وقال سلامة: "إذا لم يصل الدعم حتى شهر سبتمبر/أيلول القادم، فسيكون هناك صعوبات في استمرار برنامج التعليم العام القادم"، مشيراً إلى أن العام الحالي هو الأقل الذي يصل إلى المنظمة دعم مالي منذ اندلاع الأزمة السورية.
وتحدث المسؤول الأممي، في مؤتمر صحافي في العاصمة الأردنية عمّان، أطلق خلاله تقرير "لا مكان للأطفال" حول تأثير خمس سنوات من الحرب على أطفال سورية، وعبر عن أمله في أن تحقق مفاوضات جنيف بين النظام والمعارضة السورية السلام، داعياً الدول المانحة إلى مواصلة تقديم الدعم اللازم لرعاية الأطفال إلى حين الوصول إلى حل للأزمة.
وحسب التقرير، فإن ما يقرب من 3.7 ملايين طفل سوري بمعدل 1 من بين 3 أطفال سوريين، قد ولدوا منذ بداية النزاع في سورية قبل خمس سنوات، وقال سلامة: "هؤلاء لم يعرفوا إلا العنف والخوف والنزوح"، فيما يشير التقرير إلى أن 306 آلاف طفل سوري ولدوا كلاجئين منذ عام 2011.
وتقدر "يونيسف" عدد الأطفال السوريين المتأثرين بالنزاع بنحو 8.4 ملايين طفل، بواقع 80 في المائة من الأطفال في سورية. وقال سلامة "أصبح العنف في سورية أمراً شائعاً، حيث طاول العنف البيوت والمدارس والمستشفيات والعيادات والحدائق العامة والملاعب ودور العبادة"، مشيراً إلى أن نحو 7 ملايين طفل يعيشون في فقر، الأمر الذي يجعلهم "يعانون الخسارة والحرمان من طفولتهم"، على حد وصفه.
ويرصد تقرير "لا مكان للأطفال" حدوث ما يقرب من 1500 حالة انتهاك جسمية بحق الأطفال خلال العام الماضي، كان أكثر من 60 في المائة من هذه الانتهاكات حالات قتل وتشويه نتيجة استخدام الأسلحة والمتفجرات في المناطق المأهولة بالسكان، ويكشف أن أكثر من ثلث هؤلاء الأطفال قتلوا أثناء تواجدهم في المدارس أو في طريقهم إلى المدارس.
ووفقاً للتقرير بلغ عدد الأطفال الذين قتلوا خلال العام الماضي 400 طفل، فيما تعرض 500 طفل للتشويه.
وأكد التقرير أن أكبر تحديات النزاع يتمثل بقدرة الأطفال على الحصول على حقهم في التعليم، مشيراً إلى أن معدلات الالتحاق بالمدارس داخل سورية وصلت إلى الحضيض، وتشير تقديرات يونيسف إلى أن أكثر من 3.1 ملايين طفل داخل سورية و 700 آلف في البلدان المجاورة هم الآن خارج المدارس، في وقت تتخوف فيه المنظمة الدولية من عجزها عن تأمين التعليم للملتحقين في المدارس نتيجة لنقص التمويل.
ووثق التقرير لمهاجمة 40 مدرسة داخل سورية خلال العام الماضي، فيما يوثق نحو 6 آلاف مدرسة لم يعد بالإمكان استخدامها. ولفت إلى تراجع أعمال الأطفال الذين يتم تجنيدهم للقتال أو استغلالهم لدعم المقاتلين.
ويقول التقرير: "في السنوات الأولى من النزاع تراوحت أعمار أكثرية الأطفال الذين تم تجنيدهم للقتال من قبل القوات والجماعات المسلحة ما بين 15 إلى 17 سنة، وكانت أطراف النزاع تقوم باستخدامهم بصورة أساسية في أعمال بعيداً عن جبهات القتال، إلا أنه منذ العام 2014 قامت جميع الأطراف بتجنيد أطفال في سن أصغر وبعضهم لا تزيد أعمارهم على سبعة أعوام وغالباً ما كان التجنيد دون موافقة الأهل".
"الأطفال الذين تجندوا للقتال خلال العام الماضي، تزايدت أعداد من تقل أعمارهم عن 15 سنة، تلقوا التدريب العسكري ويشاركون في العمليات القتالية أو يقومون بأدوار تهدد حياتهم في جبهات القتال" بحسب التقرير.
ويقول سلامة: "كبر الملايين من الأطفال بسرعة هائلة قبل أوانهم بسبب سنوات الحرب الخمس، وبينما تستمر الحرب أصبح الأطفال يخوضون حرب الكبار، كما يستمر تسرب الأطفال من المدارس، والعديد منهم يجبرون على العمل، في حين أن الفتيات يتزوجن في سن مبكرة".