قال رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو "لا ينتظر أحد من تركيا تقديم اعتذار (عن إسقاط الطائرة الروسية)، نحن لن نقدم اعتذارا لأحد على حماية حدودنا، ونقدم الحساب فقط أمام شعبنا العزيز الذي منحنا المشروعية، في انتخابات 1 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي".
وأضاف داود أوغلو، في كلمة ألقاها اليوم الجمعة أمام الأكاديمية الدبلوماسية في العاصمة الأذرية باكو، "نحن استخدمنا حقنا المشروع في الدفاع عن النفس في مواجهة طائرة مجهولة الهوية، انتهكت مجالنا الجوي، وطبقنا قواعد الاشتباك المعروفة من قبل الجميع، ولا يمكن لأحد أن يلقي باللوم علينا لفعل ذلك".
وتابع داود أوغلو "أقول للرئيس الروسي وجميع المسؤولين الروس، تعالوا لنتحدث وجها لوجه، وأدعوهم لعدم اللجوء إلى استخدام حملات إعلامية تذكّر بحقبة الحرب الباردة، والترويج لمزاعم من قبيل أن تركيا تدعم داعش، إذا كانت هذه المزاعم صحيحة، فلماذا لم تطرح قبل 15 يوما من الآن؟".
ولفت داود أوغلو إلى أنه "لا توجد مشكلة بين الشعبين التركي والروسي اللذين قاما معا بتشكيل تاريخ أوروبا وآسيا. الشعب الروسي شعب أبيّ نحترمه، وعلى الجميع أن يعلم أن الشعب التركي أيضا شعب أبيّ، وينتظر احتراماً متبادلاً من الشعوب التي يحترمها".
وأكد داود أوغلو أن تركيا تقف دائما إلى جانب أذربيجان، موجهاً نداءً إلى أرمينيا، قائلا إنه في حال بدئها عملية سلام لإعادة الأراضي (إقليم قره باغ) إلى أصحابها في إطار سلمي، يمكنها أن تنضم إلى التحالف بين تركيا وجورجيا وأذربيجان.
وقال داود أوغلو، إن تركيا ستستمر دائما في الوقوف إلى جانب الشعب السوري، والشعب الأذري يفهم ذلك جيدا، لأن من يهرب من أبناء الشعب السوري من القصف والاحتلال، يحتفظ لدى تركيا بنفس المكانة التي حظي بها مليون أذري اضطروا إلى ترك إقليم قره باغ (الأذري الذي تحتله أرمينيا).
تجدر الإشارة، أن أرمينيا تحتل إقليم "قره باغ" (غربي أذربيجان)، منذ عام 1992، ونشأت الأزمة بين البلدين عقب انتهاء الحقبة السوفييتية، حيث سيطر انفصاليون مدعومون من أرمينيا على الإقليم الجبلي، في حرب دامية راح ضحيتها نحو (30) ألف شخص.
ورغم استمرار التفاوض بين البلدين منذ وقف إطلاق النار عام 1994، إلا أن المناوشات المسلحة على الحدود بين الفينة والأخرى، والتهديدات باندلاع حرب أخرى، ما تزال مستمرة، في ظل عدم توقيع أي من الطرفين على معاهدة سلام دائم.