دانييلا رحمة لـ"العربي الجديد": أكره الشهرة كثيراً

31 يناير 2020
أعربت رحمة عن سعادتها بـ"لعب شخصيّات جديدة" (العربي الجديد)
+ الخط -
بعدما سجّلت حضورها القوي بين بطلات الموسم الرمضاني، من خلال مسلسلي "تانغو" و"الكاتب"، تستعدّ الممثلة اللبنانية دانييلا رحمة لخوض مغامرة درامية جديدة في رمضان 2020 إلى جانب ماغي بو غصن ومكسيم خليل وقيس الشيخ نجيب في مسلسل "أولاد آدم"، من كتابة رامي كوسا وإخراج الليث حجو وإنتاج "ايغل فيلمز"، كما تلعب دور البطولة في إنتاج آخر للشركة نفسها بعنوان "العودة" الذي ينطلق عرضه في الثاني من فبراير/شباط المقبل، وهو من إخراج إيلي السمعان وتأليف رائد أبو عجرم، والمعالجة الدرامية لطارق سويد.



وبين العملين تصف دانييلا رحمة نشاطها الدرامي الحالي بـ"المُرهق والمشوِّق، حيث إنني لم آخذ فترة استراحة طويلة بعد (الكاتب)، واليوم أنتهي من (العودة) على أن أبدأ خلال أيام بـ(أولاد آدم). طلبت 10 أيام أقله، لأتحضر للشخصية الجديدة، خصوصاً أنها شخصية صعبة جداً، وأنا مرعوبة، لكني سأفعل المستحيل لأقدمها بأفضل شكل، وهذا تحد كبير بالنسبة لي كممثلة".

وتعرب رحمة في مقابلة خاصة أجرتها معها "العربي الجديد"، عن سعادتها بـ"لعب شخصيّات جديدة مثيرة للاهتمام وفيها الكثير من عناصر الجذب". 

وتصف مسلسل "العودة" بـ"أحد أجمل المسلسلات التي شاركت فيها إلى اليوم". وتؤدّي فيه دور "نسيم"، وهي فتاة لبنانية اضطرّت للسفر خارج البلد والعيش في الغربة، وعندما تعود إلى لبنان، تبدأ المشاكل مع عائلتها ومع ثلاثة شبان، يُشكِّل كل واحد منهم خطاً درامياً شيّقاً، وهم نيكولا معوّض، وسام فارس وإيهاب شعبان، حيث تجمعها بالثلاثة، إضافة الى قصص الحب المعقّدة، خيوط درامية غامضة سيكتشفها المشاهد تباعاً. كما تنطلق سلسلة من الأحداث الغامضة المرتبطة بأربعة من أصدقائها، وهو ما سيعزز لديها الشعور بالذنب. وإلى جانب كل ذلك، سيشهد المسلسل سلسلة جرائم غامضة، ستنكشف خيوطها الواحدة تلو الأخرى ضمن إطار تشويقي تصاعدي مع تقدّم الحلقات.


وتصف شخصية نسيم بأنها "شخص تعذّب كثيراً في حياته ومرّ بظروف صعبة جداً. وقد حاولت نسيم أن تفعل كل شيء كي تحمي أصدقاءها، الذين يرون فيها الفتاة العنيدة التي تفرض كلمتها على الجميع. وخلال الأحداث تتخذ نسيم قراراً بالنيابة عن أصدقائها، والجميع سيدفع ثمن هذا القرار". 

بالنسبة إلى دانييلا لم تشكّل شخصية "نسيم" تحدياً صعباً لها على صعيد تركيب الشخصية، فبينهما عوامل تشابه عدّة، حيث تؤكّد: "هي تشبهني في عفويتها وبكونها عاشت في الغربة لأكثر من 7 سنوات، وبالتالي صارت تتحدث باللكنة نفسها التي أتحدث بها العربية، ولكن الظروف التي تمرّ بها حين تعود إلى لبنان، هي الصعبة بالنسبة لي في هذا الدور، فالأحداث التي تعصف بها تمثَّلت بمشاهد درامية معقدة ومتطلّبة جداً على صعيد التمثيل".


ودانييلا التي لمعت في مسلسلي "تانغو" و"الكاتب" اللذين يتشاركان في الخلطة الدرامية نفسها بين الحب والتشويق والجرائم الغامضة، تعترف بأنها تسير في هذا الخط الدرامي، وتقول صراحة: "هذا الموضوع أخافني في البداية. لأنني لم أشأ أن أكرر مشاركتي في (مسلسل جريمة)، ولكن في مسلسل (العودة) تحديداً، جاءت الكتابة سلسة والتركيز ليس محصوراً بالجرائم نفسها، بل إنها تأتي ضمن السياق الدرامي ككل، فعنصر التشويق موجود، ولكن جو المسلسل العام ليس سوداوياً".


وعن تعاونها مع شركة "إيغل فيلمز" في عملين، في ضوء ما تشهده الصناعة الدرامية أخيراً لناحية وجود نجمة واحدة مميزة عن سواها لدى كل جهة إنتاجية كما هو الحال مع النجمة نادين نسيب نجيم وشركة "الصبّاح"، وعما إذا كان الأمر نفسه ينطبق عليها وعلى "إيغل فيلمز"، تقول: "بالعكس لدى الشركة أكثر من بطلة، وهذا العام سيشهد مساحة خاصة لكل بطلة في أعمال مختلفة، مثل ماغي بو غصن وسيرين عبد النور، ولست أبداً البطلة الوحيدة للشركة التي أعتبرها بمثابة عائلتي وتجمعنا نجاحات جميلة معاً". 

وعن تجربتها في الإنتاجات العربية المشتركة كما هو الحال في مسلسل "أولاد آدم" المتوقع لرمضان 2020، تعترف: "أشعر بمسؤولية مضاعفة تجاه هذا المسلسل. وكان من الصعب أن يتزامن التحضير له مع تصوير الـmaster scenes الخاصة بمسلسل (العودة)، فانا ألعب في (أولاد آدم) شخصية مايا، وهي شخصية مركبّة جداً ولا تشبهني في شيء. تحتاج لأن أغير في طريقة كلامي، ولفظي، ومشيتي، وحركاتي، وعباراتي التي أستخدمها. هذا الدور صعب جداً وأشعر بالمسؤولية الكبيرة لناحية تقديمه بالشكل المطلوب". ودانييلا التي عاشت الجزء الأكبر من حياتها في أستراليا قبل أن تتخذ قرار العودة إلى لبنان والعمل فيه، ترى أن "هناك بعض القرارات في الحياة التي نتخذها بعاطفتنا، فحيث يدلّنا قلبنا نذهب، لأن بوصلة القلب غالباً ما تكون الأكثر صدقاً". 

وعما إذا كانت قد ندمت لاحقاً على عودتها إلى لبنان الذي يعيش حالياً واحدة من أسوأ أزماته المعيشية والاقتصادية، تؤكّد: "كلا لم أندم، وأنا باقية. هذا قراري وقد اتَّخذته عندما كنت لا أزال في التاسعة عشرة من عمري. الشيء الوحيد الذي يحزنني في الموضوع هو أنني بعيدة عن عائلتي، عن أمي وأبي وإخوتي. وهذا هو الثمن الأغلى الذي دفعته لقاء هذه العودة، فقد حُرمت من الوجود مع الأشخاص الذين أحبّهم. 
كما أنني فقدت جزءاً من حريتي، ففي أستراليا كنت أشعر بحرية أكبر بالتصرّف، أما هنا فكل شيء نفعله نجد أنفسنا مضطرين لشرحه، وهذا ليس فقط بسبب البلد، بل أيضاً بسبب الشهرة والأضواء التي تضعنا دائماً تحت المساءلة، وأنا أكره الشهرة كثيراً بكلّ صراحة". 
وعن سبب هذا الكره، تشرح: "للشهرة إيجابيات كثيرة، وأنا ممتنة لعدد الأشخاص الذين يحبونني ويتابعونني. فأنا أعشق عملي وأقدّر أنه يسمح لي بأن أقدّم شيئاً يمسّ قلوب الناس، ولكن في المقابل الشهرة متطلّبة لا بل مُرهقة وهي تقضم جزءاً كبيراً من خصوصية الإنسان وحرّيته الشخصية، فيجد نفسه محروماً من أمور بسيطة، كانت ربما مصدراً للسعادة له، إلا أنه لم يعد يستطيع أن يقوم بها، بسبب اعتبارات لها علاقة بصورته العامة أو حتى مصلحته المهنية".

 
المساهمون