دراسة:"حزب الله" عزز قدراته العسكرية في القتال بجانب الروس

18 يناير 2016
تشير الدراسة لاكتساب حزب الله خبرات قتالية جديدة(فرانس برس)
+ الخط -

"في الوقت الذي ركز فه جيش الاحتلال وأجهزة الاستخبارات العسكرية على أبعاد وتأثيرات تورط حزب الله في القتال إلى جانب النظام في سورية، اتضح أن الحزب، وبفضل قتال عناصره إلى جانب عناصر من الجيش الروسي، منحه فرصة للتدريب، واكتساب خبرات قتالية جديدة ومهمة على مستوى الحرب الهجومية وتخطيط عملياتها".

هذه خلاصة دراسة وضعها باحثان إسرائيليان، أحدهما عقيد سابق في جيش الاحتلال، وهو موني كتاس، قائد "اللواء 91" المسؤول عن تأمين الحدود الشمالية مع لبنان، ونشرتها صحيفة "مآرتس" الإسرائيلية اليوم الاثنين.

وقال التقرير، إن البحث يشير إلى "أن الواقع الجديد وهذه التجربة لعناصر الحزب، قد تنعكس، أيضاً، على استراتيجيته القتالية".

وبحسب دراسة العقيد موني كاتس، وزميله الباحث نداف بولك، فإن "استراتيجية عقيدة حزب الله القتالية كانت لغاية الآن دفاعية، اعتمدت على عدم الخسارة من خلال إطالة أمد القتال مع إسرائيل، وضرب الجبهة الداخلية بالقذائف والصواريخ ورفع كلفة العدوان".

اقرأ أيضاً: حزب الله وسياسته اللبنانية: نموذج لمواجهة السعودية بالوكالة

لكن القتال والخبرات التي امتلكها قادة حزب الله وعناصره، حسب الدراسة، جاءت، بفعل "ما لمسوه وشاهدوه من أداء أحد أكبر الجيوش في العالم، وهو الجيش الروسي، ما أتاح له للمرة الأولى منذ تأسيسه، أن يدير مناورات هجومية مهمة في سياق حربه ضد الثورة والثوار في سورية، وهي خبرات من شأن حزب الله أن يكنزها ويستخدمها لاحقاً في المواجهة ضد إسرائيل، أو حتى في تحديد موازين القوى الداخلية في لبنان، أمام قوات الجيش اللبناني النظامي وباقي الفرقاء".

ويرى واضعا الدراسة التي نشرت، أخيراً، على موقع معهد "دراسة الشرق الأوسط في واشنطن"، أن حزب الله الذي كان بمقدوره دائماً أن يصف "عدم انكساره تحت ضربات الجيش الإسرائيلي، بالنصر والصمود والإنجاز، بدأ بعد الحرب في سورية، وتحديداً بعد التدخل الروسي، يغير من منطقه القتالي في تحديد الاستراتيجية العسكرية له". فالقتال في سورية، وضع الحزب تحت واقع اضطراره إلى شن هجمات للسيطرة على مناطق محددة والمحافظة عليها تحت سيطرته فترة من الوقت. "مع استمرار خوض معارك ضد منظمات إرهابية وحرب عصابات ضد خصومه".

اقرأ أيضاً: وثيقة التدخل الروسي بسورية: لا سقف زمنياً وصلاحيات مطلقة

وهذا ما يجعله يفعِّل في هذه المعارك مئات العناصر والوحدات لشن هجمات قوية ومعقدة، لم يسبق له أن خاض مثلها، عبر استخدام أسلحة جديدة في القتال.

ويقتبس الباحثان في الدراسة المذكورة، تقارير تؤكد أن عناصر "حزب الله" والقوات الروسية، أقاما "غرف عمليات قتالية مشتركة" في دمشق واللاذقية، كما أن قوة الحزب، شاركت لأول مرة في عملية إنقاذ مقاتلة روسية تم إسقاطها في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

ويوفر هذا القتال إلى جانب القوات الروسية، لـ"حزب الله"، فرصة الاطلاع على التجربة وأنماط التفكير القتالية للضباط الروس، التي تمت صياغتها خلال الحرب الروسية في الشيشان، وامتازت بإدارة وشن معارك في بيئة حضرية مأهولة بالسكان. كما توفر هذه التجربة للحزب فرصة لتعلم استخدام أسلحة جديدة أكثر تطوراً وأكثر تعقيداً، حسب الدراسة ذاتها.

اقرأ أيضاً: وحدات استخباراتية إسرائيلية تنشط "بسهولة" في العمق السوري

ويقدم الباحثان، أنه "مثلما تعلمت سورية خلال انضمامها للتحالف الغربي والعالمي، ضد نظام صدام حسين في حرب الخليج عام 1991 استراتيجيات جديدة، طبقتها على نمط حربها مع إسرائيل، فإن من شأن حزب الله أن يغير هو الآخر عقيدته القتالية، وأن يحصل من القوات الروسية على معلومات استخباراتية، والأهم من ذلك أن يتعلم من الطرف الروسي كيفية الاستفادة من هذه المعلومات، وكيفية تحليلها وقراءتها، وسبل جمعها من مصادر جديدة ومختلفة".

ويخلص البحثان إلى القول، "يبدو أن حزب الله لم يعد مقيداً بنظرية عدم الخسارة التي واجهته على مر السنين في مواجهات مختلفة ومحتملة مع إسرائيل". 

اقرأ أيضاً: ناشطون عرب لـ"العربي الجديد": الخوف على مستقبل الثورات

المساهمون