مكاتب الأطباء أو العيادات الخارجية،  فيما تلقى نصف المشاركين، لمدة خمسة أيام،  هيدروكسي كلوروكين، بينما تلقى النصف الآخر دواء وهمياً.

وأظهرت النتائج أنّ 43% من الأشخاص الذين تناولوا هيدروكسي كلوروكين عانوا من آثار جانبية مقارنة بـ 22% من المجموعة التي تناولت الدواء الوهمي، كما أن ربع المجموعة التي تناولت هيدروكسي كلوروكين بقيت تعاني من الأعراض لمدة أسبوعين، بحسب ما جاء في صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية.

فشل في العلاج
وكانت دراسة مشابهة، نشرت قبل وقت قصير في إسبانيا، في مجلة Clinical Infectious Diseases، قد أشارت إلى أن الدواء لم يقلل الوقت الذي يعاني فيه المرضى من الأعراض أو من خطر دخول المستشفى للمرضى الذين يعانون من أعراض خفيفة من الفيروس.

وقال كاليب سكيبر،  المؤلف الرئيسي للتجربة، لصحيفة "واشنطن بوست": "تبين أنه لا يوجد دليل مقنع على أن هيدروكسي كلوروكين يمكن أن يمنع كوفيد 19 أو يقلل من شدة المرض بعد ظهور أعراض مبكرة". 

من جهته، وصف ديفيد بولوير، طبيب الأمراض المعدية في جامعة مينيسوتا وأحد الباحثين في التجربة، أن الغاية من الدراسة "كانت إظهار قدرة الدواء على معالجة كوفيد 19 وتجنب دخول المستشفى، لكن النتائج كانت مخيبة للأمل".

من جهتها، أعتبرت جين مارازو،  أخصائية الأمراض المعدية في جامعة ألاباما في برمنغهام، والتي لم تشارك في الدراسة، أنّ البيانات الجديدة "مهمة لأن بعض الأطباء توقعوا أن الدواء سيكون مفيدًا إذا تم إعطاؤه في وقت مبكر من مسار المرض". وأضافت : "ربما كان الأمل يكفي فقط للحد من شدة الغزو الفيروسي، وإخراج الناس من المرحلة الأولى من المرض قبل أن يتفاقم، لكن نتائج الدراسة كانت واضحة".

وأظهرت التجارب السابقة أن الدواء ليس فعالاً في علاج مرضى الأوعية الدموية، بالرغم من أن دراسة نشرت أظهرت انخفاضاً كبيراً في معدل الوفيات بين المرضى في المستشفيات الذين تم إعطاؤهم الدواء في وقت مبكر، لكن النقاد قالوا إن الدراسة تشوبها العديد من عيوب التصميم.

أما الدكتور نيل شلوجر، من كلية الطب في نيويورك، فقد أكد أنّ "الدراسة تقدم دليلاً قوياً على أن هيدروكسي كلوروكين لا يقدم أي فائدة للمرضى الذين يعانون من أمراض خفيفة".

وHydroxychloroquine هو دواء ملاريا يستخدم أيضًا في التهاب المفاصل الروماتويدي والذئبة. أصبح من أكثر الادوية المثيرة للاهتمام على المستوى السياسي والصحي، بعد ترويجه من قبل الرئيس ترامب مرارًا وتكرارًا في وقت سابق من هذا العام وحتى اعترافه بأنه استخدمه كإجراء وقائي محتمل.

المساهمون