يُجمع مؤسّسون ومديرون تنفيذيون ومحللون في صناعة السيارات على أن شركات المركبات الذاتية القيادة أصبحت على طريق وعر بفعل ما ترتّب على أعمالها من تداعيات اقتصادية ومالية لانتشار واسع النطاق على مستوى العالم لوباء "كوفيد-19" الذي يسببه فيروس كورونا المستجد.
فقد كانت السيارة ذاتية القيادة حلماً تأجّل حتى قبل أن تتسبّب أزمة كورونا في شل عجلة الاقتصاد الأميركي. إذ بحلول أوائل عام 2020، تم تأخير خطط إطلاق خدمات الروبوت الآلي، أو تقليصها، عندما أفسحت إثارة السيارات بدون سائق المجال أمام الاعتراف بالعمل الطويل والنفقات الثقيلة التي يتطلبها ترويج هذه التكنولوجيا في الأسواق الاستهلاكية.
أما الشعرة التي قصمت ظهر البعير، فقد تمثلت الآن بالوباء الذي أجبر الشركات على سحب سياراتها من الطرق، وإرسال المهندسين للعمل من المنازل، وإعادة النظر بعناية بميزانياتها، حسبما خلصت مجموعة مقابلات عن بُعد أجرتها مع المعنيين بهذه الصناعة شبكة "بلومبيرغ" الأميركية.
ويستخدم معظم مطوّري المركبات المستقلة محرّكات محاكاة لإنشاء سيناريوهات القيادة واختبار برامجهم. وقد سمحت هذه الأدوات الافتراضية للفرق الهندسية بمواصلة العمل بشكل مُنتج، من دون اختبار أساطيل من السيارات على الطرق.
ويقول ديمتري دولغوف، كبير مسؤولي التكنولوجيا في شركة "وايمو" Waymo، المعروفة سابقاً باسم "مشروع غوغل للسيارة ذاتية القيادة"، عبر البريد الإلكتروني، إن "كوفيد-19 يقود إلى منازل الكثيرين وعداً بمركبات ذاتية ليس فقط لجعل الطرقات أكثر أماناً، بل أيضاً لمساعدة الركاب على البقاء بصحة جيدة إبّان الأوقات المضطربة".
لا مفر من الدمج
المتخصّصون في شؤون السيارات لدى "بلومبيرغ" أجروا اتصالات مع بعض المستشارين والمديرين التنفيذيين المعنيين بهذا القطاع لسؤالهم بشأن توقعاتهم، وبدا أن هناك إجماعاً عاماً بينهم على أن مطوّري المركبات المستقلة في طريق وعر، وأن الدمج أمر لا مفر منه. لكن هناك أيضاً ثقة واسعة في أن مشروع بناء السيارات ذاتية القيادة أصبح الآن مع المستجدات الحاصلة أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى.
فهناك إجماع واسع على أن صناعة المركبات الذاتية القيادة كانت تدخل فعلاً في مرحلة من الاندماج. فقد استقطبت الفرصة السانحة عشرات الشركات المدعومة بالمغامرة على مدى العقد الماضي، لكن بمرور الوقت، أصبح واضحاً أن الأمر سيستغرق سنوات عديدة ومليارات الدولارات لتأسيس شركات قابلة للاستمرار.
وهذا الإدراك ضيّق المجال، فيما من المرجح أن يُسرّع الإغلاق الاقتصادي السير باتجاه صفقات الدمج، خصوصاً أن شركات صناعة السيارات الأكثر رسوخاً يمكن أن تُعيد النظر في استثماراتها بالقيادة الذاتية، ما يُمكن أن يُبطئ التقدم في تلك المشاريع.