تلتقي اليوم، الخميس، المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في حصن يرجع تاريخه إلى العصور الوسطى بجزيرة في البحر المتوسط لرسم الخطوات التالية، في شراكة تمثل القوة الدافعة وراء الاتحاد الأوروبي.
وداخل أسوار حصن بريغانسون، المقر الصيفي التقليدي لزعماء فرنسا، سيتناول الزعيمان أكثر القضايا إلحاحاً على المسرح العالمي.
وقال مسؤول برئاسة الجمهورية في فرنسا إنّ البحث سيتناول لبنان، والاحتجاجات المناهضة للحكومة في بيلاروسيا، وأزمة "كوفيد-19"، والانقلاب العسكري في مالي، والتوتر القائم بين اليونان وتركيا.
وفي الوقت نفسه تسعى ميركل، التي تضع إنجازاتها نصب عينيها مع اقتراب 15 عاماً قضتها في مقعد السلطة من نهايتها، لتدعيم ما تحقق من تقدم في بعض الأهداف القديمة، ناهيك عن التعامل مع الأحداث اليومية على الساحة العالمية.
وقال مصدران كبيران بالحكومة الألمانية، لوكالة "رويترز"، إنّ من هذه الأهداف البت في شكل العلاقة بين أوروبا والصين، والسعي لتصور شكل الاتحاد الأوروبي بعد خروج بريطانيا منه، ورسم دور لأوروبا كقوة دفاعية يوازي قوتها الاقتصادية.
وقال أحد المصدرين، لـ"رويترز"، إنّ ميركل وماكرون "يدركان أنّ الاتحاد الأوروبي يمر بفترة حرجة، وأنّ على فرنسا وألمانيا التكاتف رغم اختلاف آرائهما في كثير من القضايا".
وبعد البريطانية تيريزا ماي في 2018، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين العام الماضي، ميركل هي ثالث زعيمة يدعوها إيمانويل ماكرون إلى حصن بريغانسون، المبني على نتوء صخري يطل على الشاطئ اللازوردي ويثير إعجاب الرئيس الفرنسي الحالي أكثر من أسلافه.
وقال الإليزيه إنّ باريس وبرلين تريدان أيضاً أن يتفق الأوروبيون على "أساس مشترك" للإجراءات المتخذة على الحدود من أجل تجنب تكرار المشاكل التي نجمت عن القرارات الأحادية، في بداية الأزمة في مارس/ آذار.
وبين القضايا الساخنة الأخرى، الخلافات المستمرة مع تركيا في شرق البحر المتوسط، وهي قضية تبدو فرنسا أكثر اندفاعاً فيها من ألمانيا ضد أنقرة.
وفي مقابلة مع مجلة "باري ماتش"، قال ماكرون إنّ نظيره التركي رجب طيب أردوغان يتبع "سياسة توسعية تمزج بين (النزعتين) القومية والإسلامية ولا تتماشى مع المصالح الأوروبية" وتشكل "عاملاً لزعزعة الاستقرار".
أما ألمانيا، فتحاول من جهتها القيام بوساطة بين اليونان وتركيا، متوقفة حاليًا.
ويؤكد الإليزيه أنه في هذا الملف "ليس ثمة تناقض جوهري" بين باريس وبرلين.
ويفترض أن تتناول المحادثات أيضاً القضايا الأوروبية الكبرى التي تأمل ألمانيا أن تحقق تقدماً فيها خلال رئاستها للاتحاد الأوروبي، التي تنتهي في ديسمبر/ كانون الأول. ويتعلق الأمر خصوصاً بقضية المناخ عبر وعود بجعل أوروبا أول قارة محايدة في ثاني أكسيد الكربون بحلول العام 2050.
وبحسب وكالة "فرانس برس"، فستستعرض ميركل مع ماكرون وضع المفاوضات الصعبة حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، التي استؤنفت، الثلاثاء، ولم تحرز أي تقدم حقيقي في الأشهر الأخيرة.
وقال متحدث باسم المفوضية الأوروبية "يجب أن نتوصل إلى اتفاق بحلول أكتوبر/تشرين الأول على أبعد تقدير".
وبعد هذه الزيارة، سينهي إيمانويل ماكرون إجازته "الهادئة والتي تخللها عمل" في بريغانسون، قبل أن يعود إلى باريس في نهاية هذا الأسبوع، حيث تستأنف الحكومة عملها، الاثنين.
(رويترز، فرانس برس)