خوف وقلق يُفسد بهجة رمضان في عفرين السورية عقب التفجير الدموي

30 ابريل 2020
الخوف يسود المدينة بعد التفجير(أحمد شفيع بلال/فرانس برس)
+ الخط -
تسود حالة من الترقب والحذر في مدينة عفرين السورية، عقب التفجير الدموي الذي أودى بحياة العشرات يوم الثلاثاء الماضي، وأثار الذعر بين سكّان المدينة. فهو التفجير الأعنف من نوعه والأكثر وحشية ودموية، الذي تشهده المدينة. المحال التجارية مغلقة وحركة السكّان أيضاً تراجعت بشكل ملحوظ.

إبراهيم أبو عبدو، المقيم في المدينة، يصف الواقع الحالي قائلاً: "أنا كبقية أهالي مدينة عفرين، خائف من ما جرى قبل يومين في المدينة. الحدث كان مرعباً وصور الجثث في مكان الحريق تقشعر لها الأبدان. ما ذنب هؤلاء ليموتوا حرقاً في شهر رمضان


ويضيف الأربعيني لـ"العربي الجديد": "يبدو أنّ المدينة لم تعد تتّسع لنا، وقد أغادر بسبب حالة التوتر السائدة، وهذه الحالة ليست وليدة التفجير الأخير فقط، إنّما هي ناجمة عن نظرة البعض لنا كأكراد هنا. لا أعلم ماذا سيحدث في الأيام المقبلة، لكن أتمنى أن يعود السلام والهدوء لعفرين، فالمدينة مع صغرها، تمثّل، اليوم، وطناً صغيراً لجميع السوريين، إذ فيها أناس من كافة المحافظات".

ويوم أمس اتخذت فصائل الجيش الوطني السوري والشرطة، بالتنسيق مع القوات التركية، إجراءات أمنية مشدّدة في عفرين، حيث أغلقت مداخل ومخارج المدينة، كإجراء أمني احترازي لحماية الأهالي.


المواطن أحمد العيسى المقيم في مدينة عفرين، تساءل في حديثه لـ"العربي الجديد" عن مرتكبي هذا التفجير، واصفاً إياهم بالوحوش، وقال: "هؤلاء المجرمون الذين أعدّوا لهكذا تفجير، أليس لديهم أقارب وإخوة وزوجات وأطفال يخافون عليهم؟ يبدو أن لا رحمة في قلوبهم. الجثث تفحّمت والخوف والحزن يعمّ المدينة. كلّ ما أرجوه هو أن تعود الأمور إلى طبيعتها، إذ حُرمنا بهجة شهر رمضان بعد هذا التفجير".

أمّا حسن أبو محمود (43 عاما) فقال لـ"العربي الجديد": "كنت بعيداً عن موقع الانفجار ولم يستطع أهلي الاتصال بي. ياولوا طوال ساعات معرفة ماذا حلّ بي. لكن أحمد الله أنّني كنت بعيداً، وإلا لكنت في عداد الموتى الآن".

ويضيف أبو محمود: "نطالب الجيش الوطني والجهات الأمنية باتخاذ التدابير اللازمة لوضع حدّ لهذه التفجيرات، فنحن تعبنا كثيراً منها. عليهم أن يفتّشوا كلّ سيارة تدخل المنطقة، فنحن مدنيون لا حول لنا ولا قوة، ومضطرّون أن نتنقّل في المدينة لشراء أغراضنا وحاجاتنا، وهذا يجعل منّا ضحايا سهلة لهذه التفجيرات البشعة".

وارتفع عدد ضحايا السيارة المفخّخة التي انفجرت في السوق، في شارع راجو، بمدينة عفرين إلى نحو 52 قتيلاً و60 جريحاً. وتشير مصادر طبية إلى أنّه هناك مصابين بحالة خطرة. منهم من تعرّض لحروق شديدة، بينما لم تتمكّن الفرق الطبية والإنسانية من تحديد هوية 20 شخصاً ممّن قضوا بالتفجير.

وبعد سيطرة الجيش الوطني السوري على مدينة عفرين في مارس/ آذار 2018، تعرّضت المدينة بشكل مستمرّ، لتفجيرات ناجمة عن عبوات ناسفة وسيارات مفخّخة وألغام، ومن بين التفجيرات التي تعرضت لها المدينة، السيارة المفخّخة التي انفجرت في شارع راجو في 13 سبتمبر/ أيلول 2019.