وجّه رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، اليوم الخميس، نداءً أخيراً لكل من حزب الشعب الجمهوري (أكبر أحزاب المعارضة) وحزب الحركة القومية (يميني متطرف)، للتوافق معاً وأخذ زمام المبادرة، وعدم ترك الأمر لرئاسة الجمهورية، وذلك بالدعوة إلى الانتخابات المبكرة عبر البرلمان، وتشكيل حكومة مؤقتة لإدارة شؤون البلاد لحين الانتخابات المبكرة، وذلك بعد فشل الجهود لتشكيل حكومة ائتلافية.
وقال داود أوغلو في مؤتمر صحافي بعد الاجتماع الذي عقده مع اللجنة المركزية لحزب العدالة والتنمية، في العاصمة أنقرة: "أوجّه نداءً لجميع الأحزاب السياسية التركية، تعالوا لنتفق قبل 24 أغسطس (آب)، ولا نترك مجالاً لرئيس الجمهورية لاتخاذ القرار بالتوجّه نحو إعادة الانتخابات، فلنقم بمهامنا، ولنقم بالدعوة إلى انتخابات مبكرة عبر البرلمان ونشكل حكومة معاً لحين الانتخابات المقبلة".
واستثنى داود أوغلو حزب الشعوب الديمقراطي (ذي الغالبية الكردية) من الدعوة، قائلاً: "أوجّه نداءً لكل من دولت بهجلي، زعيم حزب الحركة القومية، وكمال كلجدار أوغلو، زعيم حزب الشعب الجمهوري، أنا مستعد للجلوس والحديث في أي وقت ما دمنا سنجد حلاً في البرلمان. احتمال تشكيل ائتلاف لم يعد قائماً، فبدلاً من تبادل اللوم دعونا نشكل حكومة".
وجاءت دعوة داود أوغلو قبل أيام من انتهاء المدة الدستورية، يوم الإثنين المقبل، وعندها يمنح الدستور لرئاسة الجمهورية الحق بالدعوة إلى انتخابات مبكرة بعد التشاور مع رئيس البرلمان، فيما بدا محاولة لإحراج الحزبين أمام الرأي العام، وخاصة أنهما كانا قد أعلنا، في وقت سابق، عدم رغبتهما في المشاركة في الحكومة المؤقتة، وأيضاً محاولة لاستبعاد حزب الشعوب الديمقراطي رغم كونه الحزب الوحيد الذي أكد بأنه سيشارك في الحكومة المؤقتة.
ويمنح الدستور التركي رئيس الجمهورية الحق بالدعوة إلى انتخابات مبكرة في حال فشل الأحزاب بتشكيل حكومة، وأيضاً يمنحه الحق بتكليف رئيس وزراء بتشكيل الحكومة على أن تكون حقائبها موزعة على الأحزاب البرلمانية بحسب عدد مقاعدها، الأمر الذي يعني حصول حزب الشعوب الديمقراطي على 3 حقائب، سيختارها رئيس الوزراء المكلف بالتشاور مع رئيس الجمهورية، حيث إن الحكومة المؤقتة لا تعرض على البرلمان للتصويت على الثقة، كما لا يضع الدستور التركي أي شروط على الرئيس أو رئيس الوزراء في توزيع الحقائب البرلمانية أو اختيار الوزراء، ويمنح للأحزاب الحق في رفض المشاركة أو الانسحاب فقط.