27 سبتمبر 2018
داعش تتلاشى؟
بات واضحاً أن دور تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في العراق وسورية قد انتهى. أدّت المهمة، وأجرت الشركة الأمنية تدريباً مشتركاً مع قوات أميركية وعراقية، ومن قوات سورية الديمقراطية، وانسحب عناصر الشركة هذه، تاركة العناصر المنخرطة تحت وهم الإسلام، لكي تلقى مصيرها. كما دمّرت ما هو ضروري، ونهبت تراثاً وحضارة.
لكن، هل انتهت "داعش"؟ لا بالتأكيد، فقد وُجدت ليس لكي تنتهي، بل لكي تخدم استراتيجية دول ممولة، وخصوصاً أميركا "مالكها الحصري" (على الرغم من اختراق دول كثيرة أخرى). ولا شك أن أميركا هي التي تتحكّم بها. لهذا، لكي نعرف مصيرها لا بد من معرفة الاستراتيجية الأميركية. بالضبط، لأنها أداة الطغم المالية الإمبريالية للتدخل والتدمير، حيث أنها المبرِّر الأساسي للتدخل العسكري، وفرض السياسات. وقد استغلتها في العراق، لكي تعيد السيطرة على النظام، والواضح أنها استطاعت ذلك. واستغلتها في سورية ورقة ضغط على روسيا، وللمساومة معها، ويبدو أن الأمور تسير نحو "نهاية سعيدة". لكن هل انتهت الحاجة إليها؟ لا بالتأكيد. لهذا، لا بد من فهم أولويات أميركا، لمعرفة أين ستذهب "داعش". السبب في قول ذلك أن هذا الشكل من التنظيمات ليس نتاج البيئة، على الرغم من انخراط أفراد فيه من العراق وسورية، بل أنه تجميع لأشتات من "مهووسي" الدين، تنحكم لبنيةٍ "فوقية" مصنّعة كشركة أمنية. وتخضع هذه الشركة لسياسات الطغم المالية، والشركات الاحتكارية. لهذا، حين تنتهي مهمتها في منطقةٍ تُنقل إلى أخرى، ويجري التضحية بهؤلاء المهووسين، أو اختراع فتوى تدفعهم إلى الانتقال إلى المنطقة الجديدة، كما حدث حين جرى الانتقال من أفغانستان إلى العراق، ومن ثم إلى سورية.
بمعنى أن "داعش"، وتنظيم القاعدة الأم، وكل فروعه، هي أدوات لتبرير التدخل، مخترعة من الطغم المالية على شكل شركاتٍ أمنية، ومُلْبَسة غلافاً أصولياً، هو أكثر منظورات "الإسلام" تخلفاً. ولهذا، تعمل في خدمة سياسات هذه الطغم والشركات بالأساس. وعلى الرغم من تحكّم هذه الطغم فيها، إلا أن دولاً أخرى تغلغلت فيها، وطوّعت بعض أطرافها لخدمتها هي، لكن كان يتحقق ذلك بمعرفة ورضى من صانعيها. ومن ثم يجب فهم أولويات أميركا، لكي نفهم مصير أيٍّ منها.
يمكن القول إن لأميركا مصالح مباشرة في منطقتين، أفريقيا، وشمال أفريقيا خصوصاً (المغرب العربي)، حيث أنها تريد الحصول على متكأ لكي تتوسع في القارة التي كانت تخضع لمصالح فرنسا، وأصبحت مجال نشاط كبير للصين، خصوصاً في الدول التي كانت تدّعي الماركسية. ولا شك أن فرنسا تحاول إعادة ترسيخ وجودها من خلال دعم دكتاتوريات وسط القارة وغربها. وبالتالي، ليس أمام أميركا إلا تبرير وجودها العسكري. لهذا أسست قبل سنوات "أفريكوم"، وكانت تبحث عن مقرٍّ لها، لكنها لم تحقق ذلك بعد، على الرغم من أن الميل نحو تونس. ولهذا، إذا كان تنظيم القاعدة موجوداً في هذه المنطقة، وبات تنظيم داعش موجوداً (في ليبيا)، ربما تفرض نهاية مهمة "داعش" في سورية والعراق تركيز وجوده في هذه المنطقة، لتوسيع الدور العسكري الأميركي هناك.
من جهة أخرى، الصين هي "الخطر المحتمل" للطغم المالية، وللدولة الأميركية. لهذا، يمكن أن يكون لهذه التنظيمات مهمة كبيرة في البلدان حول الصين. أعلن أيمن الظواهري افتتاح فرع في تلك المنطقة، وأصبح تنظيم داعش موجوداً في الفلبين، ومن ثم يمكن أن يُنقل عناصر منه إلى هناك، لتعزيز التدخل العسكري الأميركي. ربما وصولاً إلى آسيا الوسطى "الإسلامية"، حيث يمكن مناوشة روسيا كذلك.
"الطابع الإسلامي" لهذه التنظيمات يعني أن لها مهمة في "العالم الإسلامي"، من المغرب إلى أندونيسيا وماليزيا وآسيا الوسطى. وبعد تركيز الوجود الأميركي في العراق، والمساومة مع روسيا، سنرى كيف أن "المعركة" سوف تنتقل إلى تلك المناطق.
إذن، لمعرفة أين ستذهب "داعش"، يجب البحث في سياسات الطغم المالية.
لكن، هل انتهت "داعش"؟ لا بالتأكيد، فقد وُجدت ليس لكي تنتهي، بل لكي تخدم استراتيجية دول ممولة، وخصوصاً أميركا "مالكها الحصري" (على الرغم من اختراق دول كثيرة أخرى). ولا شك أن أميركا هي التي تتحكّم بها. لهذا، لكي نعرف مصيرها لا بد من معرفة الاستراتيجية الأميركية. بالضبط، لأنها أداة الطغم المالية الإمبريالية للتدخل والتدمير، حيث أنها المبرِّر الأساسي للتدخل العسكري، وفرض السياسات. وقد استغلتها في العراق، لكي تعيد السيطرة على النظام، والواضح أنها استطاعت ذلك. واستغلتها في سورية ورقة ضغط على روسيا، وللمساومة معها، ويبدو أن الأمور تسير نحو "نهاية سعيدة". لكن هل انتهت الحاجة إليها؟ لا بالتأكيد. لهذا، لا بد من فهم أولويات أميركا، لمعرفة أين ستذهب "داعش". السبب في قول ذلك أن هذا الشكل من التنظيمات ليس نتاج البيئة، على الرغم من انخراط أفراد فيه من العراق وسورية، بل أنه تجميع لأشتات من "مهووسي" الدين، تنحكم لبنيةٍ "فوقية" مصنّعة كشركة أمنية. وتخضع هذه الشركة لسياسات الطغم المالية، والشركات الاحتكارية. لهذا، حين تنتهي مهمتها في منطقةٍ تُنقل إلى أخرى، ويجري التضحية بهؤلاء المهووسين، أو اختراع فتوى تدفعهم إلى الانتقال إلى المنطقة الجديدة، كما حدث حين جرى الانتقال من أفغانستان إلى العراق، ومن ثم إلى سورية.
بمعنى أن "داعش"، وتنظيم القاعدة الأم، وكل فروعه، هي أدوات لتبرير التدخل، مخترعة من الطغم المالية على شكل شركاتٍ أمنية، ومُلْبَسة غلافاً أصولياً، هو أكثر منظورات "الإسلام" تخلفاً. ولهذا، تعمل في خدمة سياسات هذه الطغم والشركات بالأساس. وعلى الرغم من تحكّم هذه الطغم فيها، إلا أن دولاً أخرى تغلغلت فيها، وطوّعت بعض أطرافها لخدمتها هي، لكن كان يتحقق ذلك بمعرفة ورضى من صانعيها. ومن ثم يجب فهم أولويات أميركا، لكي نفهم مصير أيٍّ منها.
يمكن القول إن لأميركا مصالح مباشرة في منطقتين، أفريقيا، وشمال أفريقيا خصوصاً (المغرب العربي)، حيث أنها تريد الحصول على متكأ لكي تتوسع في القارة التي كانت تخضع لمصالح فرنسا، وأصبحت مجال نشاط كبير للصين، خصوصاً في الدول التي كانت تدّعي الماركسية. ولا شك أن فرنسا تحاول إعادة ترسيخ وجودها من خلال دعم دكتاتوريات وسط القارة وغربها. وبالتالي، ليس أمام أميركا إلا تبرير وجودها العسكري. لهذا أسست قبل سنوات "أفريكوم"، وكانت تبحث عن مقرٍّ لها، لكنها لم تحقق ذلك بعد، على الرغم من أن الميل نحو تونس. ولهذا، إذا كان تنظيم القاعدة موجوداً في هذه المنطقة، وبات تنظيم داعش موجوداً (في ليبيا)، ربما تفرض نهاية مهمة "داعش" في سورية والعراق تركيز وجوده في هذه المنطقة، لتوسيع الدور العسكري الأميركي هناك.
من جهة أخرى، الصين هي "الخطر المحتمل" للطغم المالية، وللدولة الأميركية. لهذا، يمكن أن يكون لهذه التنظيمات مهمة كبيرة في البلدان حول الصين. أعلن أيمن الظواهري افتتاح فرع في تلك المنطقة، وأصبح تنظيم داعش موجوداً في الفلبين، ومن ثم يمكن أن يُنقل عناصر منه إلى هناك، لتعزيز التدخل العسكري الأميركي. ربما وصولاً إلى آسيا الوسطى "الإسلامية"، حيث يمكن مناوشة روسيا كذلك.
"الطابع الإسلامي" لهذه التنظيمات يعني أن لها مهمة في "العالم الإسلامي"، من المغرب إلى أندونيسيا وماليزيا وآسيا الوسطى. وبعد تركيز الوجود الأميركي في العراق، والمساومة مع روسيا، سنرى كيف أن "المعركة" سوف تنتقل إلى تلك المناطق.
إذن، لمعرفة أين ستذهب "داعش"، يجب البحث في سياسات الطغم المالية.