خوف من الرداءة

13 يوليو 2015
شفيق عبود/ لبنان
+ الخط -

طرحتُ سؤالاً على الكتّاب والقراء في صفحتي على فيسبوك، وبدلاً من الإجابات عن: ما هو أسوأ نص قرأته هذا العام؟ تلقيت إدانات بعضها مباشر وبعضها الآخر مبطّن.

فهل صار الحديث عن الرواية الرديئة انحرافاً عن النقاش النقدي؟ بعضهم دافع عن فكرة أنّ النقد اليوم غير معني بـ"تقاليد البداوة" في تذوق الأدب، بل أصبح النقد معرفة بالنص. هذا لا أختلف معه، لكن سؤالي لم يكن يروم كتابة مقاربات في الرواية الرديئة، بل إنّه يطلب عنوان رواية وجدها قارئها رديئة.

الأكيد أن الكثيرين لم يدققوا جيداً في السؤال، والبعض قرأه جيداً لكنه تردد قبل ذكر أي عنوان، والسبب هو الخوف. نعم، أصبحنا نخاف من الحديث عن الرواية الرديئة. فما الذي يبرر ذلك الخوف؟ أليس من حق القارئ أن يعبّر عن ذوقه صراحة، إذ إن السؤال يتحدث عن الرواية الرديئة وليس عن الروائي الرديء.

ثمة شخصنة متعمدة للروايات، وكأنّ الحكم على رواية هو إدانة بالضرورة لصاحبها، وهذا، في اعتقادي، عين البداوة النقدية. المسألة إذن - إذا استعدنا مقولة وولفغانغ كايسر من أن: "المؤلّف لا يستطيع أن يكذب، بل كل ما يستطيعه هو أن يكتب بطريقة جيدة أو سيئة" - أن القارئ لا يعنيه صدق الروائي من كذبه، ما يهمّ هو النص، هل كتبه بشكل جيد أم أخفق في ذلك.

المساهمون